العدد 1585 - الأحد 07 يناير 2007م الموافق 17 ذي الحجة 1427هـ

يوتيوب (youtube.com) أهم اختراع في 2006

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وقع اختيار مجلة “تايم” الأميركية Time Magazine على موقع “يوتيوب” www.youtube.com http://www.youtube.com/ على الإنترنت كأهم “اختراع” للعام 2006. والسبب الذي دفع المجلة إلى اتخاذ مثل هذا القرار هو نجاح هذا الموقع في توجيه “دفة الإعلام الجديد الذي لا يعرف أية حواجز أو عوائق جغرافية، وتقديم المواد الضرورية لعرضها في الموقع”.

والقليل منا ممن لايعرفون ما هي “يوتيوب”، يمكن القول إنها شركة إعلامية خاصة بجمهور الإنترنت تسمح لهم بمشاهدة مقاطع فيديو والمشاركة فيها عبر شبكة المعلومات الدولية من دون مقابل. وعن طريق هذا الموقع الشهير للمشاركة بالفيديو يستطيع الناس في جميع أنحاء العالم الدخول إلى مواقع الفيديو كل بحسب اهتماماته. تأسست الشركة في العام 2005 كخدمة مشاركة بالفيديو، ثم تطورت إلى موقع ترفيهي واسع الشعبية يتم مشاهدة أكثر من 70 مليون شريط عليه يوميا. وقد اشترت شركة محرك البحث على الإنترنت الرائدة “غوغل” شركة يوتيوب بقيمة بلغت 1.65 مليار دولار. وتتمتع يوتيوب بأكبر جمهور من المهتمين بترفيه فيديو الأونلاين، إذ يستطيع المستخدمون تحميل، وتبادل مقاطع الفيديو وتسميتها في جميع أنحاء العالم.

الأهم من ذلك أن “يوتيوب” وقع اتفاقا مع شركة فاريزون الأميركية للهاتف المحمول يسمح بإتاحة محتوى الفيديو المعروض على موقع “يوتيوب” عبر شبكة فاريزون للهاتف النقال وخدمتها التلفزيونية. وأصبح في وسع مستخدمي هاتف فاريزون المرئي مشاهدة مختارات من هذه المقاطع الفيلمية بشكل حصري من خلال هواتفهم المحمولة لمدة محددة. كما تم اتفاق مشابه بين “إن بي سي “و”يوتيوب” في وقت سابق من هذا العام. إذ ستسمح الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين الشركتين بإتاحة مشاهدة مقاطع من عروض إن بي سي على موقع يوتيوب. ومن خلال الاتفاق، ستنشأ قناة “إن بي سي” رسمية على موقع “يوتيوب”، يتم فيها الترويج لبرامج جديدة والبرامج الموجودة بالفعل.

وقد نمت شعبية “يوتيوب” بصورة كبيرة بسبب العمل بخدمة مقاطع فيديو من إنتاج المستخدمين ولطبيعتها التفاعلية والجماعية مما جعلها منبرا مثاليا للإعلانات الترويجية، والتسويق، وتوزيع مقاطع الفيديو الموسيقية عبر الإنترنت. وتواصل “يوتيوب” التعاون مع الشركات الشهيرة الأخرى وستستمر في ذلك في محاولة لتوسيع أعمالها، وقد وقعت حديثا صفقات توزيع مع مجموعات إعلامية متنوعة من أجل تقديم برامج قصيرة تتضمن أخبارا، ومقاطع فيديو موسيقية، ورياضية وترفيه.

ومنذ انطلاقتها أثارت “يوتيوب” الكثير من النقاشات ذات العلاقة بحقوق الملكية الفكرية. فعلى رغم جهود الشركة للتخلص من محتويات المقاطع التي لا يسمح بها قانون حق الملكية بالولايات المتحدة، يستمر تحميل المواد المخالفة. ويحاول الموقع تجنب تحميل الأفلام الكاملة والبرامج التلفزيونية عن طريق منع أي مادة تزيد مدتها على 10 دقائق. أما المشكلة التي تظهر مع هذه المحاولة فهي أن الكثيرين يحملون الأفلام الشهيرة والبرامج التلفزيونية في أجزاء قصيرة، ثم يجمعون تلك الأجزاء مع بعضها بعضا. ولعدم قدرة الشركة على معالجة المشكلة بفاعلية، ظهر عدد من الشكاوى المتعلقة بحق الملكية. ولحرص الموقع على التمسك بسياسته الرامية إلى إزالة أي مادة غير قانونية بعد تلقي مثل هذه الشكاوى، سارع بإزالة 30.000 ملف. وفي محاولة للسيطرة على مخالفة حق الملكية، وافقت حديثا مجموعة “يو بي إس” و”يونيفيرسال ميوزيك” على تقديم محتويات ليوتيوب بالإضافة إلى مساندة الشركة في محاولة لتحديد وإزالة المواد ذات حق الملكية.

على صعيد آخر تحاول يوتيوب أن تتحاشى تحميل مواد العنف. وقد أثار عرض مشاهد لاعتداءات وأعمال عنف على موقع “يوتيوب” جدلا حديثا، وتبقى مسألة كيف يمكن السيطرة على مثل هذه المقاطع بطريقة أفضل غير محسومة.

لكن بعيدا عن كل ذلك تواصل “يوتيوب” تقديم أحدث الإمكانات لمشاهديها، وتظل الموقع الرائد القائم على مشاركة المستخدمين لمقاطع الفيديو. والآن، ومع اتخاذ الموقع لبعض الخطوات المحورية على طريق التطور، كالدخول في مشروعات مشتركة متنوعة، أصبحت “يوتيوب” تكتسب شعبية متزايدة أكثر من أي وقت مضى.

والتحدي الكبير الذي لايزال موقع “يوتيوب” يواجهه هو مدى قدرته على المراقبة ومن ثم التحكم في عدم بث مواد غير ملائمة ومنتهكة لحقوق الملكية.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1585 - الأحد 07 يناير 2007م الموافق 17 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً