العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ

اقتصاد الديار المقدسة

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

وفقنا الباري _ عز وجل_ في أداء فريضة الحج لهذا العام. وبحكم مجال تخصصنا عمدنا خلال وجودنا في مكة المكرمة والمدينة المنورة معرفة جانب من تأثيرات موسم الحج على الاقتصاد السعودي. وبعد التحرّي وجمع نتف المعلومات هنا وهناك تبين لنا أن القيمة الفعلية لاقتصاد الديار المقدسة (الحج والعمرة) كبيرة جدا بكل المقاييس.

استنادا لنتائج دراسة ميدانية قام بإجرائها عدد من الاقتصاديين في المملكة العربية السعودية بلغت القيمة الاقتصادية للفعاليات المرتبطة بالديار المقدسة للعام 2005 ميلادية نحو 31 مليار دولار (لا تتوافر حتى الآن أرقام متكاملة عن الموسم الأخير). ويعد هذا الرقم لافتا للنظر إذ شكل قرابة 12 في المئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي للسعودية للسنة نفسها؛الأمر الذي يعكس الأهمية النسبية للأنشطة المرتبطة بالعتبات المقدسة بالنسبة للاقتصاد السعودي.

ويشمل المبلغ على الكثير من الفعاليات المرتبطة بالعتبات المقدسة مثل: الإقامة والأكل وتقديم الأضاحي وشراء الهدايا والصرف على المواصلات والاتصالات وغيرها من الأمور. ويغطي الرقم 31 مليار دولار تدفقات موسم الحج فضلا عن زيارات العمرة على مدار السنة والتي تصل ذروتها في شهر رمضان المبارك.

ترويج المنتجات

كما توفر الفعاليات المرتبطة بموسم الحج بالإضافة إلى العمرة على مدار السنة فرصا ذهبية للمؤسسات التجارية والصناعية السعودية لترويج مختلف أنواع السلع على الحجيج والمعتمرين؛الأمر الذي يعزز من قدرتها التنافسية بين مثيلاتها في المنطقة.

أيضا يشجع القائمون على الشأن السياحي لبعض الزوار المسيرة أحوالهم خصوصا القادمين من الدول الغربية السفر لأماكن أخرى في المملكة المترامية الأطراف مثل: المناطق الصناعية فضلا عن العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية والتي بدورها تحتضن الصناعة النفطية. كما يستغل البعض الآخر الموسم لزيارة المناطق السياحية في المملكة وخصوصا عسير.

فرص عمل

من جهة أخرى، يوفر موسم الحج مجالا لآلاف السعوديين للحصول على فرص العمل ؛الأمر الذي يساعد في الحد من تفاقم أزمة البطالة في السعودية بين الذكور. والمعروف أن الاقتصاد السعودي بحاجة لإيجاد نحو 160 ألف وظيفة سنويا للداخلين الجدد في سوق العمل. وأيضا يقوم المئات من المواطنين باستخدام عرباتهم الشخصية لتوصيل الحجيج وبالتالي الحصول على دخل إضافي. يشار إلى أنه من الصعب بمكان معرفة القيمة الحقيقية للدخل الإضافي الذي يحصل عليه البعض بواسطة استخدام عرباتهم الخاصة وذلك في ظل غياب نظام ضرائبي. كما يقوم بعض أرباب المنازل في مكة المكرمة بتأجير بيوتهم على مقاولي الحج ومغادرة المدينة المقدسة أثناء الموسم. بل أن بعض أصحاب العقارات في مكة خصوصا يعتمدون على دخل موسم الحج ؛لتغطية مصروفاتهم لسنة كاملة.

باختصار يستفيد الاقتصاد السعودي كثيرا من احتضان أراضي المملكة للديار المقدسة. وسنواصل حديثنا بشأن اقتصاد الديار المقدسة يوم غدٍ ؛ إذ نركز على جوانب أخرى مثل: تطوير الجوانب الإدارية فيما يخص السيطرة على الجموع الغفيرة وتوسعة مطار جدة.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً