استهجنت حركة «حماس» النداءات والنصائح من قِبل مسئولين أمنين فلسطينيين للصحافيين والرعايا الأجانب بمغادرة قطاع غزة، واعتبرتها «نداءات خطيرة جدا من شأنها أن تنال من نضالات الشعب وتشوه سمعته». وأكدت «حماس» - على لسان متحدثها الرسمي فوزي برهوم - أن على الجميع القيام بدوره في حماية الأجانب وألا يكون دوره في مغادرتهم وإخلاء غزة من نقل حقيقة معاناة الشعب. وقال برهوم في بيان إن «مثل هذه النداءات تعطي مبررات للخاطفين للقيام بمزيد من الخطف والضغط لإظهار عجز الحكومة عن القيام بمهماتها». وطالب برهوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمل على التحقيق في مثل هذه النداءات التي وصفها بـ «اللامسئولة، التي من شأنها أن تخلي الساحة من التغطية الحقيقة لجرائم الاحتلال». واعتبر أن الصحافيين والرعايا الأجانب «هم ضيوف على الشعب الفلسطيني، فقد ساهموا بجهود كبيرة في نقل معاناة الشعب جراء الاحتلال والعدوان».
وكان مدير جهاز الأمن الوقائي بقطاع غزة يوسف عيسى وجه أمس (الأربعاء) النصيحة للرعايا والصحافيين الأجانب العاملين في القطاع بمغادرته فورا نظرا إلى توتر الوضع الأمني العام فيه. ونقلت وكالة أنباء «معا» الفلسطينية عن عيسى قوله: «إن كلامي لا يعدو كونه نصيحة فقط للرعايا الأجانب، وليس تحذيرا جديا مبنيا على معلومات أكيدة تستهدف حياتهم نظرا إلى توتر الوضع الأمني العام في القطاع في أعقاب اختطاف الصحافي البيروفي منذ يومين». وقال عيسى: «الأمر لا يشمل العاملين الرسميين من الأجانب في المؤسسات الاغاثية والدولية مثل الرعايا الأجانب العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الانروا) بل يشمل فقط من لديهم تحركات كثيرة بالميدان مثل الصحافيين».
وفي موضوع متصل، ناشدت الفصائل الفلسطينية الخاطفين إطلاق سراح الصحافي الذي يعمل في وكالة الأنباء الفرنسية خايمي رازوري، مطالبة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالعمل الجاد والسريع على إطلاق سراحه.
واستمرارا للتدهور الأمني، قتل فلسطيني جراء إصابته بعيار ناري أطلقه مجهولون عليه أمس في مشروع بيت لاهيا شمال غزة. ومن جهة ثانية، أصيب أحد عناصر الجناح العسكري لـ «حماس» كتائب «الشهيد عزالدين القسام» بجروح جراء انفجار داخلي في حي الشجاعية شرق غزة. ومن جانب آخر، قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن «طواقم طبية عثرت أمس على جثتي طفل وامرأة شمالي ووسط قطاع غزة. وذكرت المصادر أن طواقم الإسعاف عثرت على جثة الطفل سامي عاشور أبوعطيوي (14 عاما) في منطقة المغراقة وسط غزة. وأوضحت المصادر أن الطفل تعرض لإطلاق عيار ناري بالظهر كما ظهرت على جسده ورأسه آثار تعذيب وضرب مبرح. كما عثرت الطواقم الطبية على جثة امرأة في الأربعينات من العمر في مخيم جباليا شمالي القطاع وقد تعرضت لعدة طعنات في مناطق مختلفة من الجسد. ولم تتضح بعد ملابسات أي من الحادثين.
وفي سياق آخر، أكدت الحكومة الفلسطينية أمس أنه لم يجرِ التوصل إلى أي اتفاق فيما يتعلق بزيارة رئيس الوزراء إسماعيل هنية الأردن. غير أن رئيس ديوان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد المدهون نفى ما تناقلته وسائل الإعلام أمس بشأن إلغاء زيارة هنية - الذي سيعود من أداء منسك الحج اليوم - الأردن خلال جولته الثانية التي ستضم الكويت إلى جانب عدد من دول الخليج.
في غضون ذلك، نفى الناطق باسم «حماس» في غزة ما روجت له صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية بشأن موافقة حركة «حماس» على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح 450 معتقلا فلسطينيا من خلال وساطة مصرية. وأكد برهوم - في تصريحات صحافية أمس - أن «حماس» قامت بمراجعة صحيفة «هآرتس» التي اعترفت بدورها بعدم صحة الخبر وأنه نشر في الصحيفة بالخطأ نقلا عن الإذاعة الإسرائيلية الرسمية. وعن وجود مبادرة عربية لتشكيل حكومة وحدة وطنية قال برهوم: «إن الحركة لم تتلقَ أية مبادرة عربية تعمل من أجل التئام الجرح الفلسطيني».
وفي الجانب الإسرائيلي، أكدت متحدثة باسم هيئة السجون الإسرائيلية أمس إطلاق سراح تالي فحيمة المتهمة بمساعدة نشطاء فلسطينيين على تفادي الاعتقال بعد قضائها قرابة 30 شهرا في السجن. وبدأت الشرطة الإسرائيلية أمس تحقيقا مع عدد من كبار المسئولين بهيئة الضرائب الإسرائيلية في فضيحة تلقي رشا، إذ يشتبه في تورط مديرة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شولا زاكين فيها.
ومن جهة أخرى، يستقبل الرئيس حسني مبارك اليوم (الخميس) بمدينة شرم الشيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في إطار اللقاءات والاتصالات المكثفة التي تقوم بها مصر سواء مع كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أو الأطراف الإقليمية والدولية المعنية وذات التأثير بهدف إعادة إحياء عملية السلام وكسر ما يعتريها من جمود.
العدد 1581 - الأربعاء 03 يناير 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1427هـ