قالت بعثة الأمم المتحدة في السودان أمس إنها تأخذ بجدية الأنباء التي تحدثت عن انتهاكات جنسية من قبل قوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب السودان، وأن تحقيقا سيجري بشأنها.
وكانت صحيفة «ديلي تلغراف» اللندنية نشرت أمس تقارير عن قيام جنود وموظفين مدنيين تابعين لبعثة الأمم المتحدة باغتصاب فتيات وأطفال قصر (لا تزيد أعمار بعضهم عن 12 عاما) في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان. وذكرت الصحيفة أنها حصلت على شهادات 20 من الفتيات والأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية من قبل أفراد بعثة حفظ السلام الدولية المنتشرين في مدينة جوبا.
وبذلك يفتتح الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بان كي مون ثالث يوم بعد تولية مهمات منصبه بهذه الفضيحة التي تأكد للعالم عدم نفع البعثات الأممية والتي تؤكد ضرورة التحرك لإصلاح الأمم المتحدة بشكل جدي قبل أن يطالبوا بدخول قوات أممية للسودان.
وتمثل هذه الفضيحة طعنة في قلب الأمين العام الجديد الذي يعتبر من المؤيدين لخط الولايات المتحدة، والتي لا تزال تضغط هي وبريطانيا على الحكومة السودانية للسماح بدخول القوات مشتركة للتمركز في إقليم دارفور، وذلك لحماية الشعب من الصراعات التي تعصف بالإقليم، حسب زعمها.
يذكر أن أميركا تزعم أن هنالك انتهاكات كثيرة لحقوق الإنسان، ومن هذا المنطلق تحاول واشنطن وحلفاؤها إرسال قوات أممية لدارفور. لكن المفارقة هنا تكمن في أن من يسعى لحماية البلد هو أول من ينتهك حقوقها، فكيف تتوقع من الحكومة السودانية الموافقة على مثل هذا الأمر؟
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1581 - الأربعاء 03 يناير 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1427هـ