أول ما تبادر إلى ذهني حال الاطلاع على خبر اعتصام حجاج بحرينيين في منى احتجاجا على تجاهل مسئولي بعثة الحج «البحرينية» مطالبهم، هو ما نشرته الصحف عن تعرّض حافلة شرطة لرشق بالقنابل الحارقة أو ما يسمى بـ «حادث الدراز». كذلك تتابعت في ذهني صور بعض الشعارات التي ملأت بعض الجدران يوم تشييع والدي الشيخ عبدالأمير الجمري، وهي شعارات لم يتناسب كثير منها مع المصاب يومها. لكل حادث أعلاه طبعا أسبابه ومبرراته، ولا يمكن بأي حال المقارنة بين تصرّف المتضررين في كل مرة، فالحجاج اعتصموا بينما اعتدى أشخاص على حافلة شرطة، وأقدم آخرون على ما لم يناسب الحادث وربما خدش حال الحزن التي عمت نفوس الكثيرين.
ما قد يجمع هذه المشاهد الثلاثة لتتلاحق صورها في ذهني بمجرد قراءة خبر الاعتصام، هو أنها جميعا نتاج تجاهل رسمي، جاء في المرة الأولى من قبل بعثة الحج البحرينية التي شكلت لتسهل أمور الحجاج لا أن تتناقض تبريراتها مع تسهيلات قدمتها أطراف أخرى في محاولة لحل الإشكال الحاصل.
أما شعارات 18 ديسمبر/ كانون الأول، إن جازت تسميتها، فقد جاءت وجها آخر من التعبير عن اختناقات سببها تاريخ طويل من التجاهل «الرسمي» لمطالب بعض الفئات، ولا أكتب ذلك تعاطفا مع من قام بالاعتداء، لكنه واقع «مرّ» على الجهات المعنية أن تواجهه وتعترف بمشاركتها في الوصول إلى نتائجه، التي صدّرت هذه المرة إلى منى!
إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"العدد 1579 - الإثنين 01 يناير 2007م الموافق 11 ذي الحجة 1427هـ