العدد 2530 - الأحد 09 أغسطس 2009م الموافق 17 شعبان 1430هـ

نجاح وزارة الإسكان

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم يكن خافيا على الجميع إخفاق وزارة الإسكان خلال العقود الماضية في حل المشكلة الإسكانية في البحرين، فهذه الوزارة التي كان من المفترض أن تدير الملف الإسكاني في بلد نفطي لا تنقصه الموارد المالية ساهمت في تراكم الطلبات الإسكانية على مدى الخمس عشرة سنة الماضية لتصل اليوم إلى أكثر من 50 ألف طلب تنتظر دورها في ظل مستقبل ضبابي.

ولا يمكن التبرير بأن موارد البحرين في السنوات الماضية لم تكن تكفي لتلبية هذا الكم الهائل من الطلبات، ففي عقد الثمانينيات وبداية التسعينيات لم تحظَ مشكلة الإسكان بالقدر الكافي من اهتمام الدولة بحيث لم يخصص لوزارة الإسكان غير 2 في المئة فقط من موازنة الدولة في بعض السنوات، كما أن هناك سنوات لم تقم فيها الوزارة ببناء حتى منزل إسكاني واحد.

الوزارة أخفقت في تلبية طلبات المواطنين الإسكانية كما فشلت فشلا ذريعا في وضع استراتيجية أو خطة زمنية لحل هذه المشكلة، وكل ما يطلق من تصريحات بشأن مدة الانتظار «وآخرها أن مدة الانتظار القصوى ستتكون خمس سنوات على الأكثر» لا تجد في الواقع العملي ما يجعلها قابلة للتطبيق أو حتى التصديق.

ورغم هذا الفشل الذريع إلا أن الوزارة قد نجحت هذه المرة في تحويل الملف الإسكاني، والذي من المفترض أن يكون ملفا مطلبيا وشعبيا إلى ملف طائفي، بعد أن قررت تحويل مشروع إسكان النويدرات من مشروع خاص بالقرى الأربع المحيطة به إلى مشروع عام يخصص للطلبات القديمة.

لا يمكن لأحد أن يقف ضد تلبية الطلبات القديمة أولا، بغض النظر عن الموقع الذي يوجد فيه المشروع، ولكن ذلك يجب أن يكون معلنا منذ البداية، كما يجب أن تكون هناك معايير محددة تنتهجها الوزارة في آلية التوزيع، فإن كانت الوزارة قد أيقنت بأن مشروع امتداد القرى قد فشل في حل المشكلة الإسكانية في البحرين فلتعلن ذلك، ولتلغي هذا المشروع لتكون جميع مناطق البحرين مفتوحة لجميع المواطنين.

فليس من العدل أن يحصل أحد المواطنين تقدم بطلبه في العام 1997 على منزل إسكاني في حين أن هناك مواطنا آخرا ينتظر دوره في الحصول على المسكن منذ العام 92 أو 1993.

هذه المشكلة لا تتحملها وزارة الإسكان فقط، وإنما النواب الذين استغلوا هذه القضية لمآرب انتخابية صرفة، فعلى هؤلاء النواب أن يضعوا قانونا يلزم وزارة الإسكان بتطبيق آلية محددة لتوزيع الخدمات الإسكانية، كما عليهم عند إقرار أية موازنة أن يضغطوا في اتجاه تخصيص المبالغ المالية الكافية لإنشاء منازل للطلبات القديمة والتي مضى على تقديمها أكثر من 17 عاما بدلا من اتخام موازنات الوزارات الأمنية بمبالغ أكثر بكثير مما يخصص للصحة والتعليم والإسكان مجتمعة.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 2530 - الأحد 09 أغسطس 2009م الموافق 17 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 9:34 ص

      بحرينيه مشرده من 6ايام وفي الاخر احصل علي شقه بدون صيانه

      اني امره مطلقه وعندي 6اولاد واسكان في بيت في قلالي ويوم الاربعاء احترق وتميت في البيت 3 ايام بدون كهرباء وشارع بسباب حرارة جوه وقت الاجات الاسكان عطوني شقه بشرط اني اوفق علي عدم صينتها ووافق الان معندي حل ثاني بس هل هذا يرضي جمي

    • زائر 4 | 8:58 ص

      بانت خلاص اهداف هالوزاره

      اهدافها التميز بين المذاهب والتفرقه بين الشعب والظلم صدق انكم ظلمه وماتستحقون الاحترام جهنم وبئس المصير....اهالي مدينه عيسى

    • زائر 3 | 6:41 ص

      حسبي الله ونعم الوكيل

      ياريت الوزراءوالبرلمانييين والمسئولين يفكرون في الإصلاح بقدر ما يفكرون بالتخريب والتمييز وسلب الحقوق

    • زائر 2 | 1:54 ص

      في الدول الدايمقراطية

      في الدول الدايمقرطية اذا كان مثل هذا الفشل للوزارة , تكون أول خطوة المطالبة بأستقالة الوزير و المسئولين في الوزارة

    • زائر 1 | 12:00 ص

      قولوا ماتشاؤون وسنفعل مانريد!!!

      قولوا ماتشاؤون وسنفعل مانريد!!!

اقرأ ايضاً