«محرج جدا يا كينيا» بهذا العنوان كتبت صحيفة «ذي نايشن» الكينية واسعة الانتشار افتتاحيتها في عددها الصادر أمس (الإثنين)، منتقدة أسلوب البحرين وتعاملها مع عدائها الكيني الأصل الذي كان يحمل اسما معربا هو مشير سالم جوهر بدلا من ليوناردو مشيرو وجوازا بحرينيا حصده بهدف تحسين وضعه المادي (وربما رفع اسم البحرين عاليا في المحافل الدولية).

الصحيفة الكينية قالت: «العداء الذي دخل (إسرائيل) بحسب ما ورد في التقارير الصحافية بالجواز الكيني، هو أمر آخر لا يمكنه فعله؛ ذلك أن القانون الكيني يمنع ازدواجية الجنسية، وبالتالي هذا يضع العداء في إشكال آخر وربما فعله لأنه يجهله».

وأضافت الصحيفة أن «كينيا ليس لديها حصار على مشاركة لاعبيها الرياضيين من النساء والرجال في أي سباق يقام في أي بلد من بلدان العالم، لكن من الضروري لفت انتباه الرياضيين إلى بعض الأمور التي قد يجهلونها إن هم مثلوا جنسيات أخرى وأخذ الحساسيات الثقافية والسياسية في الاعتبار، وهذا لابد أن يؤخذ على محمل الجد من قِبل الحكومة الكينية حتى لا تقع في مثل هذا الموقف المحرج أمام المجتمع الدولي في حوادث أخرى قد تكون مماثلة، وتتم توعية اللاعبين بهذه الأمور قبل خروجهم وتمثيلهم دولا أخرى في مسابقات خارج دولهم الأصلية».

لقد أثر نبأ سحب الجواز البحريني من العداء الكيني وشطبه من قائمة البحرين في لائحة الاتحاد البحريني والدولي لألعاب القوى أسئلة الصحافة الإفريقية من هذا التصرف الذي ألحق «إحراجا كبيرا» بالحكومة الكينية والكينيين أنفسهم وعلى رأسهم الرياضيون.

وهذا الأمر يذكرني أيضا بما أثارته قبل شهر النائبة البرلمانية المغربية فاطمة بلحسن التي تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامية في المغرب بشأن مسألة هجرة الرياضيين المغاربة إلى الخارج في ظل تردي أحوالهم داخل المغرب معاتبة الجهات المعنية على حصد دول أخرى الميداليات الذهبية والفضية بينما المغرب لم تبقَ له حتى ميدالية برونزية في أي محفل أو سباق دولي. وهذا يعني أن البعد السياسي أصبح الغالب في تجنيس الرياضيين.

كينيا أولا ولا ندري من التالي من تبعات التجنيس الرياضي وغير الرياضي، ولنا الحق أن نسأل عن هويتنا الوطنية؟ وعمن يمثلنا؟ وعن اللغة واللهجة اللتين يستخدمهما؟ وعن الدوافع والأهداف؟ فنحن مجتمع له مبادئ وقيم، ولانقبل أن تصبح هويتنا من دون طعم.