هل يحق لنا أن نرثي الرياضة البحرينية في كرامتها، وفي قوانينها الباهتة، وفي مثلها واخلاقياتها العالية التي سقطت صريعة أمام التناقضات الصارخة امام أعيننا، ومن ثم نقدم الاضاحي على صفحات الصحف الرياضية الذين يغتالونها ويهدرون أملها وكرامتها...
- لا تتعجب أيها القارئ الكريم من هذه المقدمة السوداء، لأن الأمثلة على ما ذكرته كثيرة وحدثت امام أعيننا في الاسبوع الماضي، وسأقدم لك بعضا منها كشاهد على عصر الفساد!
- في جميع دول العالم - المتحضرة والمتخلفة - حينما تجلب الشركات الراعية إحدى الفرق العالمية، تكون هذه الشركة بمثابة وسيط بين الاتحاد والفريق العالمي... فاليد الطولى للاتحاد المنظم... إلا أن ما حدث في البحرين كان العكس... فشركة اس بي الشرق الأوسط كانت هي الآمر الناهي حتى على اتحاد الكرة، الذي لم يجرؤ أحد من أعضائه على مساءلتها عن سبب عدم التزامها ببنود العقد الذي سبق ان أعلنت عنه في المؤتمر الصحافي المتمثل في جلب مدربين للإشراف على دورة تدريبية للمنتخبات والفرق الرياضية، وحضور الجماهير لتدريبات الفريق الايطالي... والاكثر من ذلك حينما طالب أعضاء مجلس ادارة الاتحاد تذاكر لدخول المباراة ولاعضاء اللجان رفضت الشركة وطالبت بشراء تذاكر لهم...
«أنا لا أشره على أعضاء ادارة الاتحاد فهذه القضية مثل قضية جون وفتاي والانصاري وفخرو لانهم لاحول لهم ولا قوة ولكن أشره على رئيس الاتحاد ومصدر قوته الذي كان ملزما ان يقول كلمته القوية في هذه القضية، لأنه قادر على ذلك وأهلا لها، «فأما الاتحاد وأما ...».!!
- الشركة التي نتحدث عنها أعلنت في مؤتمر صحافي أنها ستنظم بطولة دولية في كرة القدم الشاطئية... هي الشركة نفسها - أيضا - التي تنصلت للعقد الموقع مع اتحاد الكرة الطائرة لرعاية بطولة العالم للكرة الطائرة الشاطئية... ولم تلتزم برعايتها للبطولة العربية للكرة الطائرة! أليس في ذلك تناقضا عجيبا وغريبا لا يدل على ان يحكم تصرفات شركة اس بي الشرق الأوسط قانون، وأن هذه الشركة اصبح لها دراع طويل في الرياضة أقوى من أي اتحاد...!!
- الحديث الذي دار بين زميلي يونس منصور واللاعب النيجيري «فتاي» ونشر في عدد الأمس في زاوية «هدف» يعتبر لطمة قوية على وجوهنا وإهانة لكل الشعب البحريني، فهو يؤكد في حديثه أن البحرين محطة مؤقتة وسيحتفظ بجنسيته الأصلية لأنها في القلب وسيرمي الجنسية البحرينية تحت «...» حينما يغادر إلى أوروبا!. هذه أمثلة على من نفضلهم على أبناء الوطن ونغتال بهم أحلامهم.
- الجماهير واللاعبون وكل الناس تأثروا ( وما زالوا متأثرين) بقضية نجم منتخب اليد السابق سمير عبدالله وبدأوا يجمعون التبرعات لعلاج اللاعب، عدا الجهة الحكومية الرياضية الرسمية التي لم تحرك ساكنا حتى الآن وتحاول ألا تسمع عن هذه القضية الإنسانية... فهل ستتحرك بعد «موت» اللاعب لا سمح الله... فقلوبنا تدرف دموعا وجباهنا تقطر خجلا على واقعنا الرياضي المر...!!
- أما الخبر المضحك المبكي على روح رياضتنا فقد تم تسجيله في «إسرائيل» كأول مشاركة عربية في الأرض المحتلة سجلها العداء (البحريني) مشير جوهر الذي يحمل الجنسية المزدوجة «الكينية» في ماراثون طبريا الذي أقيم في «إسرائيل»... هنيئا فقد فاز العداء مشير وخسرنا الكثير من مبادئنا التي نفخر بها كبلد عربي أصيل.
- وأخيرا... سامح الله من قام بتنظيم حفل تكريم فريق الانتر في أحد الفنادق وتناسى أننا في بلد إسلامي تحكمه أعراف لا يمكن الاضلال بها... هذه المبادئ والأعراف فوق كل قانون يداس عليه... ومثل يحكمها اننا مسلمون نعيش في بلد إسلامي ونرفض - بقوة - من يسيء إلى إسلامنا وإلى مبادئنا التي ورثناها أبا عن جد.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ