العدد 1582 - الخميس 04 يناير 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1427هـ

شهيد الطغيان والغرور

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

من الأمور التي تحدد سلوك الإنسان لاتخاذ أي موقف يتعرض له في حياته هو محصلة الصراع بين العقل والعاطفة، وربما تكون النتيجة محايدة وموضوعية حينما لا يتدخل النسيان والعصبية في هذا الصراع المستمر. بحيث يتحول إلى «جهل مركب» يصعب إقناعه حتى لو قيل له ان التي في كبد السماء هي شمس فإنه سيصر على إنكارها. وهذا ما يفسر لنا مواقف بعض الأفراد في المجتمع خصوصا من يحيط بنفسه هالة خيالية من النرجسية الزائدة ، فيوزع صكوك الولاء على من يشاء ويتهم من لا يوافقه في أفكاره وعقده المبتلى بها بالعمالة والخيانة.

ومنذ لحظة سقوط تمثال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مرورا بإخراجه من حفرته حتى إعدامه، تكشفت العورات المستورة وسقطت الأقنعة الجميلة عن تلك الشخصيات المصنوعة من الورق.

فمن هو الذي ينكر الطغيان الذي وصل له صدام خلال 30 عاما قضاها على رقاب الشعب العراقي يقتل ويسجن ويعذب وينفي، حتى أخذه الغرور إلى الاعتداء على الجيران. ما حدا بصحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية أن تخصص صفحتها الأولى للحديث عن صدام تحت عنوان «صدام: من وحش إلى شهيد» وتعلق على ذلك «إن تحويل صدام إلى شهيد يحتاج لعبقرية خارقة».

لم يكن إعدامه بأقل من عمله، ربما توقيت الإعدام لم يكن موفقا أو أن الشعارات التي أطلقت بشكل عفوي أو مقصود لا تخدم القضية بعد أن استغلت طائفيا ولا يستبعد أن أميركا وراء حرف هذا الحدث بهذا الاتجاه، لكن يبقى أن صدام شهيد غروره وطغيانه لا غير.

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1582 - الخميس 04 يناير 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً