العدد 1586 - الإثنين 08 يناير 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1427هـ

اقتصاد الحج: بعض الملاحظات

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

نواصل في هذه الحلقة والأخيرة تغطيتنا لبعض النشاطات الاقتصادية والإدارية المتعلقة بموسم الحج إذ نركز على النواقص. وكنا قد تابعنا بعض الأمور المتعلقة بالحج من قرب بعد أن وفقنا الله سبحانه بتأدية فريضة الحج لهذا الموسم.

فيما يخص السلبيات هناك مشكلة (محدودة) تتمثل بقيام بعض أصحاب المتاجر ببيع سلع انتهت صلاحيتها وهذا ربما يفسّر ظهور حالات تسمم بين بعض الحجاج. حقيقة ما يزيد تعقيد الأمور هو تبني السلطات السعودية الأشهر العربية أو الإسلامية لتواريخ الإنتاج والانتهاء وهي ليست بالضرورة يسيرة على الزوارجميعهم وخصوصا غير الملمين باللغة العربية.

أيضا هنالك شكوى تتمثل بقيام بعض التجار ببيع سلع مقلّدة على مرآى من المفتشين. على سبيل المثال, هناك منتجات مقلّدة لشاي (الليبتون) من حيث تشابه الألوان وحتى اسم العلامة التجارية.

اللوم هنا موجه للسلطات السعودية لعدم اتخاذ الإجراءات الضرورية للحيلولة دون قيام بعض التجار بإساءة الاستفادة من موسم الحج.

منتجات وعملات دولية

كما لوحظ بأن بعض الحجاج القادمين من دول إفريقية مثل: نيجيريا وآسيا الوسطى مثل كازخستان وشرق آسيا مثل إندونيسيا يستفيدون من موسم الحج لعرض سلع بحوزتهم للبيع وبأسعار خاصة على الحجاج الآخرين. واللافت للنظر هو عدم محاربة السلطات لهذه الظاهرة وهي محل تقدير من قبلنا ؛لأن تبادل المنافع إحدى حسنات الحج. كما أن عملية البيع هي الوسيلة الوحيدة لبعض الحجاج غير الميسّرة أحوالهم لتغطية نفقات الحج أو ربما تحقيق بعض المكاسب. لا بد وأن الذاهب للحج يكتشف بان كل شيء قابل للبيع والشراء في الديار المقدسة من ألعاب إلى أجهزة إلكترونية إلى ملابس من الكثير من الدول الإسلامية.

واستوقفني استعداد بعض أصحاب المتاجر والبياعات على قبول عملات متنوعة. على سبيل المثال لوحظ بأن التومان الإيراني محل ترحيب ربما بسبب رغبة الحجاج من إيران أكثر من غيرهم شراء مختلف السلع والمنتجات. كما أن بعض أصحاب المتاجر يجيدون كيفية التعامل مع الكثير من اللغات أو على أقل ما هو ضروري لتيسير المعاملات التجارية.

بيد أنه تم الكشف عن حالات من العملات السعودية المزوّرة. لكن تبين بأن المشكلة مصدرها جهات دولية أخرى وخصوصا آسيا الوسطى وبعض دول شرق آسيا. حقيقة لا يمكن تصور الضرر الذي يلحق بالحجاج والذين بدورهم كانوا صيدا سهلا لعصابات المافيا والتي بدورها تعمل على سوء الاستفادة من هذه الفريضة الإلهية.

انتشال الأموال

من جهة أخرى, كشفت الصحافة السعودية (والتي بدورها غطّت الكثير من التفاصيل المتعلقة بأنشطة المسئولين والحجاج) عن وجود الكثير من حالات انتشال الأموال من جيوب ضيوف الرحمن. كما قام أفراد آخرون برفع دعوات ضد حجاج آخرين قاموا بالإساءة إليهم بواسطة استخدام ألفاظ بذيئة غير مقبولة في كل الظروف فضلا عن كونها تلفظت في البلد الحرام ،وفي المسجد الحرام. أيضا تم رصد حالات التصاق بعض الحجاج من الرجال بالنساء. يبقى أن ما بعث على الاطمئنان هو تعامل السلطات السعودية بحزم بمثل هذه الاعتداءات إذ تم تسجيل الكثير من الحالات في المحاكم. وتمكنت السلطات من الوقوف على تفاصيل بعض القضايا بواسطة الكاميرات المنتشرة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. والغريب أن بعض الحجاج لم يكترثوا بمراقبة الكاميرات فارتكبوا تجاوزات مثل الانتشال والالتصاق.

كما أسلفنا في مقال يوم الأحد الماضي, فإن قيمة المصروفات المتعلقة بالحج والعمرة (يزداد الإقبال على العمرة خلال شهر رمضان و خصوصا العشر الأواخر بالإضافة إلى شهر رجب). فقد بلغت القيمة المالية للحج والعمرة نحو 31 مليار دولار في العام 2005. وقد توصل عدد من الاقتصاديين السعوديين لهذه الإحصاءات بواسطة تنفيذ دراسة ميدانية.

ختاما نرغب في تسجيل تقديرنا للسلطات على التسهيلات المقدمة للحجاج والتي بدورها كانت موضع تقدير من قبل ضيوف الرحمن كافة.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1586 - الإثنين 08 يناير 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً