ملحمة ستانلي كوبريك العلمية العنيفة 2001: الرحلة الفضائية الطويلة العام (1968)، عبارة عن فيلم من ثلاثة اجزاء، يبدأ (ببزوغ الانسان) في الماضي ما قبل التاريخ قبل اربعة ملايين سنة ماضية، الموقع من حيث بدأ الجنس الانساني نفسه، عندما اشرقت الشمس في فجر الحضارة في منظر لصحراء السافنا الافريقية، ظهرت عصابة او قبيلة مسالمة للرجال القرود قبل التاريخ، قصار ومشعرين، يقتاتون الحشائش، يحكون جلودهم ويثرثرون في مجموعات حول حفرة سقاية تجف تدريجيا انهم يشقون طريقهم بصعوبة معا في حياة فقيرة، لا يستطيعون توفير الحماية الكاملة لأنفسهم من العناصر او من المنافسين الاخرين، والحيوانات الضارية وآكلات اللحم. مرت حقب من الازمان لامتناهية عاشت عبرها القرود في سأم ابدي - وتتأقلم مع الكفاح من اجل البقاء. تحتشد عصابة القرود آكلة النباتات مع بعضها بعضا خوفا من الآخرين وبعد ظهور في الضوء الاول للفجر - كتلة طويلة، سوداء، منلثية مستطيلة، ذات صوت طنان مرعب، يتفاعل هؤلاء القرود معها بعصبية ولكن سرعان ما يقتربون منها بحذر، ينجذبون إلى لونها، شكلها وملمسها - ومن ثم يمسونها يلعب الانسان القرد الزعيم بأحد العظام البالية من هيكل ظبي وفي سلسلة حركة بطيئة، يستخدم العظم لتحطيم وتدمير الهيكل العظمي. يتعلم القرد فهم واستخدام عظام الهيكل كأدوات، لبسط سطوته وقوته الضاربة.
وبطريقة اخرى، يقدم المنليث كهدية تساعد الانسان القرد في تحوله إلى طبقة اعلى مع قدرة عقلية وصلاحية على استخدام الادوات (مثل العظام) ثم يستطيع المخلوق قتل جاموس الماء، بأداته الجديدة، في صورة متقطعة متألقة. واصبح الانسان القرد على حافة معلومات - بداية خطوات نحو الانسانية.
لم يعد نباتيا فحسب، اذ ان مجموعة الانسان القرد التي شهدت الانجاز بدأت تأكل اللحم النيء من ضحيتها الطازجة، وعندما تأتي مجموعة اخرى من القرود إلى حفرة فان مجموعة المراقبة تطردها بعيدا بواسطة مهاجمتها والتلويح بأدواتها العظمية، التي تستخدمها الآن سلاحا لقتل او تهديد قرود انسانية اخرى. ومن ثم تكسب القرود مجالا في عالم الحيوان، مكونة منطقتها الاقليمية، وتتخذ خطوة تطورية او تقفز نحو (او بعيدا عن) الانسانية، يستخدم الانسان القرد الزعيم العظم لسحق جمجمة حيوان معارض من اقرب قبيلة اخرى للانسان البدائي. وبينما يستمر في سحق الهيكل بالعظم، وفي حركة بطيئة، فانه يرمي بسلاحه قطعة من عظم في الهواء جذلا. يطير العظم ويدور إلى اعلى، يلتوي قبل ان ينقلب راجعا. في صورة انتقالية عظيمة إلى المجموعة التالية، تستدير الاداة/ السلاح المرمية حالا وتذوب في قمر اصطناعي يدور حول الارض - آلة، اداة، او مكنة تكنولوجية من عصر آخر مستمدة بالكامل من الاداة - السلاح الاول.
نتيجة رائعة اخرى: اثناء تحدث رائدي الفضاء مع بعضهما في غرفة فحص الصوت يسمعهما الكمبيوتر هال الحقود للمركبة الفضائية، قرأت «عين» الكمبيوتر الالكترونية الحمراء شفتيهما من خلال نافذة المقصورة
العدد 247 - السبت 10 مايو 2003م الموافق 08 ربيع الاول 1424هـ