العدد 1578 - الأحد 31 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1427هـ

القوات الإثيوبية والصومالية تشدد الطوق على الإسلاميين

«المحاكم» تشترط انسحاب «أديس أبابا» للتفاوض مع الحكومة

شددت القوات الإثيوبية والصومالية الضغوط أمس على الإسلاميين الذين تحصنوا في منطقة مدينة كيسمايو آخر معاقلهم في جنوب الصومال بعد فرارهم من مقديشو.

وأعلن نائب رئيس الحكومة الصومالية محمد حسين عيديد أمس في مقديشو «سنحاصر المدينة (500 كلم جنوب مقديشو) كما سنبقي على باب الحوار مفتوحا لكي ينزعوا (الإسلاميون) سلاحهم». وتابع قائلا :»إن قواتنا تنتشر حاليا في بوالي» (180 كلم شمال كيسمايو). وفي مدينة جلب الواقعة في منتصف الطريق بين بوالي وكيسمايو والتي يسيطر عليها الإسلاميون بدأ السكان بالهرب أمس تخوفا من المعارك التي قد تنشب في المنطقة كما أفاد عدد من السكان. وروى إسماعيل فرح وهو من سكان جلب في اتصال هاتفي «أن نساء وأطفالا يغادرون المدينة بشاحنات (...) لتجنب أعمال العنف».

وأضاف «اصطحب أيضا أطفالي إلى خارج المدينة لأننا خائفون. إن الحرب باتت وشيكة في هذه المنطقة». وقال هوا يوسف وهو أيضا من أبناء المدينة :»إن جميع أفراد عائلتي هربوا من المدينة». وأكد عثمان حسين وهو كذلك من سكان المدينة أن الكثير من عناصر الميليشيات الإسلامية يجوبون وهم مدججون بالسلاح شوارع جلب أمس.وهذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر جوبا تشكل منفذااستراتيجيا لكيسمايو ثاني مدن البلاد. وهي عند مفترق الطريق الآتية من بوالي وتلك المؤدية إلى مقديشو. وأوضح حسين «أن السكان يقولون إن معارك ستدور في الأيام المقبلة (...) ولدينا معلومات مفادها أنهم (الإثيوبيون الذين يدعمون الحكومة الصومالية) يأتون للسيطرة على المدينة ونخشى وقوع معركة». من جانبه أعلن احد كبار قادة الإسلاميين الصوماليين الشيخ محمد إبراهيم بلال أمس أن المقاتلين الإسلاميين المتحصنين في كيسمايو «لن يتفاوضوا مع العدو»، وذلك بعد دعوة جيدي إلى الحوار.

وقال بلال من كيسمايو :»هذا الأمر لن يحدث أبدا... إن بلادنا تحت نير الاستعمار ولا نستطيع القبول بأي عرض لإجراء مفاوضات طالما أن الإثيوبيين موجودون على أرضنا». واشترطت المحاكم الإسلامية انسحاب القوات الإثيوبية من الأراضي الصومالية، لاستئناف المفاوضات من جديد مع الحكومة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أمس عن رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الشيخ شريف شيخ أحمد قوله «إن المحاكم الإسلامية ما زالت مستعدة للتفاوض مع الحكومة المؤقتة... لكن الجنود الإثيوبيين يجب أن يرحلوا أولا». وفي مقديشو كان الوضع هادئا نسبيا صباح أمس.

لكن مدنيين أحدهما طفلة قتلا في انفجار مساء السبت يبدو أنه ناجم عن قنبلة يدوية بحسب شهود عيان. وفي أسمرا اعتبر الرئيس الإريتري ايساس افورقي في بيان أمس الأول أن تدخل الجيش الإثيوبي في الصومال لدعم القوات النظامية الصومالية ضد المحاكم الإسلامية «يوازي عملا إرهابيا» محذرا من أن الحرب لم تنته بعد.

العدد 1578 - الأحد 31 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً