تحتفل البحرين مع دول العالم باليوم العالمي للشباب الذي يصادف الثاني عشر من أغسطس/ آب من كل عام، وسط أجواء مفعمة بالتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وأكثر إشراقا لهذه الفئة.
ويعود اختيار هذا اليوم، إلى تبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول 1999، في قرارها رقم (54/120)، توصية من المؤتمر العالمي للوزراء المسئولين عن الشباب في لشبونة في العام 1998، تم بموجبها الإعلان عن يوم 12 أغسطس يوما دوليا للشباب.
وعن رؤيته لهذا الحدث الذي يتكرر سنويا، قال رئيس جمعية الشباب الديمقراطي محمد مطر: «الشباب البحريني لا يختلف في طموحاته عن الدول الأخرى في العالم، فهو يتمنى أن يكون الوضع المعيشي أفضل، وأن يصحو على انتهاء التمييز والبطالة والتجنيس». على صعيد آخر، اختتمت وزارة الداخلية عصر أمس (الثلثاء)، المعسكر الصيفي الأول للأكاديمية الملكية للشرطة في مقرها بقرية جو. إلى ذلك، قال رئيس لجنة التحكيم في برنامج «زين إي شباب» ورئيس تقنية المعلومات في مؤسسة الشباب والرياضة نواف عبدالرحمن: من المزمع أن يتم الإعلان عن الفرق الثلاثة الفائزة في البرنامج في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
جو - أحمد الصفار
اختتمت وزارة الداخلية عصر أمس (الثلثاء)، المعسكر الصيفي الأول للأكاديمية الملكية للشرطة في مقرها بقرية جو، بحضور رئيس الأمن العام اللواء الركن عبداللطيف الزياني، وعدد من ضباط الوزارة وأولياء الأمور والطلبة المشاركين من مختلف محافظات البحرين.
وبهذه المناسبة، أشار رئيس الأمن العام في تصريح للصحافة المحلية، إلى أن «المعسكر يهدف إلى تنمية روح الفريق والتعاون مع الجميع وخدمة المجتمع في نفوس المشاركين، وزرع الرغبة في خدمة أهلهم ومجتمعهم وتحسين مناطقهم والحفاظ عليها، إلى جانب تحصين الفرد من الجريمة وآفة المخدرات».
وأضاف «أغتنم هذه الفرصة لأشكر ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، على ثقة سموه في وزارة الداخلية في تنفيذ هذا الهدف النبيل، وزرع التحدي أمام قوات الأمن العام لتحقيق أهداف سموه النبيلة».
وأوضح الزياني أن «اختيار وزارة الداخلية لتنفيذ البرنامج، جاء بسبب امتلاكها البنية التحتية، وتوفر القدرة لديها على تدريب الشباب، ولتجربة الأكاديمية المهمة».
وذكر أنه «علينا توفير البنية التحتية الآمنة لتطوير التلاميذ، ووزير الداخلية يحرص على مد جسور التعاون بين رجال الأمن والمجتمع بصورة صلبة».
في المقابل، ألقى آمر الأكاديمية الملكية للشرطة طارق الحسن كلمة قال فيها: «أرفع أسمى آيات الشكر إلى سمو ولي العهد على مبادرته ورعايته لنشء الوطن، وهذا البرنامج هو أحد البرامج التي انطلقت بتوجيهات سموه، وهو يتكامل مع البرامج التي تقدمها الأجهزة الأخرى الرسمية وغير الرسمية».
وأردف «أشكر كذلك الأهالي على ثقتهم في الأكاديمية طوال الفترة التدريبية التي امتدت لثلاثة أسابيع، وأيضا صندوق العمل (تمكين) الذي كان له الدور في انطلاق البرنامج، وفريق العمل من ضباط وتلاميذ وعسكريين، والذين كانوا يعملون ليلا ونهارا ولم يخرجوا في إجازاتهم الأسبوعية».
ورأى أن «مشروع المعسكر الصيفي انطلق من أهم مبدأ هو الشراكة المجتمعية، وهو من مبادئ العمل الأمني لدى وزارة الداخلية»، مبينا أن «التعليمات التي صدرت عن أعلى المستويات في بداية البرنامج كانت واضحة، بأن لا خيار له سوى النجاح بإذن الله تعالى».
في الطرف الآخر، ألقى عبدالحكيم الشمري كلمة أولياء الأمور، مخاطبا فيها وزارة الداخلية بقوله: «وزارتكم بما تملكه من إمكانات متميزة، أسهمت في إنجاح هذا البرنامج الذي يمثل مبادرة خيرة أطلقها سمو ولي العهد للحفاظ على أبنائنا، وزرع القيم النبيلة فيهم، فشكرا يا صاحب السمو على هذه المبادرة»، مناشدا «القائمين على البرنامج، مواصلة تطويره وزيادة حجمه من ناحية الكم والنوع، ودعوة مؤسسات المجتمع المدني للمشاركة فيه، فالحمل ثقيل».
واعتبر الشمري أن «خدمات وزارة الداخلية اليوم، أصبحت أكثر وضوحا وجلاء للمجتمع بعد هذا البرنامج، فجزاكم الله كل خير وشكرا لسمو ولي العهد ووزير الداخلية ورئيس الأمن العام ومحافظي المحافظات والضباط الذين حفوا أبناءنا بكل الرعاية».
من جهته، شكر الطالب خالد جميل المحاري نيابة عن المشاركين «وزارة الداخلية، على الدور الذي قامت به في إعداد هذا البرنامج الذي كان له الأثر الطيب في تغيير حياتنا للأفضل، بعد أن كنا تائهين في زحمة الفراغ».
وقال: «إننا فخورون بهذا البرنامج وانضمامنا إلى هذا المعسكر الذي تعلمنا فيه الكثير والكثير، واليوم أدركنا كيف تكون حياتنا في البيت، وكيف نتعامل مع الآخرين، وكيف يكون لنا هذا الهدف، فشكرا لصاحب السمو ولي العهد على هذه المبادرة، وشكرا لوزير الداخلية على توجيهاته ومتابعته واهتمامه، وشكرا لحضوركم وتشريفكم لنا هذا اليوم».
يمثل موضوع اليوم الدولي للشباب لهذا العام «الاستدامة: التحدي الذي نواجهه. مستقبلنا» - دعوة عالمية للعمل موجهة إلى جميع الشبان والشابات.
إذ يواجه عالمنا أزمات متعددة يترابط إحداها بالأخرى ذات آثار شديدة وبعيدة الأثر تصيب الشباب نحو غير متناسب.
ففي العام 2007 مثلا، كان الشبان يشكلون 25 في المئة من سكان العالم ممن هم في سن العمل، إلا أن 40 في المئة منهم كانوا عاطلين عن العمل. إن الركود الاقتصادي العالمي يعني أن البطالة في صفوف الشباب ستستمر، على المدى القريب، في الارتفاع. وليست معدلات البطالة إلا جزءا من القصة، وخاصة بالنسبة للغالبية العظمى من الشباب الذين يعيشون في البلدان النامية. إذ إن العمالة غير الرسمية وغير المضمونة والمنخفضة الأجر هي، بالنسبة لهم، القاعدة وليست الاستثناء.
وفي الوقت نفسه، لا يزال المناخ يعرض الاقتصادات للخطر ويهدد بإحداث إضرابات كبيرة، مما يحمل في كل مكان «دينا إيكولوجيا» غير عادل. وربما يشكل ذلك عبئا ثقيلا على عاتقهم. وفي الوقت نفسه، فإن ما يجعلني أشعر بالتفاؤل، المساهمات التي يقدمها الشباب في المناقشات المتعلقة بالتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه. إذ يمكن أن تساعد آراؤهم ومقترحاتهم في بناء الزخم اللازم «للتوصل إلى اتفاق» في كوبنهاغن في وقت لاحق من هذا العام.
وبالفعل فقد أثبت الشباب أنهم شركاء رئيسيون في التنمية المستدامة. فقد شاركوا في محافل دولية عديدة مثل لجنة التنمية المستدامة، وساعدوا حكوماتهم ومجتمعاتهم المحلية على صياغة استراتيجيات للحد من الفقر، وخطط للأعمال الحرة، والعديد من السياسات والمبادرات الأخرى.
وغالبا ما يكون الشباب هم القدوة، فهم يحافظون على الطبيعة، ويمارسون أنماط حياة صحية، أو يشجعون على الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيات الجديدة مثل الأجهزة المحمولة والشبكات الاجتماعية على الإنترنت. وهم يستحقون التزامنا التام - بالحصول الكامل على التعليم والرعاية الصحية اللائقة، وفرص العمل، والخدمات المالية، والمشاركة التامة في الحياة العامة. وبمناسبة اليوم الدولي للشباب، دعونا نجدد تعهدنا بدعم الشباب في مسيرة تنميتهم. إذ إن الاستدامة هي السبيل الواعد للمضي قدما، ويستطيع الشباب أن يقودوا الطريق.
العدد 2532 - الثلثاء 11 أغسطس 2009م الموافق 19 شعبان 1430هـ