القدس - جاستين هوجلر (خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»بيروت - منى سكرية
09 مايو 2003
يصل القدس اليوم وزير الخارجية الأميركي كولن باول لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس والدفع باتجاه تنفيذ «خريطة الطريق لاحلال السلام في المنطقة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة العام 2005». ولا يبدو أن هناك أي تقدم منذ اشهار خريطة الطريق قبل أسبوع، فالعنف مازال متواصلا من الطرفين. وقد قتل رضيع فلسطيني برصاص الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة، وجرحت يوم أمس طفلة إسرائيلية عمرها 10 سنوات عندما هاجم فلسطينيون منطقة قريبة من قطاع غزة مستخدمين صواريخ مصنعة محليا.
وإلى حد الآن فان الإسرائيليين لم يعلنوا موافقتهم على خريطة الطريق، وأحد أهم أهداف زيارة باول اقناعهم بالخطة. وكان شارون قد أجرى لقاء تلفزيونيا امتدح فيه سعي أبومازن للسلام وقال «إنه مستعد للسلام مع سورية». ويشير المسئولون الإسرائيليون إلى أن شارون يود اللقاء بأبومازن، إلا أن الأخير يرفض ذلك لأن الحكومة الاسرائيلية مازالت تغتال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وقد تم اغتيال أحد زعماء «حماس» يوم الخميس الماضي بعد أن أطلقت مروحية إسرائيلية ثلاثة صواريخ على سيارته.
الى ذلك أكد المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله ان العراق لايزال في مهب الفوضى الامنية والصحية والاجتماعية والانهيار الاقتصادي، لان الاحتلال الأميركي جعل من الشعب مختبرا للتجارب، في الوقت الذي بدأ يمنح فيه الشركات الاميركية الاحتكارية أكثر من فرصة لاستغلال الثروات العراقية.
واعتبر زيارة باول للمنطقة رسالة ضغط وتهديد للعالم الاسلامي والعربي بأسلوب دبلوماسي لأن الحرب أسقطت الجزرة وأبقت على العصا، وعدم السماح لهم بالتدخل في العراق الاميركي أو خريطة الطريق الفلسطينية، لأن أميركا تريد ان تبدأ في تنفيذ مفاعيل حرب العراق لإكمال مشروعها الاستكباري لخدمة مصالحها ومصالح «اسرائيل» في المنطقة.
واشنطن - محمد دلبح
قررت سلطات الاحتلال الأميركي في الموصل فرض رقابة مباشرة على ما يعد ويبث من تلفزيون الموصل. وقال قائد الفرقة الأميركية 101 المحمولة جوا الجنرال ديفيد بيتروس إنه ينظر في وضع «ضابط أميركي ومترجم في محطة تلفزيون الموصل لمراقبة ما تبثه على الهواء». وقال في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست «إنني أريد أن أتأكد أنه ما من شيء يبث للتحريض على العنف في المدينة التي كانت متوترة التي استولينا عليها قبل أسبوعين ونصف والتي لا يزال شعبها يعارض كليا ما تفعله القوات الأميركية ويريدون القيام بشيء بشأنه». والمشكلة التي تواجه قوات الاحتلال الأميركي في الموصل بشأن السيطرة على وسائل الإعلام هي مشكلة يتعين التعامل معها في كل المدن العراقية الرئيسية التي كانت محطات الإذاعة والتلفزة فيها تديرها حكومة الرئيس صدام حسين. وقال بيتروس: إن مشكلة ما تبثه محطة تلفزيون الموصل قد أثير معه أخيرا فقط. ومع ذلك فإنه أمر بدفع رواتب مديرها وموظفيها. وقال إنه يعمل مع محامين وغيرهم لتحديد الظروف التي يمكن أن تبقي البرامج بعيدة عن البث، وقال «نعم إن ما ننظر فيه هو الرقابة... وباستطاعتك أن تراقب شيئا يهدف إلى إلهاب العواطف». مشيرا إلى خبرته في البوسنة إذ التلفزيون المحلي هناك كان يستخدم بين الحين والآخر لإثارة مشاعر الناس. مؤكدا أن الرقابة على بث تلفزيون الموصل قد أصبح مسألة حساسة له. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت يوم الخميس أن بيتروس أمر بالاستيلاء على محطة الموصل. ويخشى بيتروس من أن يجد السياسيون المحليون والمعارضون السابقون طريقهم على الهواء من أجل الدعاية غالبا لأنفسهم وللتحريض في بعض الأحيان على العنف. وقد حدث ذلك مع المعارض العراقي في الخارج مشعان الجبوري الذي استخدم تلفزيون الموصل لإعلان نفسه محافظا للمدينة في منتصف شهر إبريل/نيسان الماضي وقد وصفه بيتروس بأنه «سياسي خارج على القانون».
وتتضمن ساعات بث تلفزيون الموصل التي تصل إلى خمس ساعات ليلا تقارير إخبارية من قناة الجزيرة وتصريحات وخطب لشخصيات محلية ومقابلات مع محافظ المدينة المنتخب حديثا إضافة إلى بيانات عسكرية أميركية عن تجنب القذائف غير المتفجرة أو عن الخطط المتعلقة بحصاد القمح.
طهران، واشنطن - حسن فحص، أ ف ب
حذر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الإدارة الأميركية من رغبتها بحكم العراق مشيرا الى ان إيران لن تقف على الحياد في حال قامت أميركا بإدارة العراق وتجديد الاستعمار وانشاء وكر في العراق يهدد أمن جيرانه.
واتهم رفسنجاني في خطبة الجمعة، أميركا بأنها توزع الاتهامات على الآخرين بالتدخل في الشأن العراقي وعرقلة مسيره اعادة الاستقرار إليه، بغية تغطية المشكلات التي خلقتها فيه و«هذا امر لا يقبله احد».
وتابع رفسنجاني «ان الجميع يعرف ان إيران في قضيتي أفغانستان والعراق لم تقم بحماية «طالبان» ولا النظام الصدامي وأكدت قبل الحرب انها تخالف استمرار هذا النظام، ووقفت خلال الحرب على الحياد».
وتابع رفسنجاني: «إلا انه فيما يتعلق بمستقبل العراق فإنه إذا أرادت أميركا ان تديره فإن إيران لن تبقى على الحياد، وطبعا الشعب العراقي لن يقبل». وأكد رفسنجاني ضرورة تعاون المسلمين كافة لمنع تجديد الاستعمار في العراق وألا يسمحوا بإنشاء وكر يهدد أمن جيرانه.
وأكد رفسنجاني ان المشكلات الأميركية لن تحل بعد رحيل صدام ايضا، محملا القوى المحتلة مسئولية جميع المشكلات الصحية والأمنية في العراق، وأشار إلى تراجع أميركا عن حكومتها النظامية نتيجة الرفض القاطع للشعب العراقي، وتابع مخاطبا الإدارة الأميركية «كانوا مطمئنين انه لا يمكنكم حكم العراق بشكل مباشر او غير مباشر، وان لا احد على استعداد للانصياع لحاكم غريب».
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الولايات المتحدة في انتظار التقرير الذي ستصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن بلاده أعربت دوما عن القلق لسعي إيران تطوير قدراتها النووية.
وعلى صعيد آخر، أفاد التلفزيون الإيراني أمس ان مجلس صيانة الدستور الإيراني رفض مشروع قانون ثان من الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي يعترض فيه على هيمنة المحافظين على السلطة. وأعاده مجلس صيانة الدستور إلى مجلس الشورى من أجل المراجعة.
هذا النص الذي يهدف إلى السماح للرئيس الإيراني بتعليق قرار قضائي يعتبر مخالفا للدستور. ومن خلال عرضه مشروع القانون هذا، أراد الرئيس خاتمي الرد على قيام القضاء بإغلاق عدة صحف إصلاحية، بلغ عددها أكثر من 95 خلال ثلاث سنوات، وعلى المحاكمات السياسية بحق المسئولين الإصلاحيين وقادة الحركات الطلابية ومسئولين من المعارضة الليبرالية.
ويقول الاصلاحيون «إن قرارات القضاء الذي يسيطر عليه المحافظون يهدف إلى الحد من هامش مناورة مناصري الرئيس خاتمي ومنع تطبيق إصلاحاته».
وفي 2 ابريل/نيسان رفض مجلس صيانة الدستور مشروع قانون أول عرضه خاتمي يهدف إلى إصلاح القانون الانتخابي من أجل منع مجلس صيانة الدستور من رفض المرشحين الإصلاحيين بكثافة خلال الانتخابات التشريعية في العام 2004 والرئاسية في العام 2005
العدد 246 - الجمعة 09 مايو 2003م الموافق 07 ربيع الاول 1424هـ