يا ليتَ تتفق الكهوفُ وغُصّة الصحراءِ

يا ليت «النظام» يعيد ترتيب انقلاب مّا

على «فَلَتَانه»...

للجهة التي وشّحْتُها بنعاسيَ الماضي

كما البدويّ يتعبُ

حين لا يجدُ السماءَ صريحة...

قليلٌ من الشعر يكفي

لأخْلُدَ للنوم حُرّا من النومْ...

وبعضٌ من الورد

كي أتّقي شرَّ هذا المكان الكئيبْ...

كأمٍّ ترتّبُ حزنا... أرتّبُ حزني...

صبايا تعطّرْنَ في غُسْلهن الرهيف...

تجاوزن ماء وصرن:

مساء... وأسماءَ من ذهبٍ...

سأكسر هذي المزامير... والنايَ والنأْيَ

وبعضا من السفر الحر...

سأكسر فتنة أجداديَ المتعبين

من الحب والروح

لأذكرهم في احتفالي البسيط...

يقول حمامٌ: أطير وحيدا

لأكتشفَ الفرقَ بين الفضاء

وبين العدمْ...

لا أرضا سواكَ أردتُ

فاتخذِ الحصى سبُلا إلى الأعلى

فضائي شاسع مما حرستَ

كأنَّ من وتريْن نصعد

أو نذود عن الصعودِ...

لا أتعمّد الإيقاعَ أحيانا

ولكنّي أجرّبُ درسَه العبثيَّ

لم أندمْ على الأخطاءِ

لكنّي ندمتُ عليَّ حينَ ندمتُ...

***

سألتُ أغنية: لماذا لم أعدْ

حرّا إذا انكسرتْ مرايا الصوت

فيمن أدمنوا قلقَ الحراسة؟

- هاويةٌ ترى في الغيم أنفاقا

- حمارٌ لا يرى الطاووس

إلا أزمة في اللون

- حوذيٌّ يرى في الكاتب المرموق

جاسوسا عليه...

الليلُ يصعد بي

نحو الممرّ ولا

ضوءٌ يعلّمني بحرَ النشيد

ولا حضنٌ ولا قُبَلُ...

فيا سيّد الخيل كن عادلا

في الرحيل إلى عشْبنا المرّ

كن عادلا في اتخاذ المراعي

مجازا إلى يأسنا...

نطلّ على البحر

كيما نذودَ عن الملح

في هيئة العابرين...

ليَ السياجُ... ليَ الغزاةُ

وذكريات البرْد

لي الطير المسافر في موائد عمره

لي النارُ والمطرُ...

لشقائق النعمان طعم طفولة أخرى

وللعود القديم فضاؤه

ونجيء من وتريْن:

من وترٍ غريبٍ جارحٍ

ومساء اسماعيل في أُضْحيَّة المعنى

وفي الضجر المعلّق من أهلّته

سلاما أيها الضجرُ...

هل نستطيع الصفح

عن هذا النبيذ

وعن نعاس ضجَّ بالأسرار؟...

فدعني أنتمي لي مرّة

يا ابن انتحال الوقت

حين الناس لا يأوون للزمنِ...

لي صفحة من دفتر الشجنِ...

أذكر المفتاحَ حين تدسُّ أمّي

دفئها تحت المخدّة

كي أفرَّ الى الصباح الرحْب

من ليل العصا...

فيا غريبُ أفقْ قليلا

بحرك اتضحتْ بدايته

ولكنّا سنذهب للنهاية

واثقين من البداية

والنبيذ يفيض كالنعناع

مزهُوّا على دَرَج البيوت...

لكَ المدارُ... ولي الحصارُ...