العدد 1578 - الأحد 31 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1427هـ

دفن صدام في قرية العوجة بحضور محليين ورجال عشائر

الحكيم يعتبر «الإعدام إقامة للعدل» ويطالب بـ «طي الصفحات السوداء»

العوجة، باريس - رويترز، أ ف ب 

31 ديسمبر 2006

دفن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين فجر أمس (الأحد) في قرية العوجة التي ينتمي إليها بالقرب من تكريت - وليس الرمادي كما أعلن سابقا - فيما توالت ردود الفعل المتباينة بشأن الإعدام. وظهرت لقطات جديدة على الإنترنت لتنفيذ حكم الإعدام بصدام في بغداد. وبدا جسمه وهو يسقط في طاقة في الأرضية وهو ما لم يظهره التسجيل الرسمي. وظهر أيضا الجلادون يخوضون مشادة معه. وكانت عيناه مفتوحتين بعد شنقه.

وقال مصدر من رجال الدين الذين شاركوا في الجنازة: «إنها كانت حاشدة أجريت في بادئ الأمر في تكريت في مسجد صدام الذي بناه في ثمانينات القرن الماضي. ونقل الجثمان الذي وصل بمروحية أميركية إلى العوجة القريبة ووري الثرى في قاعة مسجد بوجود عدد صغير من المسئولين المحليين ورجال العشائر. ووضع المئات من المشيعين الغاضبين أكاليل من الزهور وصورا لصدام على القبر بعدما جاءوا من مختلف أرجاء العراق».

وأشارت الحكومة العراقية في بادئ الأمر إلى أن الجثمان سيدفن سرا في قبر خالٍ من أية علامات مميزة مخافة أن يتحول إلى مزار ونقطة ارتكاز عند البعثيين.

وقال محافظ «صلاح الدين» محمد القيسي إنه حضر الجنازة التي استغرقت نحو 25 دقيقة. وحضر الجنازة أيضا شيخ عشيرة البوناصر التي ينتمي إليها صدام، علي الندا. وتوجه المئات من أبناء تكريت سيرا على الإقدام إلى العوجة لزيارة ضريح صدام على رغم أن قوات الأمن العراقية أغلقت منافذ تكريت أمام السيارات.

وذكر نائب محافظ «صلاح الدين» عبدالله حسين أن «نقل الجثمان تطلب موافقة الرئيس الأميركي جورج بوش شخصيا». وأكد مصدر قريب من أسرة صدام أن جثمانه دفن في العوجة التي دفن فيها أيضا ابناه عدي وقصي اللذان قتلتهما القوات الأميركية في العام 2003 في مدفن العائلة.

وقال مصدر قريب من رجال دين شاركوا في الجنازة: «إن القوات الأميركية والعراقية كانت تفرض حراسة شديدة على الحدث».

وعرضت القنوات العربية لقطات جديدة للإعدام التقطت فيما يبدو بكاميرا متدنية الجودة. وهي لقطات مختلفة عن تلك التي عرضها التلفزيون العراقي. وأظهر تسجيل على الإنترنت سقوط صدام في طاقة فيما كان يتلو الشهادتين. وتوقف صوته بينما كان يقول «وأشهد أن محمدا...» وصور وهو يتدلى من أنشوطة وكانت عيناه مفتوحتين. وتضمن التسجيل الجديد تعليقات لحاضرين بينما بدا صدام هادئا ومتماسكا لدى وقوفه على منصة الإعدام.

وردد الحاضرون شعارات سياسية أثناء اقتياد الجلادين المقنعين له إلى غرفة الإعدام التي كانت تستخدمها مخابراته في وقت من أوقات. وفي وقت من الأوقات سمع صوت من يردد «مقتدى... مقتدى... مقتدى» في إشارة إلى الزعيم الديني مقتدى الصدر الذي قتل والده في العام 1999 وربما يكون ذلك على يد عملاء صدام. وسمعت أيضا عبارة «إلى جهنم» في التسجيل.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شهود قولهم: «إن أحد حراس صدام المقنعين صاح غاضبا قبل الإعدام مباشرة قائلا: لقد دمرتنا وقتلتنا. جعلتنا نعيش في فقر مدقع». ورد صدام قائلا: لقد أنقذتكم من الفقر المدقع والبؤس ودمرت أعداءكم الفرس والأميركيين». وذكرت الصحيفة أن الحارس رد عليه قائلا: لعنك الله، فرد صدام قائلا: لعنك الله».

وفي إطار ردود الفعل المتوالية، اعتبر رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبدالعزيز الحكيم - خلال صلاة عيد الأضحى في مقر المجلس في الجادرية (جنوب بغداد) - أن «إعدام صدام إقامة للعدل» مطالبا بـ «طي تلك الصفحات السوداء» إبان حكمه العراق. وقال أمام أعضاء مجلس النواب ومئات من المصلين: «إن الإعدام يمثل إقامة للعدل واستقلالا للقضاء». وانتقد الحكيم الجهات التي نظمت مجالس عزاء في بعض الدول العربية، واصفا إياها بـ «أيتام صدام ودكتاتوريات ومنتفعين».

إلى ذلك، أعرب وزير الإعلام السوري محسن بلال عن «استغرابه» إعدام صدام في أول أيام العيد، واصفا هذا العمل بـ «المؤلم والمفجع». فيما اعتبر الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني أن «الإعدام جاء إحقاقا للعدالة الإلهية». كما قال المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين: «إن واشنطن وحلفاءها مسئولون بصورة كاملة عن العنف»، وتكهن بأن إعدام صدام المتعجل والوحشي... سيعمق الانقسام في المجتمع العراقي». واعتبرت غالبية الصحف الأوروبية أن الإعدام لا يحل شيئا من المشكلات التي يواجهها العراق في الوقت الحاضر، وأجمعت الصحف المصرية على التنديد بالإعدام.

مقتل وإصابة 41 عراقيا في انفجار سيارة وهجمات

بغداد - ا ف ب، د ب أ

أسفرت عمليات العنف في العراق أمس عن مقتل 16 شخصا وإصابة 25 آخرين بجروح. وذكر شهود عيان أن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة الشواكة المكتظة بالسكان ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح. وأوضح مصدر أمني أن طفلين قتلا وأصيب رجل وامرأة في انفجار قذيفة كاتيوشا في حي الكاظمية. وقتل شخص وأصيب ستة آخرون في انفجار سيارة ملغومة في حي الحرية. من جهة أخرى هاجمت مجموعة من المسلحين يستقلون سيارات عدة حاجزا للجيش العراقي في الحويجة غرب كركوك. وأكد ضابط شرطة أن ثلاثة عسكريين قتلوا وأصيب اثنان آخران بجروح. وذكر بيان للجيش الأميركي أن قوات الفرقة الأولى بالجيش العراقي بالتعاون مع قوات التحالف اعتقلت خمسة مشتبه فيهم خلال عمليات جرت أمس الأول في الفلوجة لاعتقال متمردين مشتبه فيهم بزعم أنهم على صلة بشن هجمات باستخدام متفجرات ضد مدنيين وقوات أمن عراقيين. وذكر بيان آخر أن القوات العراقية اعتقلت أيضا 15 مشتبها فيهم من المتمردين خلال عمليات في اليوم نفسه قرب الحبانية.

العدد 1578 - الأحد 31 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً