كان لبرنامج «مسامرات ثقافية» والذي يبث اليوم على «الوسط أون لاين» وقفة التقى فيها بمخرج «فيلم دموع على الجزيرة» مدير شركة الوعد للإنتاج الفني حمد عبدالله فتحاورنا معه بشأن فيلمه الذي يوثق فيه لأهم الكوارث التي مرت بها البحرين، فبقيت محفورة في الوجدان الشعبي لتدلل على تلاحم أهل البحرين بكل أطيافهم من سنة الطبعة إلى سنة الرحمة، الحريق، الجراد إلى سنة البطاقة إلى غيرها من الكوارث حتى بانوش الدانة، معتمدا في ذلك على كتاب وكيل وزارة الصحة السابق الدكتور عبدالعزيز حمزة «دموع على الجزيرة: تأريخ لأبرز الكوارث التي شهدتها مملكة البحرين».
] هلا تحدثنا عن قصة الفيلم وفكرته؟
- فيلم «دموع على الجزيرة» هو آخر إنتاجات الوعد للإنتاج الفني، ومادته مستوحاة من كتاب الدكتور عبدالعزيز يوسف حمزة الذي يحمل نفس العنوان «دموع على الجزيرة: تأريخ لأبرز الكوارث التي شهدتها مملكة البحرين»، والفكرة أتت عندما كان الدكتور عبدالعزيز يشتغل على مشروع كتابه، وأثناء العمل على الكتاب وجمع المعلومات التي كانت لها علاقة بالكوارث في البحرين، ارتأى حمزة أن ينتج فيلما مستوحى من المعلومات التي جمعها في الكتاب، وبناء على طلبه قمنا بإعداد دراسة لإنتاج الفيلم وبعدها شرعنا في الإنتاج، وكان الناتج النهائي من الفيلم تقريبا هو 70 دقيقة تلفزيونية. وهنا أود أن أشكر الدكتور عبدالعزيز يوسف حمزة على ثقته التي أودعنا أياها عندما كلفنا بمهمة إنتاج هذا الفيلم.
] ما أهم الكوارث التي يرصدها الفيلم في هذه الـ 70 دقيقة؟
- تطرقنا إلى أبرز الكوارث التي شهدتها البحرين والتي دوّنت في التاريخ الحديث، وبالطبع هناك كوارث لم تدّون في التاريخ أو لا يوجد إلا بعض المقتطفات عنها لكننا شرعنا في التركيز على الكوارث التي دونت والتي على الرغم من تدوينها في بعض المصادر إلا أن أكثر الشباب من أجيالنا تغفل عنها، ولا تعرف ما هي الحيثيات في هذه الكوارث وما الأحداث التي شهدتها وكيف أثرّت على البحرين.
] البعض يسمع أسماء لكنه لا يدري ما التفاصيل، مثل سنة الطبعة أو سنة الرحمة وغيرها، فماذا يقدم فيلمكم فيها؟
- لذلك ارتأينا أن نركز على هذه الكوارث ولعل من أبرز هذه الكوارث التي تطرّقنا لها في الفيلم هي كارثة «سنة الرحمة» التي حدثت سنة 1904 وكارثة ما عرف بـ «سنة الطبعة» التي حدثت في سنة 1925 وتطرقنا إلى كوارث مثل ما عرف بكارثة سنة البطاقة التي حدثت في العام 1941 بالإضافة إلى كوارث أخرى مثل كارثة الحريق الذي وقع في 1936 وكارثة طبعة أهل البلاد القديم في 1949 وكوارث شتى حديثة مثل كارثة سقوط طائرة طيران الخليج في العام 2000 وكارثة غرق بانوش الدانة 2006، هذا بشكل عام، وبشكل تفصيلي تطرقنا إلى كارثة سقوط أول طائرة في البحرين كانت طائرbac للخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار في العام 1947، فحاولنا أن نغطي الكوارث المهمة سواء كانت كوارث تكنولوجيا أو الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي من صنع الإنسان.
] كان كتاب الدكتور حمزة مادة علمية مادة مكتوبة والآن انتقل إلى فيلم، والفيلم يحتاج إلى الصورة بشكل أساسي، كيف تم تجميع هذه المادة الصورية، وكيف تم إعداد أيضا بعض الصور إذ ما شاهدناه في الفيلم من صور من إنتاج المخرج نفسه وبعضه من جمع صور سابقة، فكيف تمت المواءمة بين هذا الجمع وبين الإعداد؟
- حينما كان الدكتور عبدالعزيز حمزة يشتغل على موضوع الكوارث حصر أبرز الكوارث عن البحرين لسنوات، وفي خلال هذه السنوات جمع العديد من الصور واللقطات الأرشيفية عن أبرز تلك الكوارث، أما نحن في عملنا فينقسم الفيلم إلى شقين أولا اللقطات التي صورناها سواء كانت لقطات تمثيلية أو إعادة تمثيل لأبرز الكوارث مثل سنة الرحمة، وسنة الطبعة، والقطات العامة للبحرين، والقسم الثاني عبارة عن اللقطات الأرشيفية والتي أستعنا بها أما من خلال أرشيف بابكو أو أرشيف المخرج خليفة شاهين وما إلى ذلك إلى ذلك من لقطات أو صور من محفوظات بعض الأفراد والأصدقاء والتي وظفناها في الفيلم بعد استئذانهم.
] كيف تعاملتم مع عملية التوثيق في هذا الفيلم، ما أهم التقنيات التي تم اعتمادها في إنتاج هذا الفيلم؟
- نحن من الشركات القليلة في البحرين المجهزة بأحدث التكنولوجيا التصويرية، فلدينا كاميرات بشتى أنواع الفورمات واستعنا بها في مرحلة إعداد الفيلم، ولدينا عدد هائل من أجهزة الإضاءة وأجهزة المونتاج استخدمناها في مرحلة إنتاج هذا الفيلم، وارتأينا أن نستخدم أفضل أنواع التكنولوجيا في إنتاج هذا الفيلم واشتغلنا بكل ما لدينا في الشركة من مواد في الإخراج، ولدينا خبراء في كل مجالات الإنتاج من كتابة النص إلى المونتاج وأيضا الجرافيكس فكل هذه الخبرات والأجهزة ساهمت في إنتاج هذا الفيلم.
] ما أهم الأصداء التي تلقيتموها بعد إعداد هذا الفيلم وإنتاجه؟
- منذ انطلاق الكتاب وانطلاق عرض الفيلم حصلنا شكر وتقدير الكثير من المتابعين لهذا العمل الوطني الكبير في توثيق الكوارث وتوثيق التاريخ المهم للبحرين، فالحمد الله الأصداء كانت جدا ممتازة وفوق ما تخيلنا، وأحب أن أنوه في هذا المجال بتقدير المخرج خليفة شاهين الذي شكرنا على هذا العمل. امتدحه كذلك تقدير الإعلامي حسن كمال الذي أعجب بهذا العمل، وبشكل عام الكل كان يمدح ويثني على هذا المجهود التاريخي المهم الذي نتوقع أن يظل لسنوات مصدرا مهما جدا للتوثيق تاريخ البحرين بشكل عام.
] لكل فيلم استراتيجية خاصة ولعل الاستراتيجية الأساسية لهذا الفيلم استراتيجية توثيقية، حدثنا عن طبيعتها وكيف أنجزتم العمل من خلالها؟
- منذ بداية المشروع اشتغلنا على نص الفيلم، وحرصنا أن يكون النص سلسا يفهمه أي شخص في البحرين ويستوعبه ويتقبله بغض النظر عن مؤهله أو إدراكه، فلذلك كتبنا النص بطريقة سلسة فلم نذكر الكارثة فقط كحادثة فقط بل استقيناه من مصادر شتى، ومن المصادر التي استعان بها الدكتور عبدالعزيز حمزة لكتابة الكتاب وبعد كتابة النص توجهنا إلى ما يسمى «بالستوري بوردنج» فنأخذ الكلمات الموجودة في النص ونقسّمها بحسب الصور، فنرسم أسكشات معينة للصور أو اللقطات التي تقابل النص وبهذه الطريقة نضع خريطة عمل والتي رغم أنها عملية طويلة وليست سهلة، ولكنها تسهل علينا جدا مرحلة الإنتاج، وتسهل على فريق الإنتاج العمل إذ يعرف لفريق موضع النص من الصورة، وكان هذا هو توجهنا منذ البداية في إنتاج العمل.
] ما نصيب البحرين من الفيلم التوثيقي وما هي أهم الأفكار المقبلة لديكم في هذا المجال؟
- بعد ما انتهينا من مشروع «دموع على الجزيرة» كلفنا الدكتور عبدالعزيز حمزة بإنتاج مشروع آخر هو فيلم توثيقي لطبعة أهل البلاد القديم التي حدثت في العام 1949 وللأسف الشديد الأفلام الوثائقية التي تحكي عن تاريخ البحرين وعن أبرز الأحداث التي حدثت في البحرين لم تحصل على النصيب الوافي من الاهتمام سواء من القطاع العام أو الخاص، وفي البحرين بشكل عام هناك الكثير من الشخصيات والكثير من الأحداث والكثير من الأمور التي لم يتطرق إليها، ونحن نطمح شيئا فشيئا للمساهمة في إنجازها والآن انتهينا من «دموع على الجزيرة» وننتقل إلى طبعة أهل البلاد القديم وهناك مجالات أخرى ومشاريع أخرى قادمة سنعلن عنها في الوقت المناسب نتطرق إليها. أما لشخصيات بارزة في البحرين أو لكوارث أخرى حدثت في البحرين أو لتاريخ معين من تاريخ البحرين ونطمح أن يكون ذلك بداية الطريق إلى توثيق تاريخ البحرين، وهو لمن يطلّع عليه تاريخ كبير وهائل وفيه كثير من الأمور نستطيع معالجتها بعد البحث فيها.
] ما المجالات الأخرى التي تشتغلون فيها غير مجال الفيلم التوثيقي؟
- نحن كشركة تأسست العام 2002 ومن ذلك العام إلى هذا اليوم ونحن نشتغل على العديد من الأعمال، فأنتجنا العديد من الأفلام التعريفية للشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة سواء في البحرين أو خارجها، وقمنا بإنتاج الإعلانات التلفزيونية والمطبوعات ومواقع الانترنت الويب سايت وخلال هذه السنوات زاد الطلب في البحرين وخارجها، عملنا لشركات في الكويت، في الإمارات، في عمان، في الأردن، فانتقلنا إلى مختلف المناطق الأقليمية، فالحمد لله هناك الكثير من الأعمال التي أنتجناها في مختلف المناطق.
] من قراءتي لسيرتك الذاتية أجدك مولعا بالسينما حتى تخصصت فيها، حدثنا عن عشقك للسينما وقصتك مع الإخراج؟
- عشقت السينما والإنتاج التلفزيوني بشكل كبير فأحببت أن أتخصص في مجال يكون له مردود وله هدف، وهدفي من هذا التخصص أن أنتج ما هو مبدع وجديد له رسالة هادفة، وبناء على هذه الفكرة توجهت إلى الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية وبعد تخرجي من مدرسة البيان البحرين النموذجية في العام 1998 تخصصت في مجال الإخراج السينمائي وهنا تشرفت أن تتلمذت على كبار المدرسين الذين حصلوا على كبرى الشهادات والجوائز التقديرية في مجال الإخراج السينمائي، فتخرجت على يدهم وتشرفت بأن عملت في الجامعة التي درست فيها، وكانت توفر لنا أفضل التقنية وأفضل أنواع التكنولوجيا في مجال الإنتاج التلفزيوني، وأحببت بعدما انتهيت من دراستي أن أنقل هذه التجربة إلى البحرين، فأسسنا بناء على هذه النظرة شركة الوعد للإنتاج الفني.
العدد 2533 - الأربعاء 12 أغسطس 2009م الموافق 20 شعبان 1430هـ