أجد نفسي متفائلا - بغير ما يجد الكثيرون - من إعلان من ذاعت أسماؤهم في فن التعذيب والتنكيل ترشحهم للبرلمان في الانتخابات المقبلة في 2010، ذلك لأن الشجاعة التي أبداها البعض في إعلانهم ترشحهم يجب أن تقابل بذات الشجاعة والإصرار على فتح ملفاتهم السابقة في انتهاكات حقوق الإنسان التي مارسوها قبل 2001.
إعلان الترشح من قبل البعض فرصة لا تتكرر مرتين لنفتح معهم جهارا نهارا ملفات تلك الليالي الدامسة، التي لم يكن يضيؤها إلا الشرر المتطاير من الأسلاك الكهربائية التي كانت تغرس في أجسام وأجساد المواطنين فتية وكبارا، ولم يكُ يقطع هدوءها إلا صرخات المعذَبين، من الفلقة والتعليق والضرب وإطفاء السجائر على بطونهم وظهورهم.
نقول ليس عدلا أن نقول لهذا البعض يكفينا منك جلوسك مكرما معززا بعيدا عن أعيننا، ولا نريد منك إلا أن لا ترينا وجهك، ذلك منطق غير مقبول وغير مستساغ ... أقول من الجيد أن تفتح ملفاتكم - وأنتم من أردتم ذلك بإرادتكم - ومن الجيد أن تخرجوا أمام الناس في عز النهار، ذلك أنها لا تبصر فيه، وهو ما نعتقده جازمين من أن الترشح إذا ما تم الثبات عليه، فلا أجدى وأنفع منه في تحفيز ممن تلوعت ظهورهم وجنوبهم بسياطهم من الخروج لاستقبالكم عند أعتاب البرلمان، إذ حينها على الأقل سيعرف هؤلاء أين يمكن أن يلتقوا بكم بعد كل سنوات الفراق تلك حاملين معهم ذكريات الماضي الأليم.
من الجيد أن تعاودوا الظهور إلى السطح، حتى لو كنتم مسنودين ومدفوعين من أي كان، لأن ظهورهم سيشحذ الهمم المتعبة لتعاود بث جهودها من جديد لإيصال أفعالكم إلى المؤسسات والهيئات الحقوقية، لأننا ندرك أن صوت الحق لا يعلوه صوت، وما هذا الترشح إلا كالنار التي تجر الفراشات لضوئها لتحرقها سريعا.
أتمنى وصولكم للبرلمان لأعرف بالضبط الأدوات التي ستستخدمونها هناك، إذ لن يكون بمقدوركم أن تدخلوا معكم العصي التي كنتم تعلقون بها ضحاياكم وتبرحونهم بها ليست متوافرة في البرلمان، كما لا أعلم حقيقة إن كان بإمكانكم الاستفادة من الأسلاك الكهربائية التي تضيء شاشة التصويت داخل القبة البرلمانية لممارسة عملكم الذي اعتدتم عليه طوال السنوات الماضية.
ومع إني لا أعلم للآن - والقصور مني - برنامجكم الانتخابي إلا أنني أتوقع منكم برنامجا محكما، كإحكام برامجكم في الاستحصال على اعترافات الأبرياء عبر التهديد، وأتوقع ولست جازما أن تجود مخططاتكم المقبلة بأكثر ما جادت به تلك المسرحيات التي أصابت الشعب كله بالغثيان في تسعينيات القرن الماضي.
أتمنى فعلا وصولكم للبرلمان لأنظر بعيني بعض ضحاياكم ممن أصبحوا نوابا كيف سيتعاملون معكم وأنتم جالسون قربهم تتحدثون باسم الشعب وهمومه... ذلك الشعب الذي يتذكر صاحب كل بيت طرقات أيديكم على أبوابه بعد منتصف الليل؟
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2529 - السبت 08 أغسطس 2009م الموافق 16 شعبان 1430هـ
جنباً إلى جنب
السلام عليكم
هل سيأتي ان نرى الجلاد جنباً إلى جنب مع الضحية على مقاعد البرلمان ؟؟
كيف لمن عذب و كان اهم اعمدة امن الدولة المناهض للبرلمان-الهزيل اصلا- ان يكون عضواً فيه ؟
ابداع بلا حدود
الصراحة اصبحت انتظر عمود الاستاذين قاسم حسين وحسن المدحوب بفارغ الصبر ، لأنهما من الاقلام الوطنية الشريفة في الوسط
زائر
ماباقي إلايطول اللحية وييقصر الثوب وراح ينتخب ويكون كعبدالله المؤمن يهاجل بقرآنه عجيب أمرهالناس حتى عندهم يزيدمرحب به
من جمهور الوفاق
نعم اخي الكريم أرحب بوصول فليفل الى قبة البرلمان وعلى من يقف وراءه ان يتحمل النتائج
لو "ينخش" احسن ليه
خله "ينخش" بدل الترشح افضل له
بترشحه سيفتح على نفسه باب للفضايح كان بإمكانه تجنبه
أحسنت ابو علي
تعرف أن المترشح ( أي مترشح )اذا فاز، فانه سيكون ممثل الشعب! وهذا يعني أنه لا يصح ان يرفض مقابله أحد من الشعب.
وهنا تكمن مشكلة عادل فليفل، اللي مختفي ولا يراه احد،،،
ما اعتقد ان فليفل يقبل ان يفتح مجلسه للذين تفنن في تعذيبهم بشتى ادوات التعذيب، وشتمهم، والاستهزاء بهم، وتهديدهم بالاعتداء على عرضهم، ولاحقهم حتى بعد ان افرج عنهم ... و...
بنشوف يقدر ياخذ قرار مقابله الناس والاجتماع بهم لو لا ؟ أنا بحسب معرفتي بهذا الجبان والجبان جداً لن يقدم على هذه الخطوة لان ثمناها عـــــــالي جدا
سلمت يداك على هذا المقال
مقال جدا رائع وفي الصميم وقد أصابهم في المقتل .