تمكنت كتلة الوفاق من السيطرة على أقل من نصف مقاعد مجلس النواب بقليل من شأنه أن يجبر النواب في أدوار الانعقاد المقبلة على عدم التغيب عن الجلسات، خصوصا تلك التي ستناقش فيها مشروعات قوانين بقوة قوانين الإرهاب والجمعيات والتجمعات، أو حتى حين مناقشة تقرير ديوان الرقابة المالية أو الموازنة العامة المقبلة للدولة. والسبب طبعا معروف، فنواب الكتل الأخرى كانوا لا يتوانون عن اختلاق الحجج والأعذار للتخلف عن حضور الجلسات التي يخشون أن يعلنوا فيها موقفا قد يجر عليهم مواقف مضادة وعدم رضا من قبل الرأي العام، وخصوصا من قبل الأفراد الذين كانوا يشكلون بالنسبة للنواب - آنذاك - أصواتا انتخابية ثمينة جدا في فترة الانتخابات.
أعتقد أن نظرة واقعية للتركيبة الجديدة للمجلس التي أفرزتها الانتخابات، وتخوف الكتل من سيطرة «الوفاق» على المواقف النهائية بشأن ما يطرح من المجلس، ستجبر هذه الكتل على عدم التغيب عن الجلسات، أو التنسيق فيما بين أعضائها على أن يكون ما يساوي 19 نائبا على الأقل، لأن الصوت الواحد يفرق.
هذا ما ننشده بالطبع في عمل المجلس الحالي، الذي لا شك ستقل فيه الوعكات الصحية المفاجئة - خصوصا أثناء الجلسات - وإجازات السفر للخارج، ورحلات الذهاب والإياب من وإلى دورة المياه أثناء التصويت على الموضوعات الحساسة، والاجتماعات المفاجئة، وزيارات الضيوف المفاجئة ووو... فهنيئا للشعب الذي سيحصل على مجلس نيابي بمثل هذا الانضباط.
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ