قال الرئيس الأميركي جورج بوش في مقال كتبه ونشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس (الأربعاء) إنه مستعد للعمل مع الديمقراطيين عشية توليهم السيطرة على الكونغرس، لكنه حذرهم من أن تصرفهم على أساس حزبي قد يؤدي إلى «طريق مسدود». وكتب بوش عشية بدء عمل البرلمان الجديد مع امتلاك الديمقراطيين الغالبية في مجلسي الكونغرس للمرة الأولى منذ 12 عاما «إذا اختار الكونغرس إقرار نصوص هي مجرد بيانات حزبية فإنه اختار الطريق المسدود». وأضاف الرئيس الأميركي الذي لاتزال أمامه سنتان في البيت الأبيض قبل نهاية ولايته الثانية «في حال اعتمد (الكونغرس) مقاربة مختلفة فستكون السنتان المقبلتان مثمرتين لأمتنا». وشدد «معا نملك فرصة خدمة الشعب الأميركي عبر معالجة المشكلات المعقدة التي يتوقع الكثير ألا نهتم بها حتى حلها، في الأجواء الفئوية المهيمنة الآن في واشنطن».

وعدد بوش أولوياته ولاسيما الحرب في العراق وإضفاء طابع دائم على التخفيضات الضريبية وهما مجالان يتعرضان لانتقادات كثيرة من قبل الديمقراطيين. وأضاف «للتوصل إلى ذلك لا يمكننا ممارسة السياسة كما نفعل الآن» موضحا «سيسيطر الديمقراطيون على مجلس (النواب) ومجلس الشيوخ وسنتشاطر تاليا مسئولية ما سننجزه».

وشدد الرئيس الأميركي على انه سيكشف قريبا عن استراتيجيته الجديدة في العراق للسماح للحكومة العراقية بتولي المسئولية في البلاد. وأضاف «زعيما الحزبين يدركان رهانات هذا الصراع. تتوافر لدينا الآن فرصة بناء توافق للمواجهة وكسب الحرب». ومضى يقول: «يمكننا أن نثبت للشعب الأميركي أن الجمهوريين والديمقراطيين يمكنهم الاتفاق لإيجاد السبل التي تسمح لأميركا بالتحول إلى مجتمع أكثر أمنا وازدهارا وأملا». وختم قائلا: «سنظهر لأعدائنا أن النقاش المفتوح الذي يعتبرونه ضعفا قاضيا هو قوة كبيرة».

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل أنه في فورة نشاط مع مطلع العام الجديد، التقى بوش أعضاء إدارته في الصباح ثم ألقى بيانا يركز فيه على أولوياته في الداخل وتعهد فيه بالعمل مع الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء خلال الفترة التي بقيت له في الرئاسة وهي عامان. وفي المساء أقام بوش حفل استقبال في البيت الأبيض دعا إليه نحو 12 من الزعماء الجمهوريين والديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب وزوجاتهم. وقال مساعدون للرئيس: «إن المناقشة ستكون غير رسمية إلا أنها قد تتطرق إلى العراق».

ويعتزم الديمقراطيون الذين سيسيطرون على الكونغرس بعد 12 عاما من غيابهم عن دفة قيادته، القيام بتحركات سريعة من شأنها تحدي مسلك بوش الخاص بالحرب في العراق كما سيطرحون قائمة تعديلات تشريعية تستهدف ممالاة أبناء الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة.

وبالنسبة إلى رئيسة مجلس النواب الجديدة نانسي بيلوسي (66عاما)، فإن هذا هو وقت الاحتفاء إذ تستعد لتولي المنصب الرفيع رسميا لتصبح أول امرأة تشغل هذا الموقع. وأثارت الديمقراطية القادمة من سان فرانسيسكو الدهشة عبر فعاليات استمرت 3 أيام احتفالا واحتفاء بجذورها الإيطالية وديانتها الكاثوليكية الرومانية وطفولتها في الساحل الشرقي. وشبهت وسائل الإعلام الأميركية هذا المهرجان بأنه تتويج وفسرته بأنه محاولة لتغيير سمعتها من مواطنة كاليفورنية ذات ميول يسارية إلى سياسات الوسط.