هل قرار الاتحاد البحريني لألعاب القوى بسحب الجنسية البحرينية من العداء الكيني الأصل بعد مشاركته في سباق ماراثون طبريا في «إسرائيل» يبرئ ذمتها من ذلك؟ طبعا لا، فالصحافة الإسرائيلية لم تجد شيئا تتحدث عنه إلاّ فوز العداء «البحريني» بالسباق، وهي المشاركة الفريدة والوحيدة والأولى من نوعها.
العداء «البحريني» الكيني كان «سعيدا وفخورا» بالعدو في «إسرائيل»، بل تحدث باسم البحرينيين وقال «على رغم أن البحرين لا تقيم علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل)، فإنها بلد حر والناس يجب أن يتعايشوا مع بعضهم متجانسين»! في نظري، لم يكن الكيني مخطئا، فهو لا علاقة له بالصراع العربي - الإسرائيلي، ولا شأن له بالسياسة، فهو عداء يبحث عن المال، فكيف نحمله مسئولية أمر لا يفهم فيه أو يعنيه؟ المسئولية يجب أن يتحملها «الاتحاد» الذي اتجه نحو التجنيس الرياضي غير المحسوب، من دون النظر إلى المستقبل وما قد يجلبه من آثار سلبية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، فالمسألة ليست فقط ميداليات وإنجازات، بل سمعة وتشريف. فإذا كان هناك من يريد أن يحقق إنجازات للبحرين من خلال تجنيس سيئ يأتي على سمعة البلد ومكانته وقضاياه، فعليه أن يحاسب، فلا نريد انجازات تهدم ثوابتنا الوطنية والعربية والإسلامية. ولنا أن نتساءل: من يتحمل المسئولية الكاملة عمّا وقع؟ فقد سجل التاريخ أول مشاركة بحرينية على أرض فلسطين المغتصبة؟ وهل يكفي إسقاط الجنسية لغسل ذلك العار؟
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1585 - الأحد 07 يناير 2007م الموافق 17 ذي الحجة 1427هـ