أعتقد أن من الواجب على أهالي القرى الأربع (النويدرات - المعامير - سند - العكر) الذين صمدوا في 535 يوما في اعتصامهم أن يقدموا لوزارة الإسكان باقات من الشكر والتقدير والامتنان بدل أن يعلنوا تذمرهم وانحيازهم ضد الوزارة المحترمة منذ أن بدأ توزيع بيوت إسكانهم على غيرهم.
دعوني أقول لكم لماذا تستحق الوزارة هذا الشكر ليس من أهالي القرى الأربع فقط بل من عموم المواطنين، سادتي. هل وجدتم وزارة إسكان في العالم كله تعلن عن هذا القدر من المشاريع الإسكانية سنويا. هناك 13 ألف وحدة سكنية تنتظر المواطنين خلال عامي 2009 و2010، وفق ما أعلنت وزارة الإسكان، صحيح أنها لم تُبْنَ للآن، ولا توجد أصلا لها موازنة، لكن ذلك لا يعني أنها لن تكون موجودة، وربما تكون هناك أسئلة صغيرة في هذا الموضوع وهي متى وكيف وأين ولمن؟ ولكن كل ذلك لا يهم، لأنه لا أحد يعلم أجوبة هذه الأسئلة - بمن في ذلك مسئولو الإسكان -، المهم أنها أعلنت هذا الرقم الضخم، رغم أن الطلبات الإسكانية في البلاد لا تزيد على 50 ألف طلب إسكاني، وإذا ما عرفنا أن الأسر البحرينية ربما لا تزيد على 100 ألف أسرة، فيبدو أن نصف الأسر البحرينية فقط ليست لديها «فللها» الخاصة بها، وهذا يعني أننا ما زلنا متقدمين على دولة مثل «سانت فنسينت والجرينادنيز» بمراحل ولله الحمد.
ثم يا أحبتي هل وجدتم وزارة في العالم كله فعلت كما فعلت وزارتنا التي تحمّلت مرارة الانقلاب على الوعود والنكث بالأيمان والعهود والتصريحات من أجل عيون أصحاب الطلبات القديمة من العام 1992 الذين ظلوا 17 عاما يعيشون ضيق الحال، صحيح أن الوزارة هي التي نسيتهم طيلة السنوات الماضية، ولم ترد على استفساراتهم وأسئلتهم عن موعد تسليمهم لبيوت أحلامهم، وتفننت بالوعود المغلوطة لهم، كما أنها هي التي رفعت أيديها بمحض إرادتها عن معيار الأقدمية الذي أضرّ أول ما أضرّ بمن تتباكى عليهم اليوم من أصحاب هذه الطلبات القديمة، وهي التي صرفت موازناتها سنويا في مشاريع إسكانية وصلت أعوام المستفيدين منها إلى 2002 و2003، غير إن ذلك لا يمنع أن تصحوَ الوزارة وتعلن التوبة النصوح عند أعتاب مشروع «القرى الأربع»، لتؤكد أنه لا يجوز حرمان أصحاب الطلبات القديمة للعام 1992 من أهالي مدينة عيسى والرفاع، من الحصول على وحدات سكنية، رغم أن المئات من أصحاب طلبات هذا العام من المناطق الأخرى مازالوا لم يتسلموا وحداتهم السكنية، رغم قيام الوزارة مشكورة بمناداة أغلبهم للسحب على بيوت في الهواء (مخططات ورقية)، لم تُبْنَ للآن ولا يعلم سوى الله متى سيسكنونها، ولم يتسلموا عليها أية تطمينات رغم الوعود المتكررة من سعادة الوزير شخصيا بتحقيق ذلك في حفل بهيج!
وعلى ذكر الوعود، ألا تستحق وزارة الإسكان الشكر من أهالي القرى الأربع على تطميناتها ووعودها المتكررة لهم ولنائبهم البرلماني طيلة العام ونصف العام التي مضت بأن البيوت الـ 230 ستكون من نصيبهم، صحيح أن هذه التطمينات التي سمعها المواطنون طلعت «فشوش»، إلا أن أحدا لا ينكر أنها كانت حينها بمثابة «المورفين» لأهالي القرى الأربع، الذي مكنهم من النوم والحلم بامتلاك البيت الذي سيضمهم وأبناءهم، وصدقوني لولا تلك التطمينات لما نام أحد من أهالي القرى الأربع هانئ البال طيلة الفترة الماضية، صحيح أن عيونهم جفت النوم هذه الأيام بسبب ما جرى لكن هذه الأيام القلائل لا يمكن مقارنتها بمدة لا تقل عن عام ونصف العام كان الأهالي ينامون فيها على وعود المسئولين بالوزارة باستحقاقهم الوحدات السكنية.
أضف إلى ذلك، ألا تستحق وزارة الإسكان الشكر على صمتها المطبق وعدم تعليقها على الموضوع بأية كلمة منذ بدء الأزمة وحتى اليوم، أفلا تشكروها على حرصها على مشاعر المواطنين، فبالله عليكم ماذا ستقول الوزارة؟! هل ستقول إن «هورة سند» هو اسم مختلق كاذب لا وجود له، أم ستقول للمواطنين من أهالي القرى الأربع إننا وعدناكم لكن «الغرف المظلمة» أكبر منّا ومنكم، وليس بيدنا حيلة؟ أم ستقول إن هناك من يستخدم أصحاب طلبات 1992 مطية لتنفيذ ما يريد من أجل أن تظل الدوائر الانتخابية على حالها؟
الوزارة لا تريد إيذاء مشاعركم يا جماعة، هي تعلم أنكم أحق بها، لكنها لا تقوى على المواجهة، لذلك فهي اختارت موعدا مناسبا للجميع بعز الصيف، حيث الأكثرية من أبناء الوطن مسافرون، بعيدون وهو ما يضمن مرور التوزيع الحالي بأقل ضجة وخسارة ممكنة، أفلا تستحق الوزارة الشكر على كل ذلك؟!
عنّي شخصيا أجدها تستحق... شكرا لكِ وزارة الإسكان!
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2533 - الأربعاء 12 أغسطس 2009م الموافق 20 شعبان 1430هـ
عكراوي@
صدقت يا ابو علي ,,,, شكرا شكرا شكرا شكرا لكي ياوزارة الاسكان وياوزير الاسكان ويانواب المنبر على التلاعب بمشاعر الناس ودغدغة عقولهم واستغلال طيبتهم شكرا شكرا شكرا ,,,, على سلب حقوق الاخرين شكرا على سرقة مشاريع الاخرين شكرا على كل ماقدمت من وحدات لاهالي البحرين ووفرتي الي كل صاحب حق حقه في فترات وجيزه لا ب17 سنه بل انتي نعم الوزاره ونعم الوزير ....
شكرا للوسط
أول ما شفت العنوان الصراحة خفت، بس بعدين لما قرات المقال ما اقول الا الله يعطيكم العافية يا كتاب الوسط الشرفاء
اخ اخ
لو السماء والارض يشهدون لكانوا شهدوا وضجوا من فعال هائولاء وما ارتكبته اياديهم الحساب يوم الحساب الله على كل ظالم.