لا شك في ان قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم بتعليق نشاط الاتحاد الكويتي للعبة حتى إجراء انتخابات بما يتماشى مع قوانين الفيفا سيترك آثارا سلبية على الكرة الكويتية.

وسيحول القرار دون مشاركة أنديتها ومنتخباتها في جميع المراحل العمرية في البطولات الخارجية طوال فترة تعليق النشاط ما يضاعف الهموم التي تعاني منها فعلا منذ فترة طويلة وأدت إلى فقدان هيبتها خليجيا وعربيا وآسيويا، بعد ان كان منتخبها عملاقا في القارة الآسيوية.

أول أضرار قرار التعليق جاء بقرار اللجنة التنظيمية لكرة القدم في دول مجلس التعاون الخليجي بإلغاء مباراة القادسية والسالمية في إياب الدور نصف النهائي لبطولة الأندية الخليجية الرابعة والعشرين التي كانت مقررة أمس (السبت) على استاد محمد الحمد، إذ أعلنت أيضا عن تأهل أهلي جدة والنصر السعوديين إلى النهائي تلقائيا. وكان القادسية فاز على السالمية 4-3 ذهابا.

وسيؤدي القرار أيضا إلى إلغاء المباراة الدولية الودية بين الكويت وإيران المقررة في 14 من الشهر المقبل في اعتزال النجم الكويتي الدولي السابق جاسم الهويدي، كما باتت الكويت مهددة بالاستبعاد من المشاركة في كأس الخليج التاسعة عشرة في مسقط في يناير/كانون الثاني المقبل، وهي التي توجت بطلة للخليج في 9 مناسبات (رقم قياسي)، وتحوم الشكوك أيضا بشأن خوض المنتخب الكويتي تصفيات كأس آسيا بدءا من فبراير/شباط المقبل.

كما ألغى العربي مغادرته إلى الخرطوم أمس الأول (الجمعة) للقاء الهلال السوداني غد (الاثنين) في ذهاب الدور الـ32 من مسابقة دوري أبطال العرب. ومن المرجح ان تلغى أيضا مباراة الإياب في صنعاء في 24 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ضمن المسابقة نفسها بين الهلال الساحلي اليمني والكويت الكويتي، وكان الكويت فاز 3-0 ذهابا.

ومن العواقب أيضا، حرمان نادي الكويت من عدم المشاركة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي العام المقبل، بعد استبعاد الأندية الكويتية من المشاركة في دوري أبطال آسيا لعدم استيفاء شروط الاتحاد الآسيوي.

وكان رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر أعلن قرار تعليق عضوية الكويت في الاتحاد الدولي بعد اجتماع المكتب التنفيذي في زيوريخ أمس الأول (الجمعة)، حتى إجراء انتخابات الاتحاد الكويتي من 5 أعضاء بعد ان انتهت المهلة التي منحها الاتحاد الدولي للكويت في 15 من الشهر الجاري.

ورفضت الجمعية العمومية للاتحاد الكويتي إجراء الانتخابات بحسب ما يطالب به الفيفا بحجة تعارضها مع قانون 5/2007 الذي يحدد عدد أعضاء الاتحاد بـ14 عضوا.

وتعليقا على قرار الفيفا، قال وزير الشئون الاجتماعية والعمل الكويتي بدر الدويلة انه «أمر مؤسف لكنه ليس مفاجئا وكنا نتوقعه».

وتابع «سعينا جاهدين لتوضيح وجهة نظرنا وقابلت مسئولي الفيفا في بكين (على هامش الاولمبياد الصيف الماضي)، وطلبنا منهم التأجيل حتى نهاية العام الحالي من اجل تعديل القانون، إلا إنهم منحونا مهلة شهرا واحدا فقط».

وأضاف «بذلنا قصارى جهدنا لإقناعهم وكنا واضحين معهم وان الأمر يتعلق بإجراءات قانونية لدينا، لكن للأسف لم يتفهموا الأمر».

وزاد الدويلة «نحن ماضون في إجراءاتنا لتعديل القانون والتعديلات أحيلت لإدارة الفتوى والتشريع في نهاية شهر رمضان الماضي وأتوقع احالتها للحكومة الأسبوع المقبل، وفي خلال 3 أسابيع سنقوم بإحالة القانون إلى مجلس الأمة (البرلمان)».

وأوضح أيضا «ان الكرة ستكون في ملعب مجلس الأمة فإذا استجاب وأقر تعديل القانون فإننا نأمل ان يكون إجراء الانتخابات قبل نهاية العام، وبالتالي يتحقق شرط إنهاء التعليق، لان التعديلات بسيطة وبالإمكان انجازها في وقت قصير مع لجنة الشباب والرياضة».

من جانبه، قال رئيس نادي الكويت السابق ورئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان النائب مرزوق الغانم في تصريح لموقع خدمة «برلماني» المحلي على شبكة الانترنت «ان تعليق نشاط الاتحاد الكويتي نتيجة متوقعة لمؤامرة شاركت فيها أطراف كويتية ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما حصل».

من جهته، طالب نائب رئيس نادي القادسية فواز الحساوي «الأطراف المتصارعة بعقد اجتماع طارئ وبسرعة اتخاذ قرار عاجل لإعادة الحياة للكرة الكويتية»، مبديا أسفه للقرار الذي «أضر بمشاركة القادسية والسالمية في البطولة الخليجية».

وقد تسلمت اللجنة الانتقالية المكلفة إدارة شئون الاتحاد الكويتي لكرة القدم رسميا كتاب تعليق النشاط الرياضي الدولي بتوقيع سكرتير الاتحاد الدولي جيروم فالكه هذا نصه:

يود الفيفا إبلاغ الاتحاد الكويتي لكرة القدم ومجتمع كرة القدم الكويتي بأكمله بأن اللجنة التنفيذية للفيفا قد اجتمعت في زيوريخ في 23 و24 من الشهر الجاري وراجعت موقف اتحادكم.

وأخذت اللجنة التنفيذية علما أن انتخابات القيادة الجديدة للاتحاد الكويتي لكرة القدم التي طالب الفيفا بإجرائها ما بين 1 و15 أكتوبر/تشرين الأول 2008 لم يتم عقدها، ولذلك فإنها ما يلي:

- التعليق المفروض من قبل الفيفا في 2007 تمت إعادته فورا إذ تم رفعه على أسس مشروطة فقط.

- اللجنة الانتقالية للاتحاد الكويتي لكرة القدم غير معترف بها أطول من ذلك من قبل الفيفا والاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

- عندما يتم تعديل الكيان القانوني للاتحادات الرياضية الوطنية الكويتية من أجل تمكين الاتحاد الكويتي لكرة القدم من الوفاء بالتزاماته فيما يتعلق بقرارات الفيفا، سيتم تعيين لجنة انتقالية جديدة للاتحاد الكويتي لكرة القدم لكي تنفذ مع الاتحادين الدولي والآسيوي العملية الانتخابية التي سيتم إجراؤها في الاتحاد الكويتي لكرة القدم بحسب النظام الأساسي له المعتمد في 2007.

رفع تعليق الاتحاد الكويتي لكرة القدم سيتم اقتراحه من قبل لجنة الطوارئ في الفيفا بعد إجراء يحوز على الرضا للانتخابات المذكورة عاليه.

ويعني الكتاب ان الاتحاد الدولي لم يعد يعترف باللجنة الانتقالية التي تدير الاتحاد، وأنه سيعين لجنة انتقالية أخرى بعد تعديل القوانين الرياضية في مجلس الأمة بحيث تتماشى مع النظم واللوائح الدولية