العدد 2243 - الأحد 26 أكتوبر 2008م الموافق 25 شوال 1429هـ

تحويل شرطة المجتمع إلى «الشرطة البيئية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في حديث مع اثنين من ضيوف المؤتمر السنوي الأول للمنتدى العربي للبيئة والتنمية 2008 المنعقد في البحرين حاليا، أشار أحد الإخوة إلى فكرة إنشاء «شرطة البيئة» وهي فكرة معمول بها في عدد من الدول، بما في ذلك الأردن. واستأذنت متحدثي للانطلاق بالفكرة، وأن أطرح على وزارة الداخلية أن تطور «شرطة المجتمع» إلى «الشرطة البيئية». فحاليا تجد شرطة المجتمع يتجولون بالقرب من ممشى هنا أو هناك، كما هو الحال في الممشى على ساحل أبوصبح، ولكن تجد في الوقت نفسه أن كل خدمات دورة المياه والماء المخصص للشرب معطلة بشكل مقرف للبيئة. كما تجد القمامة في كل مكان، وبقايا الطعام، وأكياس النايلون، وغيرها تتطاير وتتبعثر في كل مكان، بينما شرطة المجتمع تتفرج على الوضع في حال كانت متواجدة.

ولكن، ماذا لو تم تطوير هذه الشرطة لتكون البيئة من صلب مهماتها؟ أعتقد أن مثل هذا التطوير سيخدم البحرينيين أكثر، كما سيساهم في تنمية الثقافة البيئية لأن وزارة الداخلية ستضطر لتنظيم ورش عمل مع المعنيين بالبيئة، وستتولى المحافظة على البيئة جنبا إلى جنب مع محافظتها على الأمن.

إن تشكيل الشرطة البيئية سيتطلب تعريف «الجريمة البيئية»، و «النظام البيئي» كما ستتطلب إنشاء إدارة أو قسم أو وحدة للتحقيق في الجرائم البيئية، ومن ثم تحويل مقترفي الجرائم البيئية إلى النيابة العامة ومن ثم إلى المحاكمة. والبحرين ستكون حينها أنموذجا عالميا.

ولكننا نعلم أن الجرائم التي تُرتكب ضد البيئة في البحرين أصبحت من الكثرة بحيث أصيبت جمعيات الدفاع عن البيئة بالإعياء والإنهاك. لدينا جرائم بيئية كبيرة وخطيرة، من أساليب التخلص من النفايات، وتصريف النفايات السائلة ومياه المجاري، وتدمير الحزام الأخضر، وتحويل خليج توبلي إلى مستنقع، والصيد غير المشروع، وتدمير الثروة السمكية عبر تدمير المناطق الغنية بالأسماك، والتعدي على المناطق التي من المفترض أنها محمية بيئية، ورمي سيارات الخردة في الأحياء السكنية، والتدخين في المحلات المغلقة، ورمي الأوساخ من السيارات على الشوارع، والبصق في المناطق العامة... إلخ.

سنحتاج بالطبع إلى تشريعات ولوائح تحدد التهم التي يمكن المعاقبة عليها بصفتها جرائم بيئية، وسنحتاج إلى تدريب محاكم وقضاة وسنحتاج إلى مؤتمرات متواصلة تنشر قصص النجاح البحرينية التي يمكن التحدث عنها عالميا... كما سيتمكن الوزراء من إطلاق تصريحات صاخبة بأننا حققنا أهداف الألفية قبل العام 2015، وسنكرم الشرطة البيئية التي سيتم تكوينها من كل فئات المجتمع من دون تفريق، وسنفرح ببيئة بحرينية نظيفة وصحية. ربما ان كل ما ذكر أضغاث أحلام

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2243 - الأحد 26 أكتوبر 2008م الموافق 25 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً