وجهت القوات الأميركية في العراق إنذارا نهائيا يوم أمس الجمعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بأن تلقي أسلحتها والاستسلام أو تواجه هجوما من القوات الأميركية .وقال ضباط عسكريون أميركيون ان مجاهدي خلق التي تمارس عملها ضد النظام الإيراني من الأراضي العراقية في فترة نظام حكم الرئيس صدام حسين قد تم تطويقها في منطقة بعقوبة حيث توجد معسكراتها على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من بغداد .وقال مسؤولون أميركيون ان قواتهم مستعدة لمعركة على نطاق واسع ولكنهم كانوا يجرون مفاوضات مع قيادات مجاهدي خلق. وقالت سلطات الاحتلال الأميركي أن المجموعة أقامت في الأيام الأخيرة حواجز مجابهة خارج بعقوبة كما تقوم بدور نشط ومسلح في المنطقة وهو أمر ترى فيه تحديا لسلطاتها.
وكانت القوات الأميركية وقعت يوم الخامس عشر من شهر إبريل / نيسان الماضي اتفاقية هدنة مع مجاهدي خلق تسمح لها بالإبقاء على أسلحتها ومعداتها العسكرية الأخرى للدفاع عن نفسها ضد أي هجمات تدعمها إيران .وقد وصفت وزارة الخارجية الأميركية حينئذ الاتفاقية بأنها «مقدمة لاستسلام المجموعة». كما أن الاتفاقية واجهت انتقادا شديدا من الحكومة الإيرانية واصفة سياسة الولايات المتحدة تجاه مجاهدي خلق بالنفاق حيث تصف المنظمة بالإرهاب ومع ذلك فهي لا تزال توافق على وجودها .وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي ان الاتفاقية وجهت ضربة شديدة لمكانة أميركا وقد أظهرت أن الحكومة الأميركية لم تكن صادقة عندما تحدثت عن الإرهاب.
وكان قرار الدفع باتجاه استسلام مجاهدي خلق قد اتخذ في اجتماع في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وهو جزء من صراع أكبر داخل حكومة بوش حول سياستها تجاه إيران التي لها حدود طويلة مع العراق مما يثير مخاوف المسؤولين الأميركيين من قدرة طهران على إثارة مقاومة ضد الاحتلال العسكري الأميركي في أوساط العراقيين وخاصة في جنوب العراق. ويرغب مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية تحسين العلاقات مع إيران، ولكن البنتاغون ومتطرفي البيت الأبيض يسعون لتصعيد المواجهة مع إيران بإثارة الاتهامات بدعم ما تسميه واشنطن «الإرهاب»، والسعي للحصول على أسلحة نووية
العدد 246 - الجمعة 09 مايو 2003م الموافق 07 ربيع الاول 1424هـ