اتهمت السلطة الفلسطينية أمس «إسرائيل» باللعب على المسارات وذلك في معرض ردها على تصريحات شارون بشأن المفاوضات مع سورية. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إنه كانت هناك اتصالات جرت مع سورية، في حين طالب ضابط إسرائيلي كبير بشطب أجزاء من بلدة بيت حانون شمال غزة من الخريطة، وبانتهاج القبضة الحديد ضد الفلسطينيين، ودعا إلى طرد كل من يسكن البلدة في المنطقة الممتدة على مرمى الصواريخ.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي ارييل شارون أعلن مساء أمس الأول استعداده للتفاوض مع سورية من دون شروط مسبقة في مقابلة أجراها مع التلفزيون الإسرائيلي العام.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبوردينة في تصريحان له أمس، إن دعوة شارون لهذه المفاوضات هي عودة للعب على المسارات والضغط على الجانبين الفلسطيني والسوري الأمر الذي من شأنه إضاعة الوقت وهو ما حدث في ظل حكومة باراك.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي سلفان شالوم قال لصحيفة (معاريف) الإسرائيلية، أمس، إنه كانت هناك «اتصالات إسرائيلية - سورية، وصادقنا لبنتسور (مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق) على الالتقاء مع شقيق الرئيس الأسد (ماهر الأسد)، هذه هي الحقيقة، بعد اللقاء عقدنا جلسة موسعة، كان ذلك في ذروة المواجهة الأميركية - السورية في أعقاب الهجوم على العراق، نحن طلبنا في واشنطن من الأميركيين أن يطالبوا سورية بإغلاق مقار القيادات الإرهابية والكف عن تسليح حزب الله والانسحاب من لبنان، واعتقدنا آنذاك أنه في ظل الجو العام، الذي كان عدائيا، ليس هذا هو الوقت لإقامة اتصالات مع السوريين لم نرفض الأمر انتظرنا ولم نغلق أي باب».
وردا على سؤال بشأن «النقطة التي وصلت إليها هذه الاتصالات» قال شالوم: «أقول إني على استعداد للتفاوض مع الأسد من دون شروط مسبقة، فللسلام مع سورية أهمية استراتيجية، إنه ذخر بحد ذاته، لكن من دون أمن لن يكون سلام».
واعتبر شالوم أن زيارة يقوم بها بشار الأسد إلى «إسرائيل» ستكون مماثلة لتلك التي قام بها السادات وأن ذلك سيكون حدثا تاريخيا من دون شك.
إلى ذلك ألغى شارون جلسة حكومته الأسبوعية، التي تعقد أيام الأحد، بسبب الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية الأميركي، كولن باول، ومن المنتظر أن يعقد شارون وباول في ختام لقائهما يوم الأحد، مؤتمرا صحافيا مشتركا وسيلتقي باول، اليوم (السبت)، بعد وصوله إلى «إسرائيل» بنظيره الإسرائيلي، سيلفان شالوم.
ومن جانب آخر طالب النائب السابق لرئيس الموساد الإسرائيلي الجنرال عميرام ليفين، بانتهاج القبضة الحديد والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، بما في ذلك تنظيف مناطق بأكملها من كل ما يقوم عليها، من المباني والمزروعات والبشر! وجاءت هذه الدعوة الفاشية في إطار محاضرة ألقاها الجنرال ليفين في جامعة حيفا، إذ طالب الجيش الإسرائيلي بتحديد شروط اللعبة في ظل الفوضى السائدة، واتخذ من بلدة بيت حانون، في قطاع غزة، مثالا للسياسة التي يدعو إلى انتهاجها، قائلا: «لم أكن لأخجل بانتهاج العقاب الجماعي في بيت حانون وإبلاغ الفلسطينيين بأنه في حال سقوط المزيد من صواريخ الكاتيوشا، سنأخذ مسطرة ونقيس على خريطة المنطقة الممتدة على مدى مرمى الصواريخ ثم نقوم بطرد السكان وتسوية هذه الأرض بالجرافات».
واشترط ليفين تطبيق هذه السياسة بالتقدم نحو حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، إذ دعا إلى إقامة دولة فلسطينية شريطة تنازل الفلسطينيين عن حق العودة. ولم يمانع في التخلص من بعض مناطق القدس الشرقية والمقدسات العربية وضمها إلى السلطة الفلسطينية، باعتبار أن ذلك سيكون في مصلحة «إسرائيل»، بحسب تعبيره.
وقال: لن يضيرنا التخلص من 300 - 350 ألف فلسطيني، وإذا أرادوا إقامة عاصمتهم في تلك المناطق من القدس، فليكن.
وبالمقابل دعا عضو الكنيست من حزب «ميرتس» اليساري، أفشالوم فيلان، شارون، إلى وقف سياسة الاغتيالات لفترة أسابيع من أجل تغيير الأجواء في المنطقة ومنح فرصة لزيارة وزير الخارجية الأميركي، كولن باول، ومن أجل تطبيق «خريطة الطريق».
وعلى الصعيد الميداني أفادت مديرية الأمن العام الفلسطينية في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت سبعة منازل في منطقة المحطة شرقي مدينة دير البلح.
وزعمت سلطات الاحتلال أن قوات من الجيش عثرت في المنطقة خلال عمليات تمشيط قرب مستوطنة «كفار داروم»، على مواد متفجرة بزنة 100 كغم قرب المكان الذي انفجرت فيه يوم أمس الأول سيارة مفخخة.
وفي رفح شيع الفلسطينيون الشهيد عبدالكريم عفانة (22 عاما)، وعبر المشيعون عن سخطهم واستنكارهم الشديدين، لما يرتكب من جرائم قتل تطال المدنيين العزل داخل بيوتهم الآمنة.
وكانت كتائب الشهيد عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت مسئوليتها عن قصف بلدة سديروت، والمنطقة الصناعية في ابرز، ومستوطنة كفار عزة، بسبعة صواريخ من طراز القسام صباح أمس.
وقالت الكتائب في بيان لها وزع على وسائل الإعلام إن قواتها قصفت سديروت بثلاثة صواريخ من نوع قسام 2 وقصفت «ابرز» بصاروخين من نوع قسام 2 ومستوطنة «كفار عزة» بصاروخين من نوع قسام 1، وإن «هذا القصف جاء ردا على تصاعد إرهاب دولة الاحتلال، والذي طال أمس بصواريخه القائد الميداني في الكتائب أياد البيك».
وذكرت الكتائب في بيانها إنها قصفت مساء أمس الأول مستوطنة «نفيه ديكاليم» الجاثمة على الأراضي الفلسطينية غرب خان يونس، بخمس قذائف هاون، وقصفت مستوطنة «إيلي سيناي» الجاثمة على الأرض الفلسطينية شمال بيت لاهيا بقذيفتي هاون من عيار100 ملم. كما قالت كذلك إنها قصفت مستوطنة «موراج» شمال رفح بالصواريخ.
وأعلنت رفضها لخريطة الطريق الأميركية، قائلة «إن هذه العملية تؤكد رفضنا لكل الخرائط المطروحة»، «فلا توجد في أذهاننا سوى خريطة فلسطين، وستبقى بنادقنا مشرعة وحقنا في الجهاد والمقاومة قائم ومستمر غير قابل للمساومة أو التفريط».
محاكمة أقارب بريطاني حاول شن هجوم في «إسرائيل»
لندن - رويترز
مثل أقارب بريطاني متهم بمحاولة شن هجوم استشهادي في «إسرائيل» أمام المحكمة أمس متهمين بارتكاب مخالفات «إرهابية» ذات صلة بالقضية. ومثلت زوجة وشقيقة وشقيق عمر شريف أمام محكمة بوستريت بتهمة حجب معلومات عن السلطات كان من الممكن ان تحول دون حدوث «عمل إرهابي». وتعتقد السلطات ان شريف (27 عاما) فر من ملهى ليلي في تل ابيب يوم 30 ابريل/ نيسان حين لم تنفجر الشحنة التي كان يحملها في هجومه الاستشهادي. أما شريكه المزعوم البريطاني اصف حنيف فنجح في تفجير نفسه في الملهى ما أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح 55. ولم تتقدم زوجة شريف طاهرة تبسم (27 عاما) وشقيقه زاهد حسين شريف (46 عاما) وشقيقته بارفيف أكثر شريف (35 عاما) بأية دفوعات للمحكمة التي أمرت باستمرار احتجازهم إلى حين مثولهم أمام محكمة اولد بيلي بلندن في 19 مايو/أيار. وتواجه الأخت اتهامات اشد، منها المساعدة والتحريض وتدبير أعمال إرهابية في الخارج وهي تُهمُ تصل عقوبتها القصوى إلى السجن مدى الحياة.
عرفات يعين موالين له في مناصب عليا بالسلطة الفلسطينية
رام الله - د ب أ
ذكرت تقارير أمس أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عين 58 شخصا من الموالين له في مناصب رئيسية في السلطة الفلسطينية.
وذكرت وكالة الأنباء الإسرائيلية (ايتيم) ذلك نقلا عن مسئول فلسطيني كبير اشترط عدم الكشف عن اسمه.
وقال المسئول إن عرفات قصد بهذه الخطوة تعزيز نفوذه داخل السلطة الفلسطينية وإن هذا الإجراء «أثار غضب» رئيس الوزراء محمود عباس ووزراء آخرين.
وقال المسئول إن معظم الذين عينهم عرفات من أعضاء حركة فتح التي يتزعمها وانه أسند إليهم مناصب في وزارة الداخلية وهو ما يعني السيطرة التامة على أجهزة الأمن الفلسطينية
العدد 246 - الجمعة 09 مايو 2003م الموافق 07 ربيع الاول 1424هـ