يشكو إخوتنا المُعلمون حالهم المزرية ولاسيما معلمي المرحلة الابتدائية من مصيبة التلاميذ غير العرب والمُقحمين إقحاما في فصولهم الدراسية، فتلميذ لا ذنب له أتى مع أسرته من إحدى قرى باكستان أو أحد أزقة بلوشستان لا يعرف كتابة اسمه بلغته على أقل تقدير ليعمل أبوه شرطيا في أحد مراكز الشرطة مثلا أو موظفا حكوميا في إحدى الوزارات الكثيرة، ليرى نفسه في دهليز لا هو إللي فاهم ويش السالفة ولا المُعلم المسكين قادر يتفاهم معه! فيضطر إلى توظيف تلميذ آخر يُدبلج له الحصة في نفس الوقت وكأنه جالس في مؤتمر عالمي أو هو أحد الوفود الرسمية في زيارة الى اليابان مثلا!

المصيبة أن رتم الفصل يكون بطيئا جدا جدا والمُعلم لا حول له ولا قوة بل هو مُجبر على التعامل مع هذه العاهة في الفصل، فترى المُعلم المسكين في حيص بيص، حيث اضطر أحدهم الى تعلم اللغات الأخرى المطلوبة مثل الأوردو والباكستانية وبعض المصطلحات الشعبية لإخوة لنا من سورية والأردن، لأن - وبحسب أحد المعلمين - الماي زاد على الطحين!

وزارة التربية تتعامل مع مشكلتهم بكل أريحية ولا كأن السالفة تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، فهم مهتمون بتدريب المعلمين على أساليب وبرامج تطويرية للتعليم لتنهض بمخرجات التعليم في البحرين بشكل خرافي (بحسب ما قرأت من بعض الأهداف) وفي المقابل لا يعيرون هذه الأزمة والتي تؤثر وبشكل مباشر على مصالح أبنائنا بشكل مباشر وعلى مداها القصير جدا.

فهل تُفكر التربية مثلا في تعليم المعلمين لغات أخرى مطلوبة في المدارس الحكومية، وتدخلهم دورات الدفاع عن النفس وفن فك الاشتباكات والهوشات التي تحوي سكاكين وحدايد من جراء ثقافات العنف التي دخلت علينا في المدارس أو هم راضون بمخرجات نراها وترونها تطب على بوزها من أول فصل دراسي في الدراسات الجامعية!