العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ

قاسم: «عاشوراء» مستهدف بالتشكيك وكل ما لدينا من الحسين (ع)

في الليلة الختامية لـ «الممارسات العاشورائية نقدا ومعالجة»

اختتمت مساء أمس فعاليات مؤتمر عاشوراء الأول تحت عنوان: «الممارسات العاشورائية نقدا ومعالجة». وبحضور جماهيري كبير في مأتم السنابس الجديد، طرحت خلاله أربع أوراق عمل دعا فيه رئيس المجلس الإسلامي العلمائي الشيخ عيسى قاسم إلى الحفاظ على عاشوراء مكررا «عضّوا بالنواجذ على عاشوراء واعطوه ما استطعتم تفلحوا، نداء نوجهه للأمة والمجتمع». مؤكدا أن كل ما لدى الأمة هو من الحسين(ع).

وقال قاسم إن «المجلس العلمائي هو مجلس وطن وأمة ومجتمع وليس في وسع هذا المجلس من خلال إيمانه بالله أن يتقوقع على نفسه، وواجبه أن ينفتح على جميع الإمكانات، وأن ينبذ بكل شدة ما من شأنه أن يثير الفرقة أو يفسد علاقة إيمانية قائمة بين اثنين... إن المجلس أسس من أجل الوحدة الكبرى ومن أجل الإسلام ومن أجل تغيير الواقع بالأسلوب الذي يربح ولا يخسر بالكلمة الطيبة والفكرة الواعية والأسلوب المرن».

قاسم: خط الحسين (ع) يكفر بالحدود الفئوية والقومية

وأكد قاسم أن المجلس العلمائي لم يأت ليضيف مشكلة لهذا المجتمع، وإنما ليعمل ما استطاع لحل مشكلاته، ولا ليدخل في صراع أبدا قائلا: «عاشوراء مستهدف والاستهداف في عاشوراء لابد من إعطائه الجهد الكافي، ومن أجل أن يبقى فاعلا في الأمة على خط الحسين (ع) الذي يكفر بالحدود الجغرافية ويكفر بالحدود الفئوية والقومية وبكل حدود أرضية، الحسين الإنسان الكامل ومن أجل الإنسان كله (...) على خط الحسين (ع) لابد أن نندفع بقوة من أجل إحياء عاشوراء ومن أجل أن نكون بمستوى عاشوراء عطاء لمستوى الأمة والإنسانية».

وفي ثنايا كلمته أشار إلى أن عاشوراء مستهدف بالتشكيك وإثارة الغبار من الناحية الشرعية، ومسئولية أهل عاشوراء أن يزيحوا الغبار عن كل عين مخدوعة، وعن كل فكر واقع في الشبهة، موضحا أن «عاشوراء يجب أن يبقى وأن يشتد التفاعل معه وإن تقادم الزمن بعد الزمن».

ونوه قاسم بأن هناك مظاهر غير أخلاقية وغير منضبطة صارت تتسلل إلى الأجواء الطاهرة وانتشار النزاع الدنيوي من أهل بعض الحسينيات، والانحسار في التفاعل المطلوب مع المجلس الحسيني عند فئة من الشباب، والشعور الكاذب والمغالط بعدم الحاجة لمثل هذه المجالس، من أجل هذا كله، ومن أجل أمور أخرى لابد أن نقيم لعاشوراء مؤتمراته ولابد أن ندخل في دراسات ميدانية وفكرية لتطوير عاشوراء وتثبيت قضيته في نفوس الجيل بعد الجيل.

واضاف ان «عاشوراء أعطى الكثير زخما استمر به الإسلام على المستوى العاطفي، كما أعطى فكرا عملاقا ثبت الأجيال على طريق التوحيد، وعاشوراء هو مدرسة في عالمنا الإسلامي لها الفضل في تثبيت الفكر الإسلامي والدفع بالدفة الإسلامية إلى الأمام، ويبقى عطاء عاشوراء أكبر وأكثر من كل ما أعطى، ويبقى مكنون خزائن عاشوراء أكثر مما كشفته كل السنين، عاشوراء يبقى دائما ثورة من أجل الله ومن أجل الإسلام والصلاح».

واستطرد قاسم «بكل تأكيد، ان يوم الأمة لا يصح أن يتساوى مع أمسها مستوى، ومسئولية الدفع بالمستوى إلى الأمام، ومسئولية التقدم بمستوى الأمة تقع أول ما تقع على النخب، وأكبر نخبة تواجهها المسئولية بصرامة وحزم هي نخبة العلماء، وهي مسئولة بالدرجة الأولى وبالقياس إلى كل النخب عن الدفع بمستوى الأمة، واحد الكنوز الذي لا ينفذ هو ثورة الحسين(ع) وعلينا أن نعطي هذه الثورة حقها».

من الإحياء المرتجل إلى الإحياء المخطط

وعرج قاسم على إحياء موسم عاشوراء موضحا أنه «علينا أن نخرج من عملية الإحياء المرتجل إلى عملية الإحياء المخطط المدروس، وأمام هذه العملية رصيد ضخم لا يتأتى بالنسبة إلى كثير من ميادين النشاط والدعوة، فموسم كربلاء يمتلك أكبر شريحة ويمتلك تغلغلا شديدا جدا وعاشوراء تحولت في وعي الأمة وفي وجدانها إلى شيء أصيل، لأن عاشوراء لم تفارق على يد الحسين (ع) قيد شعرة خط التوحيد».

وأكد قاسم أن الأمة لن تستطيع أن تقترب من الحسين شيئا إلا عبر البرامج التي تستوعب كل العناصر الإيجابية في عملية الإحياء وتحافظ على الجهود الضخمة التي تبذلها الأمة المؤمنة في هذا الموسم.

شرعية الممارسات العاشورائية

وطرحت في الليلة الختامية أربع أوراق بشأن الممارسات العاشورائية. وبدأ المؤتمر بورقة عمل مقدمة من الشيخ محمود العالي بعنوان: «شرعية الممارسات العاشورائية».

وانطلق العالي في ورقته من نقطة البكاء على سيد الشهداء (ع) مشيرا إلى أنها مسألة أكدتها عشرات النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) ومارسها وورثها شيعتهم ومواليهم عنهم حتى اشتهروا وعرفوا بذلك.

وقال العالي في ورقته: «يكفي لشرعية البكاء ممارسة أئمة أهل البيت ومع ذلك يمكننا أن نلتمس أدلة أخرى لإثبات مشروعية وراجحية هذه الممارسة كما يمكن أن نصنف الأدلة إلى نوعين: الدليل العقلي والدليل الشرعي».

واستطرد «يمكن تلخيص الدليل العقلي في نقطتين: الأولى أن حال البكاء من الأمور الفطرية عند الإنسان عندما يوجه أي موقف من المواقف التي تستثير عاطفته من صور مؤلمة ومواقف إنسانية، بل في بعض الحالات يكون البكاء أمرا غير إرادي(...) أما الدليل الشرعي فيتمثل في الكتاب والسنة ويمكننا أن نلتمس من كتاب الله ما يدل على جواز البكاء ومشروعيته بما هو حال فطري إنساني يصدر عن الإنسان بمقتضى عواطفه ومشاعره وأحاسيسه، ما يقصه علينا الذكر الحكيم من قصة يوسف (ع) وما جرى من قصة غيابه وبكاء أبيه يعقوب وحزنه عليه... وقد جاء هذا الاستدلال بهذه الآية في الرواية المشتهرة على الألسن عن الإمام علي بن الحسين (ع) حينما لامه بعض مواليه على كثرة بكائه».

وأضاف العالي «أما السنة المطهرة فنستشف منها العشرات من الروايات الواردة عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت (ع) التي دلت على مشروعية الفعل وجوازه، فمنها الحديث المعروف والمشهور من بكاء النبي (ص) على ابنه إبراهيم وقد اغرورقت عيناه بالدموع فقال (ص): تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب.

وعرج العالي على نقطة أخرى في ورقته وهي إقامة المآتم ومجالس العزاء، موضحا أن «المجالس لا تخرج عن كونها مجالس ذكر يتناول الخطيب فيها آية من القرآن الكريم بالتفسير والتحليل أو رواية عن النبي (ص) أو عن أحد المعصومين (ع) لتكون مادة لموضوعه». وكل من وقف على هذه المجالس وجدها لا تخرج عن كونها وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإشاعة الخير والفضيلة، متسائلا «فهل تحتاج هذه المجالس إلى أكثر من الأدلة العامة الدالة على مشروعية الأمر بالمعروف؟».

الممارسات العاشورائية الخاطئة

من ثم قدم السيد مجيد المشعل ورقة بعنوان: «الممارسات العاشورائية الخاطئة» مشيرا إلى أن إحياء واقعة كربلاء في عشرة محرّم، وممارسات الإحياء المتنوّعة في هذه الأيام - مع ما تميّزت به من مظاهر إيجابية كثيرة - إلاّ أنّها لا تخلو من بعض المظاهر السلبية الخاطئة التي لا بد من معالجتها، مشيرا الى ان «الظواهر أو المظاهر الخاطئة تارة تكون في الممارسة نفسها، وأخرى تكون في بعض السلوكات والتصرفات المقارنة عادة للممارسة العاشورية، كالمشي على الجمر، وهذه الممارسة لم تكن معروفة في الساحة العاشورائية في البحرين، لكنّنا وجدنا في السنتين الماضيتين محاولات معزولة لطرحها والترويج لها، وبغض النظر عن مدى مقبوليتها ورواجها في هذا البلد أو ذاك، فإنّنا بصدد دراسة ومعالجة هذه الممارسة بنفسها، بغض النظر عن محلّ ممارستها».

وأضاف «وحال هذه الممارسة (وغيرها من الممارسات التي تنطلق في الإطار نفسه) واضح في فقدانها الأساس الشرعي الواضح، كما أنّها ليست تعبيرا مألوفا للمواساة والجزع لمصيبة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه، بالإضافة إلى انفصالها عن الواقع الأصيل لمذهب أهل البيت (ع)، المتمثّل في المرجعيات والرموز الدينية الكبرى، فضلا عن تعنونها كذلك بعناوين ثانوية مُحَرّمة».

وانتقل المشعل لمجموعة من الممارسات الخاطئة كالاستخدام المفرط وغير المناسب لمكبرات الصوت في الممارسة العزائية - خصوصا في بعض الأوقات - ما يسبب إزعاجا وأذية لبعض الناس، وخصوصا جيران الحسينية أو المسجد، وحال التفرّج على مواكب العزاء مؤكدا ان «الإشكال يشتد عندما يكون المتفرّجون من النساء».

واقع الحضور النسائي في شعائر الحسين(ع)

وقدمت مديرة حوزة الغريفي النسائية رقية الكنكوني ورقة بعنوان: «واقع الحضور النسائي في الشعائر الحسينية في المملكة» ركزت فيها على واقع الحضور النسائي في البحرين مشيرة الى ان من الواضح في هذا البلد الطيب ان ما يبذل في سبيل هذا الأحياء يفوق بمرات عدة عدد النسمات التي تحييه، مما ينفق من الباذلين والباذلات وبشكل خاص في مناسبة إحياء عاشوراء الحسين (ع)، لذلك تقام التعزيات عندنا تقريبا في كل يوم من أيام الأسبوع كما في بعض المآتم، بما يسمى «العادة» اذ تقوم بعض النساء بإقامة عوائدهن في البيوت أو في المآتم ما يجعلها عامرة طوال العام بنسب عددية متفاوتة من جهة الحاضرات، وهناك نظام خاص لقراءة التعزية يكون بحسب المناسبات كيوم إحرام الحجاج وخروج الحسين من مكة ويوم وصوله الى كربلاء او مناسبات تتعلق ببعض الأنبياء كوفاة النبي يحيى (ع) أو السيدة مريم (ع)».

وأضافت الكنكوني في ورقتها ان «صاحبات العوائد والقيمات على تنظيم شئون الإحياءات يسعين الى جس نبض الشارع من حيث التوجهات والرغبات والمستوى الفكري للمعزيات فيعمدن لجذبهن بكل وسيلة من توجيه الدعوات وتوفير الخطيبة والمحاضرة الملائمة لتكثيف الحضور لتعم الفائدة ويعظم الأجر ما ينعكس إيجابا على رفع مستوى الأداء العاشوري من قبل الشريحة النسوية(...) ما رافق الصحوة الاسلامية من تطور في المشاركة النسوية في الاحياء العاشوري في كثير من مناطق الدول الاسلامية، ومن الممكن عنونته بما يأتي: «الارتقاء بالطور التقليدي (مرثيات وبعض القصص الاسطورية الفاقدة للسند) في كثير من المآتم اذ سعى العلماء وبعض الشخصيات النسوية الملتزمة الى تمحيص هذه الكتب الروائية وجعلها بصورة توافق الأداء التاريخي المتواتر والمعتمد، والحضور في المآتم الرجالية بشكل حاشد اذ تخصص معظم مآتم البحرين الرجالية مكانا خاصا بالنساء، ولا يخفى على احد ما كان لهذه المشاركة من اثراء واكتساب الخبرات اللازمة لوضع اللبنات الاساسية لمشاركة نسوية جادة في عملية الاحياء العاشوري».

وتستكمل «ولا ننسى الاعتماد بشكل كبير في المآتم النسائية على المحاضرات الاسلاميات الملتزمات واللاتي يطرحن جوانب عدة من تراث آل محمد (ص) والحوادث التاريخية بتحليلاتها المختلفة وخصوصا الحوادث المتصلة بفاجعة عاشوراء الى جانب قراءة أبيات الرثاء بأطوارها المعتادة، وادخال عنصر التمثيل الجاد الفاعل الذي يصور الفاجعة بصورة ملتزمة رصينة مع الحرص على الضوابط الشرعية متزامنا مع الطور التقليدي في الرثاء او مستقلا اذ يعلن عنه مسبقا وعلى نطاق واسع وقد أقيمت الكثير من المسرحيات الجادة في مآتم عدة وكان لها التأثير البالغ وخصوصا في أوساط الشابات، إلى جانب اقامة الندوات والحوارات والمؤتمرات التي تتناول الواقعة وما يتصل بها من مستجدات من واقع اليوم كما تمّت استضافة الكثير من الشخصيات النسوية المتميزة على مستوى العالم الاسلامي في مواسم عاشوراء وغيرها ما كان له أثر طيب في التعارف والتعريف وتلاقح الافكار والرؤى».

التطوير والتجديد في الشعائر الحسينية

واختتمت الليلة الأخيرة للمؤتمر بورقة «التطوير والتجديد في الشعائر الحسينية» للسيد محيي الدين المشعل الذي بدأ قائلا: «الجانب الأول يتمثل في العباديات التي وردت في شهر محرم الحرام والتي تتمثل في الصلوات والصوم والأدعية والزيارات،وبعض وسائل التعبير عن المأساة من قبيل البكاء وإظهار الحزن والجزع، والتي لا يمكن تصور أي تغيير فيها لما فيها من الجهة التعبدية المحضة، والتي يراد من خلالها الارتقاء بالمؤمن في علاقته بالله تعالى وبأهل البيت (ع)، فإن الهدف الأسمى من عاشوراء ومن شهادة الحسين (ع) هو الارتقاء بالمؤمنين إلى حال من العرفان والسمو المعنوي والروحي والقرب القريب من الله عزوجل في كل جوانب العلاقة به».

وأضاف «لذلك فإن شهر المحرم يمثل محطة وموسما من مواسم التغيير الروحي والنفسي، يرتقي فيه المؤمن إلى حال من القدسية والطهر بتلك الممارسات الروحية المتمثلة في العبادات المتنوعة».

واضاف المشعل «أما الجانب الآخر وهو الجانب المتغير الذي يمكن لنا أن نتصور فيه التغيير، ونتصور فيه من ثم التطوير والإبداع فهو الجانب المتمثل في الوسائل التي يمكن من خلالها التعبير عن الأهداف التي حملتها رسالة عاشوراء، فلا بد لنا من استقراء الوسائل المختلفة التي نقوم بالتعبير من خلالها عن الأهداف الحسينية، ونلاحظ ما يمكننا أن نقوم بالتطوير في الموجود منها، والإبداع فيما ليس بموجود منها».

ويفصل المشعل «الوسيلة الأولى هي المنبر الحسيني وهو لا شك يعتمد في جانب كبير منه وخصوصا في الموسم العاشورائي على الناحية المأسوية، وهذه لا بد من تكريسها والحفاظ عليها جدا، لما لها من الأثر الكبير في الربط الولائي بين الجماهير وبين الحسين (ع) ومبادئه، ولما تمثله من امتثال واقتداء بالنبي (ص) والأئمة الكرام من أهل بيته (ع). وفي الوقت نفسه فإن المنبر يمثل آلية وأداة من الأدوات التي يمكن من خلالها بث الفكر والمعرفة الدينين اللذين لا بد أن يمثلا أولويات في الطرح المنبري، وهنا يمكن لنا أن نركز على قضية التغيير والتطوير والإبداع. فربما يكون من جوانب الإبداع والتطوير في قضية المنبر تحويل المحاضرة المنبرية إلى محاورة بين الخطيب وبين الجمهور الذي يمثل المتلقي دائما، فيتم تحويله من موقع المتلقي إلى موقع المشارك، وهو أمر من شأنه حفز المستمع على أن يكون مساهما مساهمة فاعلة في البحث وخصوصا مع التعرف المسبق على المحاورة التي يريد الخطيب أن يطرحها».

ويقول: «كما أن المرحلة ربما تفرض على الخطيب في الكثير من الأحيان أن يساير ما هو موجود على مستوى الاستفادة من الوسائل التعليمية التي تقرب المفردة المعرفية إلى الذهن، وذلك من خلال توفير وسائل العرض في الحسينيات من أجل توفير الجهد على المستمع في فهم المفردة المعرفية التي يريد الخطيب أن يطرحها للحضور، والتي ربما تتجسد في الاعتماد على ثقافة الصورة المعبرة عن الكلمة ومن المهم لكل من يريد الحديث عن الجانب التطويري في مفردة المنبر الحسيني التجديد في الموضوعات المطروحة على مستوى المنبر، وملاحقة النظريات الأخيرة في جوانب المعارف الدينية المختلفة، والتي ترتبط بشكل مباشر بالدين، أو ترتبط به بشكل غير مباشر، وتحليلها ومناقشتها مناقشة علمية متينة».

وبين المشعل «من أجل أن يبقى المنبر هو الوسيلة الأكثر تأثيرا وحضورا وفاعلية في الواقع الاجتماعي والجماهيري، فمن المهم جدا أن تصاغ استبيانات متعددة للتعرف على نقاط القوة والضعف في الجوانب المختلفة لما يمكن أن يقدمه المنبر الحسيني في المجالات المعرفية المختلفة وهو ما قد يفرض استحداث مؤسسات تخصصية لرعاية المنبر الحسيني في آفاقة وأبعاده المتعددة».

وانتقل إلى الوسيلة الثانية، وهي وسائل التعبير المختلفة التي تجسد أهداف الحسين وتعكسها في آفاقها المختلفة من قصة أو مسرحية أو فيلم أو تصوير فني خاص، وهذه لا شك يراعى فيها الانتاجات الممتازة للمدارس الفنية المختلفة التي تحرك الفن في خدمة الهدف الكبير وتجعل من الإبداع والتصميم الفني الراقي والملتزم خادما حقيقيا لتجسيد الحق والتعبير عنه بالصورة الفنية التي تتمثل في أحد الآفاق المتقدمة.

أما الوسيلة الثالثة فتمثل المواكب العزائية والمسيرات الحسينية والتي لا بد فيها من رعاية الجوانب المضمونية التي يمكن أن تعبر عن القضية الحسينية تعبيرا حقيقيا خالصا، كما يتم الإبداع فيها والتطوير من خلال إضفاء الصفة الشرعية عليها بقدر الإمكان، الأمر الذي يجنبها أي نقد خارجي يمكن أن يمس بها أو بقدسيتها.

العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً