العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ

توفيق ينتقد عدم مراقبة «الإعلام» السينما ويحذر من مستقبل المنطقة

قاسم: كشف السرقات والسكوت عنها يعني تشجيعا للمسئولين عنها

حمل خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق على وسائل الإعلام منتقدا عدم مراقبة وزارة الإعلام الأفلام التي تعرض في دور السينما، مشيرا - بحسب من شاهد الفيلم - إلى أنه يحتوي على مشاهد مخلة بالآداب، وفي موضوع آخر أوضح توفيق أن «من يتتبع ما يقال في وسائل الإعلام، وما يصور من سفن حربية داخلة وخارجة من وإلى الخليج، وما يذكر من تصريحات من بعض الدول المجاورة أو غيرها ليشعر بالقلق تجاه هذه الحوادث ومصير المنطقة».

ومن جهته، علّق الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز على تقرير ديوان الرقابة المالية وما كشفه من فساد قائلا: «الحقيقة أن الإعلان عن الفساد جزئيا حتى كليا ثم السكوت عنه ومواصلة النهب والسلب والاختلاس هو تطمين لمرتكبيه وتشجيع لهم على الاستمرار في هذا العمل ومباركة لجرائمهم البشعة».

وذكر توفيق أن «الإسلام اهتم بالناشئة، وجعل البيئة التي يعيش فيها الأبناء مؤثرا قويا في التربية؛ وذلك أن الإنسان يتأثر بالبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه، وأخبر النبي (ص) عن هذا الأمر»، مشيرا إلى أن «البيئة والمجتمع يلعبان دورا أساسيا في التربية، فمن تربى وعاش وترعرع عند اليهود صار يهوديا ومن تربى عند النصارى صار نصرانيا، وهكذا من تربى بين أواسط المسلمين صار مسلما حنيفا».

وأضاف توفيق «لا أحد يجهل أهمية التربية في حياتنا، فبالتربية ننشئ الأجيال، ونخرّج الأبطال، وبالتربية نخرّج الرجال الذين يحملون هموم الأمة والكثير من الأحمال»، مردفا «ولكن على رغم هذه الحقيقة الناصعة والحجة الدامغة فإن هناك الكثير من المعوقات التي تقف في وجه المربين، ووجه الجهود الجبارة التي تبذل لإصلاح الذرية»، موضحا أنه «وعلى رغم كثرتها فإننا نركز على بعضها وأشهرها وسائل الإعلام، هذه الوسائل التي لا تعرف التربية ولا الدين ولا التقاليد ولا الأعراف، ففي كل يوم تخرج لنا بصيحة وبفيلم أو مسلسل أو دعاية تؤثر سلبا على الأبناء»، مشيرا إلى أن «ذلك الأحمق الذي صور عملية الإعدام، ونشرها ولعله باعها حتى يجني من ورائها المال، هذا على اليقين لم يضع في ذهنه أن هناك من سيتأثر بهذا المشهد، إما تعاطفا وإما بأية مشاعر من المشاعر التي حاطت العملية»، مؤكدا أن «الدور هنا على وسائل الإعلام التي نشرت هذا التصوير في كل إذاعات العالم، ولم تتنبه إلى أولئك الأطفال الذين سيشاهدون هذا الموقف، فقد نشر أن هناك حالات وفاة وحالات حرجة بسبب تقليد الأطفال عملية الإعدام»، موجها رسالة إلى وسائل الإعلام قائلا: «ليس كل ما يسمع يقال، ولعل السبب هو عدم تأهيل من يقوم على البرامج من الناحية التربوية».

وأكد توفيق أن «الأخبار والمسلسلات والأفلام وغيرها من البرامج لا تخضع إلى خبير أو رقيب تربوي، وكان الواجب ألا تنشر هذه المشاهد إلا بعد تنبيه الآباء إلى أن ما سيعرض يحتوي على مشاهد لا تناسب الأطفال»، مضيفا «ولكن التسابق على الحدث وعدم الوعي سبّبا مثل هذه السلبيات، حالها حال بعض قنوات بعض الدول التي تجعل علامات للسن المناسبة التي توضح من يشاهد هذا المشهد أو ذاك»، مشيرا إلى أن «تقليد الأفلام لا يقتصر على المشاهد التي ذكرت بل تتعدى إلى المشاهد الجنسية والعاطفية، التي تحرك الغريزة الجنسية الكامنة في النفس»، موضحا «ولا يستبعد أن يكون هناك من حاول أو طبق هذه المشاهد المشينة من دون وعي بخطورتها وما يترتب على تقليدها، وما أكثر حالات الانتحار في هذا الزمن وفي البلاد، فكل من وجد عنده مشكلة أو مصيبة لاذ بالحبل فشنق نفسه، أو لاذ بالموسى فقطع شرايينه، ولا دين عند هؤلاء، فالمنتحر ضعيف إيمان بقضاء الله تعالى وقدره». واختتم توفيق خطبته بالحديث عن التحديات التي تواجه منطقة الخليج، مشيرا إلى أن «من يتتبع ما يقال في وسائل الإعلام، وما يصور من سفن حربية داخلة وخارجة من وإلى الخليج، وما يذكر من تصريحات من بعض الدول المجاورة أو غيرها ليشعر بالقلق تجاه هذه الحوادث ومصير المنطقة، والمواطن أو المقيم لا يمكن أن يعيش بمنأى عنها، فيبقى في حيرة من أمره»، متسائلا: «هل سيؤول الأمر إلى خير؟ أم أن الأمر أفظع وأشد وأخطر مما هو متوقع؟» مضيفا أن «مملكتنا دولة من دول الخليج يُطمع فيها وفي خيراتها كما يُطمع في غيرها، ولعل إرادة زعزعة أمنها مرغوب فيها عند بعضهم، وما يسمع من هنا وهناك يبعث على الشك والقلق أيضا، فالخطر جارف، ولن يستثني أحدا».

قاسم: مطاردة الحوزات النسوية أسوأ الاستبداد

ذكر الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أن «مليون دينار يساوي فلسا: هذا الحساب واضح الخطأ، لكنه صحيح في التعامل غير المسئول مع المال العام»، مشيرا إلى أن «المال العام يعاني تسريبات غامضة واختلاسات جائرة ويكون للمدققين بشأنه لو وجدوا للدعاية أسئلة حائرة وتواجههم في حساباته ضبابية وغموض وموارد إجمال وسكوت عن التفاصيل وكل ذلك في المفاصل المهمة في حركة هذا المال، إذ قد يجدون أن عشرات الملايين قد طوي الكلام عنها وعشرات أخرى أكثر منها لا تفسير لاختفائها وأرقاما هنا أو هناك يحتمل أن قد بلعها الاختلاس أو ضيّعها الإهمال والتقصير».

وأضاف قاسم «يصح أن نقول بصدق في ضوء الفضائح والإبهام والغموض مما يوجهه المهتمون والمدققون في حسابات المال العام إن مليون دينار إنما تساوي فلسا واحدا أو أقل من فلس، فلا يبكي عليه ولا يتأسف عليه متأسف ولا يندم عليه نادم وكأن المبتلعين للملايين من المال العام من أمة لا تعرف حلالا ولا حراما ولا تشعر بقبح القبيح وجمال الجميل»، مشيرا إلى أن «المبتلعين للمال العام هم المتنفذون والمقدمون والمكرمون والوطنيون والمخلصون الأوفياء وهم عماد الوطن وعمّاره وهم سر رخائه وأمانه وتقدمه ورقيه».

وأردف قاسم «أما الكادحون ليل نهار من أجل اللقمة الحلال فهم معادون للوطن ومتآمرون عليه ولابد من إقصائهم حماية له وحفاظا على مصالحه، وهل الكشف عن حالات قليلة من الاختلاسات مدروسة مقدرة من أجل الشفافية والأخذ بالأمانة ومحاربة الفساد للإصلاح؟»، موضحا أن «الحقيقة أن الإعلان عن الفساد جزئيا حتى كليا ثم السكوت عنه ومواصلة النهب والسلب والاختلاس هو تطمين لمرتكبيه وتشجيع لهم على الاستمرار في هذا العمل ومباركة لجرائمهم البشعة»، منوها إلى أنه «إذا جاءت عقوبة فصل مثلا لمختلس للمال العام لا لجهة خيانته بل لجهة أخرى تمس مصلحة أكبر لشخص أكبر منه أو غير ذلك مما لا يدخل في محاربة الفساد، فإن ذلك لا يؤدب ولا يردع أحدا وإنما يزيد الفساد وليرتقب الشعب مزيدا من الفساد والهدر والتلاعب بالمال العام وكرامة الإنسان كلما طُورِدَ الدين وضُيِّقَ عليه وحُوِرَبت كلمته وخُنِقت ثقافته».

ومن جهة أخرى، حمل قاسم بشدة على طلب بلدية الشمالية من الحوزات الحصول على الترخيص من وزارة الشئون الإسلامية وإلا أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة ضدها واصفا إياهـــا بـ «أسوأ الظلم»، مشيرا إلى أن «كل الظلم سيئ قبيح سواءٌ أكان في مال أم في نفس (...) ولكن الظلم في الدين أقبح وأسوأ وأشد خطرا وألما وحينما تسلب إرادة الناس من أن يتعلموا دينهم وعقيدتهم وفقههم وتجعل أمر ذلك بيدك حين تأذن لهم يكون لهم ذلك وحين لا تأذن لهم لا يكون لهم ذلك ويحرمون أن يتعلموا أو يعلموا دينهم الذي ارتضوه فماذا يقال عن فعل كهذا؟ هو من أسوأ الاستبداد وأقبحه وأقساه وأفحشه، هذا الأمر نفسه هو ما ترتكبه الحكومة عندنا وهي تطارد الحوزات النسوية الدينية بحجة أنها بلا ترخيص رسمي». وقال متسائلا: «كيف تفرض الحكومة على الناس ألا يعلّموا دينهم لمن يحتاج إليه وأراد أن يتعلمه من خصوص أهله» مؤكدا أن «هذا تحكم في دين الشعب وإلغاء جائر في حرية الدين واستبداد ليس فوقه استبداد»، مضيفا «ماذا تعلّم الحوزات غير العقائد والفقه والمقدمات اللغوية والقرآن (...)». وأشار قاسم إلى أن «هذه المضايقات قائمة ومستمرة وشرسة في الوقت الذي يجري الحديث عن الحرية والديمقراطية والشفافية والأسرة الواحدة»، مردفا «لن نغلق حوزة واحدة بإرادتنا وليشهد العالم على مصادرة الحرية الدينية وإلغاء قيمة هذا الشعب ومحاربة الإسلام حين تهجم الشرطة على حوزة من الحوزات».

العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً