لن أخوض كثيرا في مسألة الاختيارات التي وقع عليها مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم «الكسارة» الألماني بريغل واختياره لقائمة منتخبنا الذي سيمثلنا في خليجي 18 بدولة الإمارات العربية المتحدة الشهر الجاري، فالوقت غير ملائم البتة لمناقشة هذا الموضوع، فهو لم يأت تحديدا وخصوصا فيما يتعلق بمسألة اختيارات اللاعبين والأسس التي في ضوئها اختار من أختار واستبعد من استبعد فقد مشى بريغل على النهج نفسه مع من سبقوه من المدربين السابقين لمنتخبنا الوطني فمثلما أثار اختياراتهم الانتقادات وعدم الرضا في الشارع الرياضي أثار بريغل وقراره باستبعاد لاعب الرفاع المهاجم الموهوب جعفر طوق من القائمة الأخيرة ردود فعل متباينة بين الرفض والقبول، فمنهم من رأى أن ذلك مجرد قناعة مدرب ومنهم من رأى أن ذلك يأتي تمشيا مع سياسة الإحلال والاحتلال التي تنتهجها رياضتنا في الفترة الأخيرة!
نعم الاحتلال الذي اقصده هنا هو وجود النيجيري جيسي جون مع منتخبنا الوطني وتمثيله لمملكتنا الغالية على حساب أحد أبنائها ومواهبها طوق الرفاع(اليوم) وحوت سترة(الأمس) القادم إلى عالم النجومية(الجميع يقر بمستوى اللاعب وامكاناته الفنية المميزة) وكذلك احتلال فتاي بابا توندي النيجيري الآخر مكانا آخر في صفوف منتخبنا على حساب أحد أبناء البحرين «سم من شئت، أنور يوسف على سبيل المثال الذي خرج أخيرا من القائمة»، مثلما احتل من سبقوهم مكانا آخر.
نعم نحن لا ولن نلوم بريغل في اختياراته ولا نتدخل في ذلك لأننا نعلم أن الأمر بيده وحده وهو المسئول الأول والأخير عن اختياراته وسيتحمل مسئولية هذه الخيارات وتبعاته، ولكن نحن نلوم سياسة الاحتلال الغاصبة ومن يديرها ويشجعها مهما كانت النتائج التي نصل إليها عن طريقها فنحن لن نقبل أبدا أن يمثلنا من لا ينتمي لنا!
وأستشهد بكلامي هذا بحديث قصير جمعني قبل أيام مع النيجيري فتاي بابا توندي في أحد المجمعات التجارية وبالصدفة وجهت له سؤالا مفاده: هل أنه سيمكث هنا في البحرين طوال عمره فجاءني الجواب بالنفي معربا عن أمله بالانتقال إلى دولة أوربية لأن العيش فيها أفضل بكثير من البحرين. ووجهت له سؤالا آخر:هل ستنتقل إلى أوروبا مستخدما الجواز البحريني فقال «NO» مرجعا جوابه إلى أن الجواز النيجيري له قيمته عنده وفي قلبه «IN MY HEART» بالإضافة إلى أن قيمة الجواز النيجيري في أوروبا تفوق قيمة الجواز البحريني بحسب تعبيره.
إلى هنا أترك الحديث عن موضوع سياسة الاحتلال الرياضي دعما إلى منتخبنا الوطني الذي بحاجة إلى وقفة الجميع وأولهم الإعلام الرياضي والجماهير بمختلف مشاربها وميولها مع تمنياتنا لمنتخبنا بالتوفيق والنجاح.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ