ليس دفاعا عن التدخل الأميركي - الإثيوبي في الصومال وارتكاب المجازر بحق قادة وعناصر المحاكم الإسلامية الصومالية، ولكن استغرابا لموقف تنظيم «القاعدة» من الأزمة الصومالية الراهنة وكأنه لا يجد «جنازة إلا ويريد أن يشبع فيها لطما».
الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» حرض في رسالة عبر الانترنت كعادته الإسلاميين على شن حملة تفجيرات انتحارية ومهاجمة القوات الإثيوبية على غرار ما يحدث في العراق وأفغانستان. ولم يكف أيمن الظواهري الدماء التي ظلت تسيل في الصومال منذ 16 عاما، وهو لم يقدم شيئا لإيقافها أو الحد منها، في حين يأتي اليوم وفي نيته زيادة النار حطبا وتحويل الأزمة لصراع بين «الغزاة والإسلام».
تسجيل الظواهري يعد خدمة لواشنطن التي أخذت تتدخل على استحياء في الحرب الدائرة حاليا بين قوات المحاكم الإسلامية من جهة والقوات الإثيوبية وقوات الحكومة الصومالية الانتقالية. من جهة أخرى، وقد يعزز مزاعمها بان مجلس المحاكم الإسلامية مرتبط بتنظيم «القاعدة»، بل وتديره خلية تابعة للتنظيم مما يمنحها المبرر الكافي لدخول المعركة بالطول والعرض بحجة حرب الإرهاب ولملاحقة الإرهابيين أينما كانوا.
رسائل «القاعدة» الصوتية ظلت تثير علامات الاستفهام منذ أمد بعيد لأن توقيت صدورها والمضامين التي تحملها تحمل في طياتها إشارات وملاحظات تخدم السياسة الأميركية أكثر مما تفيد الأطراف التي تدعي أنها تدافع عنها لان الدفاع عن الحق والشعوب له طرق كثيرة ولا يتم فقط بشن الحروب والعمليات الانتحارية أو الاستشهادية.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ