في ظل المسرحيات السياسية التي تشهدها منطقتنا العربية ولاسيما منطقة الخليج، يبدو أن ارتداء عباءة قطع العلاقات الدبلوماسية الخليجية الإسرائيلية هي حقيقة غير مفعّلة على أرض الواقع وخصوصا بعد عقد صفقات اتفاقات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، إذ يبدو أن الأمر أصبح مرحبا به من دون أي حرج، وإلا فلن يتجرأ عداء كيني يحمل الجنسية البحرينية ويسافر بالجواز الأحمر إلى «إسرائيل» من دون أدنى تحفظ ليشارك في سباق ماراثون إسرائيلي ليقال له إنه أول عداء عربي يشارك في هذا الماراثون وهو يعبّر عن ذلك من هول المفاجأة فرحا بأنه قد «دخل التاريخ».
هذه التصريحات التي أدلى بها العداء الإفريقي الذي يتم تعريب اسمه من «ليونارد ميشيرو» إلى «مشير سالم جوهر» بعد أن أعطيت له الجنسية البحرينية ضمن ما يسمى بـ «التجنيس الرياضي» إما أنها تعبّر عن التبعات السلبية من أثر نثر الجنسية البحرينية هنا وهناك من دون أدنى إحساس بقيمة المواطنة ومعنى الانتماء البحريني والعربي، أو أنه جهل بمواقف البحرين الدبلوماسية مع «إسرائيل» التي من المفترض أن تكون واضحة لمن يتم تجنيسهم رياضيا أو سياسيا أو اقتصاديا، وإلا فإن «الحسبة ضايعة»، وخصوصا أن الكثير أصبح في السنوات الأخيرة بحرينيا.
لقد قال العداء الكيني إنه «فرح لأنه دخل التاريخ على أساس أنه أول عداء عربي/ بحريني (من أصل كيني) يشارك ويفوز في سباق الماراثون الإسرائيلي» وإنه يستعد «للمشاركة باسم البحرين في العام المقبل في الماراثون الإسرائيلي نفسه». هذا، في الوقت الذي يفترض أن يلتزم بما نلتزم به نحن المواطنين إزاء مطابقة ما نقوم به مع السياسة العامة للدولة.
فما نفهمه أن موقف البحرين في المحافل الدولية - وعلى لسان وزير خارجيتها الشيخ خالد بن أحمد - أن البحرين مع الدول العربية مستعدة للتفاوض مع «إسرائيل» وعقد علاقات طبيعية معها في إطار السلام الشامل في حال انسحبت «إسرائيل» من الأراضي العربية المحتلة في ظل التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين وذلك وفقا لقرارات الأمم المتحدة والموافقة على قيام دولة فلسطينية مستقلة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ