استجوبت فاطمة الحواج محامية الخادمة الآسيوية المتهمة في الشروع بقتل صديقها -وذلك بعد أن اعتقدت أنّه تسبب في إصابتها بمرض الإيدز- يوم أمس (الأحد) في قاعة المحكمة الكبرى الجنائية الطبيب الشرعي الذي عاين المجني عليه، إذ وجهت الحواج إلى الطبيب بعض الأسئلة المتعلقة بالحالة الصحية بالمجني عليه، وما إذا كانت الإصابات التي لحقت به ستؤدّي إلى مفارقته الحياة من عدمه، بالإضافة إلى بعض الأسئلة المتعلقة بواقعة الحرق والجانب الصحي، وفي نهاية الجلسة جدّدت الحواج طلبها في استجواب المترجم الذي استعانت به النيابة العامّة لترجمة التحقيق مع المتهمة.
هذا، وقررت هيئة المحكمة الكبرى الجنائية المنعقدة يوم أمس (الأحد) برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة وعضوية القاضيين طلعت إبراهيم محمد عبدالله ومحمد راشد عبدالله الرميحي وأمانة السر راشد سالمين، إرجاء النظر في مقاضاة الخادمة الآسيوية المتهمة، وحددت المحكمة تاريخ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل موعدا لنظر القضية من جديد، وذلك للاستماع للشهود واستدعاء المترجم الذي قام بترجمة الأسئلة والاتهام الموجّه من قبل النيابة العامة للمتهمة. وأمرت المحكمة باستمرار حبس المتهمة على ذمة القضية.
وفي جلسة يوم أمس تقدمت وكيلة المتهمة المحامية فاطمة الحواج باستجواب الطبيب الشرعي الذي عاين وكشف على المجني عليه، ووجّهت له بعض الأسئلة الخاصة بواقعة الحرق والإصابات التي لحقت به. وهذا نص الاستجواب:
- الحواج: بيّن لنا الإصابات التي تقع على أيّ شخص تعرض لحروق؟
القاضي: أجب تحديدا عن الحالة الماثلة.
الحواج: إنّ المجني عليه أصيب بدرجتين من الحروق وهما الثانية والثالثة، ونودّ أن نعلم أين مواقع إصابات الدرجة الثانية وإصابات الدرجة الثالثة؟
الطبيب الشرعي: بعد الإطلاع على تقرير الطبيب الخاص بالمجني عليه، ومن واقع أوراقه الطبية، فإنّ المجني عليه دخل المستشفى في 14 أبريل/ نيسان الماضي، وكان يُعاني من حروق من الدرجتين الثانية والثالثة، والحروق كانت منتشرة في عنقه وصدره وبطنه والطرفين العلويين والسفليين، وكانت نسبة الحروق 45 في المئة من مساحة جسمه، وكان الحريق بسبب ملامسة جسمه مادة مشتعلة بالحريق.
- الحواج: هل الإصابات في مجموعها من الدرجتين الثانية والثالثة، تعتبر من الإصابات الجسيمة والخطيرة؟ وهل من الممكن أن تتضاعف بمضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة؟ مع العلم أنّ الطبيب شاهد وعاين المجني عليه، وهو تحت العلاج وكان بعض الأماكن من جسمه ملفوفا بالقماش الطبي؟
الطبيب الشرعي: قمت بمعاينة المجني عليه في 22 مايو/ أيّار الماضي، وكانت معظم إصاباته شفيت، ولكن في بعض المناطق ظلت الإصابات متبقية وبها بعض الالتهابات، وكانت مناطق من جسمه غير مستقرة للشفاء، ومن المفترض أنْ أعاينه بعد شهرين، إذ من المفترض أن يتماثل للشفاء التام بعد استقرار حالته.
- الحواج: هل ستظل في جسم المجني عليه تشوهات أو هل سيُصاب بعاهة مستديمة نتيجة الحروق التي لحقت به؟
الطبيب الشرعي: لم يعرض علينا المجني عليه لبيان حالته النهائية.
- الحواج: إذن النتيجة التي توصلت لها في تقرير الطبيب الشرعي غير نهائية؟ ولقد ذكرت في أقوالك أنك عاينت المجني عليه في مراحل تماثله للشفاء، وأنا أطلب إعادة الكشف عليه بعد شهرين من الزمن، وسؤالي هو: فيما لو تم الكشف عليه بعد شهرين هل ستظل فيه التشوهات أو أية عاهة مستديمة؟ هل تستطيع الجزم بهذا الأمر؟
الطبيب الشرعي: بالنسبة للتشوه فهو موجود فعلا سواء أثناء معاينتي أو كشفي له سابقا أو حتى بعد مرور أيّ مدة زمنية، وذلك نتيجة الحروق في جسمه، أما بالنسبة إلى العاهة المستديمة فلابد من الكشف عليه حتى يمكن تقديره.
- الحواج: هل من الممكن أن تؤدّي الحروق إلى الوفاة؟ ولماذا لم يتوف المجني عليه؟
الطبيب الشرعي: إن من واقع الإصابات والحروق التي حدثت للمجني عليه من حيث درجاتها وعمقها في جسمه تعتبر إصابات جسيمة وخطيرة، ولكن فورية العناية والرعاية الطبية والعلاج فإنه قد تم شفاء معظم هذه الحروق، وبالتالي زالت خطورتها في إحداث الوفاة.
وفي نهاية الاستجواب، أصرّت محامية المتهمة الآسيوية فاطمة الحواج على طلبها المتمثل في حضور المترجم الذي ترجم الأسئلة، وما دار في جلسة التحقيق مع المتهمة في النيابة العامّة وهو هندي الجنسية، وذلك لاستجوابه أمام المحكمة، خصوصا أنّ المتهمة لا تعرف إلاّ لغة التانغو كما أعلنت الحواج سابقا.
وقد ثبت في تقرير الطبيب الشرعي إصابة المجني عليه بحروق نارية من الدرجتين الثانية والثالثة، كما ثبت بتقرير المختبر الجنائي احتراق سرير المجني عليه واحتواء العينات المرفوعة من مكان الحادث على مادة الكيروسين (الكاز) وأنّ الحريق ناتج عن إيصال مصدر حراري بفعل فاعل
العدد 2243 - الأحد 26 أكتوبر 2008م الموافق 25 شوال 1429هـ
