أعتذر للكتابة إليك يا مشير سالم جوهر، بلغتي العربية التي تجهلها، لأني ببساطةٍ أجهل لغتك الأم (السواحلية)، وأرجو أن تعجبك رسالتي المتواضعة لأني أول مرة أنشر رسالة شخصية في الصحافة من مواطنٍ بسيطٍ مغمورٍ مثلي، إلى مواطنٍ «بحريني» مشهورٍ مثل سعادتك!
أكتب بلغتي القومية، ولكنّي أعوّل على بعض فاعلي الخير، علّ أحدهم يترجمها لك، لتعرف أن في البحرين مازال هناك أناس يذكرون أفضالك العظمى على بلادهم، بجلب هذا «الكم الهائل» من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية لنا، ولإسهامك في رفع اسم بلادنا عاليا خفّاقا بين الأمم، (وما قصّرت يالطيّب)، خصوصا ما فعلته من هزيمة الإسرائيليين في عقر دارهم، الذي سنبقى نذكره نحن البحرينيين في سجل انتصاراتنا العربية على «إسرائيل»، وتشاركنا في هذا الشعور بقية الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.
أكتب هذه الكلمات وكلي أمل بأن ينبري أحدٌ ليترجمها لك، مع انك الآن مشرّد بين البلدان، أي «بدون»، بعد سحب جنسيتك الجديدة، وحرمانك من استعادة جنسيتك الأصلية... فكان جزاؤك مثل جزاء «سنمار»!
أكتب لك يا أخ موشيرو، لأعتذر عمّا تسبّب فيه بعضنا من مأساةٍ شخصيةٍ لك، بعد مشاركتك في ماراثون طبريا باسم البحرين، فنحن حرمناك من جنسية بلدك الأصلي الذي يمنع من ازدواج الجنسية، وسحبنا جنسيتك منا! ويؤسفنا جدا أن وكالة الشرق الأوسط (أ ش أ) نقلت أمس (الثلثاء) أن سلطات بلادك رفضت إعادة جنسيتك كأنك قاتلٌ أو مهرب مخدّرات! وهو الخبر الذي أكّدته «بي بى سى» بأنك أصبحت الآن «بدون جنسية» (ما تستاهل يالحبيب)!
ربما يسليك ويخفّف عليك، يا حاج موشيرو، أن تعرف أن قضيتك أصبحت متداولة الآن في أعمدة الرأي والأخبار الرياضية، ليس في البحرين فقط بل في الصحف الكينية والاسرائيلية... والبريطانية أيضا!
ربما يخفّف عليك مرارة المأساة يا صديقي، أن الـ «جيروزاليم بوست» بكتك بحرقةٍ لأن سحب جنسيتك «أمرٌ غير عادل، وبدلا من مكافأتك على انتزاع الميدالية الإسرائيلية لصالح البحرين، تمّت معاقبتك، مع أن تكريمك واجبٌ إنسانيٌ لا يمكن التنصل منه بأي حال من الأحوال»!
عزيزي موشيرو! ربما يرضيك أن الـ «جيروزاليم بوست» ذهبت إلى أكثر من ذلك، حين قالت إن «تصرّف الاتحاد البحريني لألعاب القوى يعتبر إذلالا لك، وان صورة البحرين أصبحت هي الأسوأ بين دول العالم، لأنها بدت دولة عنصرية بسبب موقفها السيئ وغير الأخلاقي منك»!
عطني خدك!
مع وصولي إلى السطر الأخير من الرسالة، سألت الزملاء في قسم الرياضة: كم ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية أحرزها جوهر ليوناردو موشيرو للبحرين؟ ففوجئت بالجماعة يضحكون بشكل جماعي! بعد أن هدأت الضحكات، بادر أحدهم للإجابة بثقة: «برونزية واحدة فقط من آسياد الدوحة قبل أسابيع، إضافة إلى ذهبية من (إسرائيل)»!
عدت أسأل مستغربا: كل هذه الضجّة من أجل ميدالية واحدة من الدوحة؟ كنت أتصوّر أنه جلب 10 ميداليات ذهبية و 20 فضية و30 برونزية! ومنذ متى ونحن نصرف عليه من موازنة الرياضة والشباب البحريني؟ أجاب: «منذ أربعة أعوام»! فألف شكرٍ للقائمين على سياسة التجنيس الرياضي وغير الرياضي، وكل عام والشباب البحريني بألف ألف خير!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1587 - الثلثاء 09 يناير 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1427هـ