انضم الرئيس الأميركي الراحل جيرالد فورد بعد وفاته إلى أعداد متزايدة من الجمهوريين المعارضين للسياسة الأميركية في العراق، ما يبرز العقبات السياسية التي تواجه الرئيس الأميركي جورج بوش في الوقت الذي يستعد فيه لوضع خطة حرب جديدة.
وأسر فورد وهو جمهوري معتدل معروف عنه حرصه للصحافي بوب وودوارد بأنه يختلف مع قرار بوش خوض الحرب في العراق طبقا لما نشره وودوارد يوم الخميس الماضي بعد يومين من وفاة فورد.
وقال محللون إن استياء فورد من حرب العراق سيمثل المزيد من المشكلات لبوش في الوقت الذي يبحث فيه مختلف الخيارات مثل زيادة حجم القوات الأميركية في العراق، ما يسبب المزيد من توتر أبناء الشعب الذي مل من الحروب.
وقال ديفيد روتكوبف مؤلف كتاب «إدارة العالم» الذي يتحدث عن مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن «فورد في كثير من الأوجه هو الأكثر اعتدالا بين الجمهوريين المعتدلين... ليس فقط في آرائه السياسة ولكن في سلوكه أيضا».
وأضاف روتكوبف الذي أجرى مقابلة مع فورد لمساعدته في وضع كتابه وشعر بوضوح بأنه مستاء بسبب العراق «بالنسبة له فإن توجيهه هذا النقد اللاذع يبعث رسالة واضحة عن كيفية انقلاب المواقف ضد الرئيس بوش في هذا البلد».
وقال روتكوبف إن فورد كان في أوجه كثيرة «الاب السياسي»، ولكن وودوارد نقل عن فورد قوله بشأن العراق «لا أعتقد أنني كنت سآمر بشن حرب على العراق».
وأضاف أن الرئيس السابق كان «يشعر بقوة» بأن الإدارة اخطأت عندما بررت الحرب استنادا إلى الخطر الذي تمثله أسلحة الدمار الشامل. وفي حين أن فورد أشاد بخدمة تشيني في إدارته فقد أبدى قلقا بشأن السياسات التي روج لها نائب الرئيس في وقت لاحق.
وأجرى وودوارد مقابلة مع فورد الذي كان رئيسا للبلاد عندما سقطت فيتنام الجنوبية العام 1975 مرتين إحداهما في يوليو/ تموز 2004 والأخرى العام 2005. وتحدث بشأن العراق بشرط ألا تنشر تصريحاته إلا بعد وفاته.
وعندما سئل المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزيل عن تصريحات فورد رفض التعقيب. وقال «نحن ننعى الرئيس فورد وأسرته وهذا هو موضع تركيزنا».
وقال جيمس ليندساي وهو مسئول سابق بإدارة كلينتون وحاليا استاذ في جامعة تكساس إن فورد ليس الجمهوري الوحيد المستاء من حرب العراق.
وأضاف ليندساي أن «الكثير من الجمهوريين لهم تحفظات بشأن العراق ولكنهم متمسكون بالبيت الأبيض لأنهم يعتقدون أن هذا من قبيل الوطنية وله منطق من الناحية السياسية... نحن الآن بصدد فترة بدأ فيها الجمهوريون يعيدون النظر في تلك الحسابات».
وفقد الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه بوش السيطرة على كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني في انتخابات نظر لها على نطاق واسع على أنها استفتاء لما يجري في العراق.
وقال السناتور الجمهوري جوردون سميث من أوريجون موجها واحدا من أعنف الانتقادات للحرب في مجلس الشيوخ هذا الشهر إن الحرب حتى أنها ربما توصف بالـ «إجرامية».
*صحافية في وكالة أنباء رويترز
العدد 1578 - الأحد 31 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1427هـ