بعد رفض السلطات الكينية أمس الأول إعادة منح جنسيتها للعداء «مشير سالم جوهر» الذي سحب منه أيضا «جواز المهمات البحريني»، بعد مشاركته التاريخية في سباق طبريا الإسرائيلي، حاصدا ميداليته الذهبية اليتيمة، فإن العدّاء أصبح من الآن من أصحاب «البدون»، لأن بلده الأصلي يمنع ازدواجية الجنسية، والبلد الذي تجنس منه لا يقيم علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل»، وإن كان لا يعلم بذلك... وإلا فكيف عرفت الجهات الإسرائيلية بأنه بحريني إن لم يكن دخلها بالجواز الأحمر؟
العداء الكيني كان يستخدم جوازا كينيا مزورا في تدريباته خلال تجواله في الدول الأوروبية، بحسب ما أكده مسئولو الاتحاد البحريني لألعاب القوى أمس لـ «الوسط» وهو ما يعني ان العداء تحايل على السلطات الكينية، وهو سر غضبها. بينما أحرج السلطات البحرينية بمشاركته باسم البحرين في سباق إسرائيلي... وانتهى أمره بأن يكون اليوم من دون بلد ولا جنسية.
لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية مارك ريغفي عبر أمس للصحافة عن تصرف البحرين من دون أن يسميها قائلا: «عقاب العداء بهذه الصورة هو أمر غير مقبول لأن «إسرائيل» تلعب دورا في المحافل الثقافية والاقتصادية وحتى الرياضية المختلفة». مشيرا إلى أن السلام سيحل من خلال الحوار الذي يتطور بين الناس ومن يقف في وجه ذلك هو نفسه ضد هذا السلام».
وأضاف ريغفي «لن تكون هناك أية مشكلة لعداء إسرائيلي إن أراد المشاركة في سباق ماراثون بالبحرين إن تمنى ذلك».
كلام المسئول الإسرائيلي ما هو إلا أسلوب من أساليب الحكومة الإسرائيلية الاستفزازية تجاه العرب في صراعها المستمر مع الفلسطينيين وعلى رغم أن البحرين تحظى بتطبيع اقتصادي إذ رفعت الحظر الثانوي على البضائع الإسرائيلية منذ العام 1994 ومن بعدها رفعت الحظر كليا من بعد توقيعها على اتفاق التجارة الحرة مع واشنطن، الذي هو شرط من شروط الاتفاق في العام 2005 وبدأ مع غلق مكتب مقاطعة البضائع الإسرائيلية غير أن «إسرائيل» لن تكف عن النقد والاستفزاز.
لذلك على البحرين أن تعيد النظر وتأخذ موضوع التجنيس الرياضي وتبعاته السيئة التي ستحط من اسم البحرين بدلا من أن ترفعه على محمل الجد، لا أن تترك الحبل يترنح هنا وهناك وهذه فقط البداية... ولا نعتقد أننا لا نحظى بالطاقات الرياضية، ويكفي ما حققته عداءة البحرين الأولى رقية الغسرة من انجازات في الآونة الأخيرة تشرف البحرين وأهلها...
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1588 - الأربعاء 10 يناير 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1427هـ