بعض الجهات تحاول حاليا تبرير بعض المساوئ التي ارتبطت باسمها لتقول إنها إنما قامت بما قامت به من أمور أثارت الرأي العام بسبب وجود «خطر صفوي»، وإنهم إنما تورطوا بما تورطوا به لدفع ذلك الخطر. بمعنى آخر، فإن أدعياء وجود «المد الصفوي» يحاولون إزالة «تأنيب الضمير» الذي أصاب بعضهم من خلال التحدث عن «خطر» في البحرين.
أكثرية البحرينيين الذين يحاول البعض اتهامهم بهذه التهمة البائسة لا يتحدثون الفارسية، ولا يعرفون عن «الصفوية» شيئا (لأنها شيء غير موجود في بحريننا الحبيبة)... بينما عدد من الأشخاص الذين يطلقون هذه التهم يفهمون ويتحدثون اللغة التي كان يتحدثها الحكام الصفويون الذين حكموا إيران بين 1501 و1722، وربما أن بعضهم ينتسب الى تلك العوائل الصفوية أصلا (قبل ان يأتي إلى البحرين)... ولربما أنهم يكرهون ما كانوا فيه وهم الآن يعبرون عن ذلك من خلال اتهام غيرهم بما يليق بهم أساسا.
ربما وربما وربما... فكل شيء وهم، والوهم يحتمل المزيد من الأوهام... ودعاة الوهم أصيبوا بانتكاسة في الشهور الماضية، وهم بحاجة - ربما - إلى استعادة المبادرة من خلال تبرير سيئات ما فعلوا وذلك من خلال الادعاء بأنهم كانوا يتصدون إلى «مد صفوي».
إن آباءنا وأجدادنا البحرينيين - من الشيعة والسنة - هم الذين أسسوا استقلال البحرين، وهم الذين بنوا البحرين وهم الذين ضحوا من أجل البحرين، وهم ليسوا بحاجة إلى شهادة بعض المتطفلين على مجتمعنا الذين يبيعون استشاراتهم من أجل المال والمكاسب. فهؤلاء الطفيليون يقولون ويفعلون أي شيء يجلب لهم المزيد من المال والمكاسب ولا يهمهم ان كانوا يعيشون الآن في البحرين أو في أي بلد آخر، فالولاء للبحرين معدوم من أساسه، وهم من الذين تمتلئ قلوبهم غيرة وحقدا لأن هناك شعبا أصيلا (من الشيعة والسنة) يعيشون في بلد اسمه البحرين، وإن هذا الشعب الأصيل لا يعلم أي شيء عن «مد صفوي»، وفي حين وجده فإنه سيقاومه وسيحفظ البحرين، تماما كما فعل على امتداد التاريخ المشهود والمكتوب وغير القابل للتزوير مهما حاول بعض الواهمين ذلك.
إن نصيحتنا لمن يخشى من «المد الصفوي» أن يذهب إلى إيران ويبحث عن المد هناك ويوقفه هناك أيضا، ويتركنا وشأننا لكي نمارس حياتنا الطبيعية من دون الحاجة إلى الانشغال أو الاشتغال بما يقول أو يفعل. فبحسب التاريخ المكتوب الذي وصلنا - نحن البحرينيين - فإن آخر ملوك الصفويين (الشاه حسين الصفوي) قد تم خلعه في 1722 وأنه أعدم بعد ذلك، وإذا كان هناك بعض أبنائه الذين يحاولون المجيء إلى البحرين، فنحن لا نعلم أي شيء عنهم، ونطلب من دعاة «المد الصفوي» أن يدلونا عليهم ونحن البحرينيين سنتصرف معهم كما تصرفنا مع غيرهم ممن حاولوا النيل من استقلال بلادنا.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ