لربما نستطيع أن نفهم كوننا تربينا وتعودنا على تمييز حكوماتنا ووزاراتنا ومسئولينا في التعامل على جميع الأصعدة والتي هي أحيان كثيرة من صلب حقوقنا... لا أكثر.
ولكن ما لا أستطيع أن أفهمه أو أبلعه هو أننا الى متى سنظل نعاني من التمييز الذي يُمارَس علينا عندما نكون مدعوين في أي احتفال علا شأنه أو صغر.
فلا أعلم ما هو السر في أن نحضر (مدعوين) الى حفل خطابي لإحدى الوزارات مثلا نجلس (تواضعا) في النصف الثاني من الصالة لنُعامل بتمييز كريه مقيت عن أصحاب كراسي (السوفات) في الصف الأول وأصحاب الكراسي الاسفنجية في الصفوف الخمسة التي تليها عن أصحاب الكراسي البلاستيكية في الصفوف المتبقية من الصالة.
عجبي والله من صواني الحلاوة التي تتمخطر أمام الحضور القلة وإللي عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة والجالسين على السوفات وواحد رايح بحلوى والثاني بسمبوسة والثالث بقهوة والرابع يجمع فناجين القهوة وخامس يصب ماي في كؤوس زجاجية جميلة وسادس يأخذ الكؤوس وسابع يوزع العصير الفريش، والضيوف إن صحت تسميتهم أو هم حشرات بالنسبة الى المنظمين في الصفوف أصحاب الكراسي البلاستيكية غير الصالحة للاستخدام الآدمي أصلا لهم صحن أو هو صحين حلوى الكل يغوص فيه وإن كنت في الصفوف الخلفية فما لك إلا شوف العين، وصباب قهوة وااااحد فقط لا غير هو يصب وهو يجمع الفناجين وهو يوزع ماي!
والله لا يراويك العصير، فذوات السوفات شربوا العصير الفريش، وذوات الكراسي الاسفنجية شربوا عصير مُعلبات مُحترم، ولكن البقية من الحضور ومن وصلهم العصير فهو عصير أوال بو خمسين فلس!
فالمشكلة لم تكن في حفل الوزارة وبس وإن كان ديدنهم فهي مشكلتهم، بل وصلت هذه العدوى حتى الى المدارس الحكومية عندما يدعوننا كأولياء أمور لحضور الفعاليات والاحتفالات للتفوق أو غيرها!
فهل هذه هي أصول الضيافة لديهم، أم هي رزالة وصفاعة أم تمييز كما أسلفنا القول، إنها والله من - وجهة نظري - لإهانة لنا كحضور ومدعوين في مثل هذه الفعاليات البايخة التي تنتهج أسلوب التمييز وتعميق الطبقية، فالوزير والنائب والمواطن سواسية في الحضور، والكل يُشرف المكان بحضوره، وهذا ليس بتنظيم أو تنسيق بل هذه رزالة وبصاقة!
العدد 1583 - الجمعة 05 يناير 2007م الموافق 15 ذي الحجة 1427هـ