أكد باحث الآثار الإماراتي ناصر حسين العبودي، وحدة النتاج البشري والحضاري في آثار البحرين ومنطقة الخليج والدول المحيطة بها، مشيرا إلى أن آثار العراق هي آثار لبني البشر جميعا وأن أية خسارة لها ستؤثر بشكل رئيسي في الدراسات الحضارية لآثار المنطقة وخصوصا مع فقدان المصدر الأساسي لهذه الحضارة وهو اللقى الأثرية العراقية.
ودعا العبودي إلى حماية هذه الآثار والوقوف بحزم ضد «المتلاعبين» بهذه الآثار والمتاجرين بحضارة وادي الرافدين. مدينا كل ما تعرضت له الآثار والممتلكات الثقافية العراقية من تخريب.
جاء ذلك ضمن فعاليات ندوة «آخر المكتشفات الأثرية في دول مجلس التعاون الخليجي» التي يقيمها قطاع الثقافية والتراث الوطني في الفترة من 10 إلى 11 مايو/أيار الجاري. وتشارك فيها وفود من دول مجلس التعاون الخليجي الست يتحدث كل منهم عن موضوع أثري محدد في دول الخليج العربي.
وفي كلمتها التي ألقتها بالمناسبة، قالت الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن التباحث في موضوع الآثار لاكتشاف منطقة الخليج العربي أمر مهم للغاية، خصوصا بعدما راج أن هذه المنطقة ليست سوى بقعة خالية من الحضارة عزلتها الرمال والصحارى عن التقدم، وجعلت منها منطقة خالية من المدونات الإنسانية، إلى أن جاء إليها المكتشفون الأوائل من الغرب.
وأشارت إلى أنه من خلال مدوناتهم تم رصد الحضارة التراثية للمنطقة والتأكيد أن هذا الجزء من العالم لايزال ينتظر الاكتشاف، ومازالت الرومانسية هي الطاغية على هذا التراث.
وأكدت الوكيل المساعد أنه على رغم مرور أربعة آلاف عام وتغير الكثير من الأمور، إلا أن البشر مع التحول والتطور لاتزال تربطهم وتشدهم إلى ماضيهم آثار هم مطالبون بالحفاظ عليها، لأنها «مازالت تحمينا من الذوبان الكامل في عالم المتغيرات»، ودعت في نهاية كلمتها التي رحبت فيها بالمشاركين في الندوة إلى ضرورة الحفاظ على ما تبقى من آثار في المنطقة.
ثم ألقى باحث الآثار الإماراتي ناصر العبودي كلمة نوه فيها بأهمية هذه الندوة والتاريخ الحضاري لآثار البحرين، إذ انها البلد الرائد في البحث عن الآثار منذ الثلاثينات من القرن الماضي، وتناول استقبال أهل البحرين للبعثة الدنمركية في الخمسينات من القرن العشرين والتي فتحت عصرا مهما في التعرف على الماضي في المنطقة ككل.
وأشار العبودي إلى ما تقوم به هذه الندوة من تقوية أواصر العلاقات العلمية والشخصية بين أبناء المجلس وهو الهدف الذي يسعون إليه دوما. وذكر العبودي أن هذه هي الندوة الثانية بعد ندوة آثار مجلس التعاون التي عقدت في دولة الكويت في خريف العام 2001، مؤكدا أن دول مجلس التعاون في الخليج والجزيرة العربية ما هي إلا حضارة واحدة في عمومها، غير أن لها خصوصيات محلية بسيطة نابعة من ظروف البيئة والطقس والمكان.
وقد اشتملت فعاليات اليوم الأول من الندوة على جلستين، الأولى حاضر فيها مدير بيت الشيخ سعيد في الإمارات عبدالله جاسم المطيري، إذ تحدث فيها عن النقود العباسية في حواضر الجزيرة العربية، ورئيس قسم التنقيب والصيانة في دولة الكويت سلطان مطلق الدويش وتحدث فيها عن نتائج أعمال المسح الأثري لمنطقة شمال غرب وجنوب الكويت، وأدار الجلسة باحث الآثار الإماراتي ناصر العبودي.
فيما اشتملت الجلسة الثانية على محاضرتين أولاهما عن الكنيسة النصطورية في دول الخليج، وألقاها العبودي، فيما كانت المحاضرة الثانية عن المكتشفات الأثرية الحديثة في موقع الأخدود في نجران والتي ألقاها باحث الآثار السعودي عوض الزهراني، وأدار الجلسة رئيس قسم الآثار في قطاع الثقافة والتراث الوطني خالد السندي.
وتشتمل برامج الندوة اليوم على جلستين أولاهما عن الاكتشافات الأثرية في حقل رجوم صعصعة في تيما، للباحث الأثري السعودي محمود يوسف الهاجري، والثانية عن التماثيل الجنائزية في معبد تايلوس ويلقيها اختصاصي الآثار الأول البحريني محمد رضا معراج.
أما الجلسة الثانية فيبدأها اختصاصي التراث الأول البحريني خليل الفرج وتدور حول التوابيت والتعاويذ وجرار الدفن في فترة تايلوس، وتعقبها محاضرة عن نتائج تنقيب البعثة الخليجية في موقع سعيدة الإسلامي للباحث الأثري الكويتي حامد مطلق المطيري. بعدها يقوم الوفد بزيارة استطلاعية لموقعي قلعة البحرين والشاخورة ينهون بها فعاليات الندوة
العدد 247 - السبت 10 مايو 2003م الموافق 08 ربيع الاول 1424هـ