تعلمنا أن المناسبات والذكريات تخلد بالإنجازات والانتصارات في مختلف المجالات.

وعندما نتحدث عن مناسبة تاريخية بمرور 50 عاما على تأسيس الاتحاد البحريني لكرة القدم «اليوبيل الذهبي» فإننا نجد أنفسنا نبحث عن إنجاز يخلد هذه المناسبة التي تتلاءم عراقة ومكانة أكبر اتحاد رياضي في البحرين والخليج يتجاوز حدود الاحتفال بجلب فريق عالمي مثل إنتر ميلان الإيطالي مهما كانت المكاسب التي يتحدثون عنها وجلها تسويقية وجماهيرية في مشاهدة نجوم هذا الفريق العالمي.

لكن السؤال الأكبر: ماهو الإنجاز أو المكسب الذي يمكن تقديمه لأسرة كرة القدم البحرينية من أندية منتمية وجماهير ولاعبين من قبل الاتحاد المحتفى به أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة بصفتها المسئولة عن الاتحادات، ليقول الجميع ويسجل التاريخ شيئا يبقى خالدا ومفيدا لواقعنا الكروي الصعب.

ومع تقديرنا لزيارة فريق إنترميلان ومشاهدة نجومه، فإننا كنا نطمح إلى الإعلان عن مشروع كروي يأتي استثمارا لهذه الزيارة والمناسبة.

فمثلا... لم نسمع عن اجتماعات عقدت بين اتحاد الكرة وإدارة إنتر ميلان لبحث إقامة مدرسة تدريبية في البحرين ضمن مشروع مدارس الإنتر في العالم لتكون لنا صناعة مواهب كروية؟

كما لم تكن هناك استعدادات وترتيبات لإطلاق مشروع ملاعب جديدة تخدم الأندية التي تعاني من قلة الملاعب، على رغم أننا ندرك أن هذا الأمر ليس مسئولا عنه اتحاد الكرة بصورة مباشرة، وهنا نتساءل عن دور المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي دخلت على خط هذه المناسبة التي كان لنا أن نخرج منها بمكاسب أكبر للكرة البحرينية بدلا من مجرد خوض مباراة استعراضية على رغم ادراكنا وطموحاتنا تفوق امكانات وقدرات الاتحاد البحريني لكرة القدم الذي يعيش مثل بقية الاتحادات تحت وطأة الظروف الصعبة للرياضة البحرينية.

بل والأدهى من ذلك - وللأسف - شعرنا أن العريس «اتحاد الكرة» كان ضائعا في زحمة العرس، وأبسط الأمور اننا لم نر سطرا واحدا في الصحافة يعرض مسيرة وتاريخ اتحاد الكرة طوال 50 عاما، أو إصدار كتيب بالمناسبة، وحتى معرض الصور التذكارية سيقام في وقت آخر بعدما يهدأ صخب المناسبة.

إننا نتساءل عن المسئول عما حدث ولماذا (هُمِّش) أو هَمَّش اتحاد الكرة مناسبته التاريخية، وبدأ لنا - مثلما حذرنا منه في هذا العمود سابقا - مثل «العريس الضائع في ليلة عرسه» أم أن الهدف كان هو استغلال هذه المناسبة لتحقيق أهداف معينة لجهات أخرى فكان اتحاد الكرة الضحية الكبرى!