قرأت قبل أيام خبرا نشر في الصحف مفاده أن شخصية «أبو عصام» التي جسدها الفنان السوري عباس النوري في مسلسل «باب الحارة» تعاود الظهور في «باب الحارة 4» بعد أن فارق الحياة في الجزء الثالث، حيث كان الحل المقترح لإنقاذ النص من ورطة موته اللامنطقية هو أنه لم يمت بل تعرض للاختطاف. هذا ويعتقد أن عودته جاءت نتيجة لمطلب جماهيري حيث كان لمسلسل «بقعة ضوء» أثر في المطالبة بهذه الفكرة حيث تعرض للموضوع في إحدى لوحاته وعرض احتجاجات الجماهير على غياب هذه الشخصية التي كان لها أثر في نجاح المسلسل في الجزء الثاني.

هذا الخبر وأتمنى أن يكون صحيحا، هو دليل على أن المخرج بسام الملا يحترم رأي الجمهور ويقدر تعلقهم بـ»باب الحارة»، لذلك فأعتقد بأنه تشاور مع المعنيين بالمسلسل وتوصلوا إلى ضرورة إعادة الفنان عباس النوري للعمل بحبكة جديدة، وذلك لإنقاذ المسلسل الذي فقد بريقه في الجزء الثالث بالغياب اللامنطقي لشخصية «أبو عصام» وقد أوجد غيابه شرخا في العمل، فنحن نعلم بأن جميع الشخصيات هي مكملة لبعضها البعض، وغياب النوري أحدث شرخا كبيرا في هذا العمل، الذي تحمس ولازال يتحمس لمتابعته الكثيرون في الوطن العربي.

إن كان الخبر صحيحا فعلا يا ملا فقد ضمنت نجاح الجزء الرابع قبل تصويره وحتى عرضه، فأنت تعلم بأنه «من شاور العقلاء قطف ثمار عقولهم».

كثيرون هم من كتبوا عن مسلسل باب الحارة 3 أنه فقد بريقه وبدأت أحداثه تكون كما وصفها الكثيرون «بايخة»، ولكن على رغم ذلك تابعوه حتى الحلقة الأخيرة، ومتحمسون لمتابعته من جديد إذا أعيد عرضه على أية فضائية أخرى، بل هم متشوقون لقراءة كل ما يخص الجزء الرابع، وينتظرونه بفارغ الصبر... وإن سألتهم عن أسباب تحمسهم للجزء الرابع على رغم ذمهم لحبكة الجزء الثالث، فإن إجابتهم واحدة: هذا النوع من المسلسلات التي تمثل التراث الشامي فيها جوانب إنسانية نحن نحب متابعتها لنستفيد بها في حياتنا الحالية، وخصوصا بعد أن اتجهت مسلسلاتنا الخليجية والعربية الأخرى لعرض مساوئ المجتمعات دون محاسنها، وهو ما نخجل نحن من متابعتها... ولا يعني هذا أن جميع المسلسلات الخليجية ينطبق عليها الأمر، بل هناك مسلسلات خليجية نحن نفخر بما تعرضه على المشاهدين الخليجيين والعرب، مثل مسلسل أبلة نوره والداية، وصحيح هي تتحدث عن ظواهر سيئة موجودة في مجتمعاتنا وتناقشها بطريقة توصل من خلالها الرسالة للجمهور، طبعا ذلك مقارنة بمسلسلات خليجية أخرى تناقش نفس الموضوع، لكن بأساليب تخدش حياءنا وتنكس رؤوسنا.

ويضيفون: في مسلسل «باب الحارة» يقبض أصحابه على الماضي القريب بلحمه وشحمه، ويمسكون بالصورة كاملة، وبتفاصيل وهوامش تحث مشاهدها على المقارنة بين ماض متخلف تقنيا، ومتقدم إنسانيا، وبين حاضر متخلف تقنيا وإنسانيا معا.