يقول المثل: «لا تسأل المرأة عن عمرها ولا الرجل عن راتبه»... هذه القاعدة بلا شك لا تنطبق على كثير من الرجال والنساء (وأنا منهم، إذ لا يخجلني الاعتراف بعمري الحقيقي، فالرقم لن يطيل أو يقصّر من حياتي، فالأعمار بيد الله، فكم من شباب قضوا نحبهم وكم من كبار يمدهم الله بطول العمر ومازالوا على قيد الحياة).

في هذه الزاوية أنا لست بصدد مناقشة كل شخص في عمره... والله يمد الجميع بطول العمر، ولكن هل يعلم الجميع بأن هذا الموضوع لا يخلو مجلس نسائي من مناقشته، فقبل أيام كنت في زيارة لأحد تلك المجالس، وفي طول حديثنا عن مشاغلنا وحياتنا ومناقشة بعض الأمور المعيشية، دخل موضوع «عمر فلانة»، وعرض في المناقشة، فتحول الموضوع من مسألة غلاء المواد الغذائية وأين يمكن أن نوفر مستلزمات البيت بأسعار أقل؟ إلى موضوع «عمر فلانة»... وهنا بدأت المناقشات التي لا يمكن أن تنتهي، فالكل يعلم أن مناقشة عمر المرأة أصبح كالقضية الفلسطينية ليس له حل، وهم متشابهون أيضا فالاثنان يحملان علامة «إلى ما لا نهاية» أو «الفاي».

مناقشة «عمر فلانة وعلانة» عادة ما يتسبب بمناقشات حادة قد تصل إلى الصراخ، وكثيرا ما تتسبب في الفراق بين المجتمعين، ولكن إن أردت «إسبرين» لتهدئة المناقشات فيكفي أن تقول لهم: يا جماعة فلتأتي كل واحدة منكن بشهادة ميلادها... وهنا ستهدأ العاصفة وسيظهر الحق وسيتغير الموضوع وستصفى النفوس (جربوها فأنا جربتها أكثر من مرة ونجحت).

ما لاحظته من خلال تجربتي هو أن غالبية النساء اللاتي يتطرق لمناقشة موضوع الأعمار، هن جميعا ممن لم يحتفظ ذويهم بشهادات ميلادهم، فتجد عمرها حُدد في فترة متأخرة لأنها كانت بحاجة لإصدار جواز سفر، فتجد البعض فعلا قد صغّر عمره أو كبّر)... فوصية للنساء اللاتي اعتدن على فتح هذا الموضوع في الجلسات هو أن تتجنب التطرق إليه، فربما هذا قد يكشف المستور ويُعرف السر. ونصيحة أخيرة لمرتادي هذه المجالس أرجو أن تحمل كل واحدة منكن شهادة ميلادها في حقيبتها تحسّبا لأي طارئ (هذا إن كنا من اللاتي يتضايقن كثيرا لمثل هذه المناقشات التي يستمر الحديث فيها إلى ما لا نهاية)