خلق إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين حالا من الصراع الخفي في مختلف المناطق، ولكون البحرين ليست بمنأى عن ذلك؛ ولأنها الأكثر تأثرا بكل ما يجري في العراق لتشابه التقسيمات والظروف، فمن الضروري أن نعي أهمية ألا يخلق صدّام بيننا صِداما، حتى لا ننجر وراء ما يحدث في العراق، من مخطط يراد به خلق حالٍ من الطائفية تؤدي إلى تمزيق وحدة العراقيين.

صدام أعدم، لكن من أعدمه طبعا ليس الشيعة أو السنة، بل أعدمته أفعاله طوال 35 عاما من الظلم والطغيان والجبروت والقهر وسفك الدماء. صدام رحل، لكنه ترك وراءه فتنة أريد لها أن تشتعل، فعلينا ألا نعمل على زيادة نارها برمي الحطب فيها، فما يحدث في التعزية التي أقامتها بعض الجمعيات على روح الطاغية حق تضمنه حرية التعبير، كما أن الاعتصام الذي ينفذه البعض أمام مكان التعزية حق أيضا من الباب نفسه، وهو ما صرح به نائب الأمين العام لجمعية التجمع الوطني الديمقراطي حسن العالي عندما سئل عن رأيه في الاعتصام واعتبره «حرية رأي».

إلا أن محاولة اعتداء طرف على الطرف الآخر فقط لأنه مارس حقه في التعبير، قد يجر البلد إلى فتنة كبيرة نحن في غنى عنها، فلا تعطوا المجال لمن يريد لهذه الفتنة أن تعيد إنتاج نفسها ولتعيد لنا ذكرى «بيان الفلوجة» وما حدث في مجلس النواب السابق.