العدد 249 - الإثنين 12 مايو 2003م الموافق 10 ربيع الاول 1424هـ

خلسة ليست لي

لكنني رأيتك تقتنصين الأمل من بين الطرقات، تجففين زرقته وتنحتين من يأس كل ذلك العمر.

حدثتك عن الأسمال وهي تخرج من الأجساد تجرجر الخطايا حتى لا يكون لها أن تبقى مليا، عن الشجر الفارد ظله فينا، وعن السماء المطوية في داخلنا كأنها الجمر...

عن كل ذلك حدثتك.

وكنت حينها تغررين بالأمل، يقتات من يسير الحلم ولا تجدين سواه، تستجلسين الوقت على جراحاتنا الموؤدة ولا تجدين سواها... حدثتك عن النار وهي تزخرف حنايا الليل مبتهجة بكل الهزيع المنتهي منا، عن الماء فاردا أحلامه للمتعبين أشباهنا، وعن البحر يسدل أطيافه فينا... حدثتك/ لو أن ليلا في شغف القول جاء يحلمني ويرصع بهجة أشيائي بحروف رحيمة، لو جاءني بالمسافات البعيدة... بماذا ستسعفك المخيلة، إلى ماذا ستجرك النهارات في بعيد يضيء ولا يسأل أحد؟

بماذا ستجيبين ملكا يرعى موتا ولا يشفع لأحد؟

وعن كل ما لم أقله... حدثتك... وحينها كنت لا ترين أحدا سواك.

شاعر وكاتب من البحرين





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً