يصل رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم صباح اليوم السبت الى البصرة التي ستقيم احتفالا بهذا «اليوم الكبير». ويتوجه بعد ذلك لزيارة عدد من مدن الجنوب العراقي قبل ان يصل الى مقر اقامته في النجف الاشرف.
الى ذلك قال احد المعارضين المشاركين في اختيار الحكومة الانتقالية موفق الربيعي ان «عودة الحكيم ستعزز استقرار الوضع العراقي قبل بدء مؤتمر المعارضة المتكون من قرابة 350 شخصية للموافقة على حكومة انتقالية»، مستبعدا اية خلافات في النجف التي قال انها ستكون طرفا قويا في تحديد مستقبل العراق.
وفي نيويورك أمس حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا اقناع مجلس الامن بانهاء العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على العراق قبل 12 عاما ومنحهما السيطرة على النفط العراقي لمدة عام على الاقل.
ومن الناحية الفعلية يحول القرار الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى الى مجرد لجنة استشارية تراجع كيفية انفاق اموال النفط .وستستخدم العائدات لاعادة الاعمار والاغراض الانسانية.
وسينهي بشكل تدريجي برنامج الامم المتحدة الانساني للنفط مقابل الغذاء خلال اربعة اشهر.
وتعول ادارة الرئيس جورج بوش على الحصول على موافقة روسيا وفرنسا والصين والمانيا والتي كانت من اكثر الدول تشددا في معارضة الحرب في مجلس الامن الدولي مع قول مسؤولين انه لا يوجد استعداد يذكر لخوض معركة شديدة اخرى.
وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان بلاده ستقوم بدور بناء .واصدر بيانا كرر فيه مطلب فرنسا بأن تقوم الامم المتحدة بدور محوري في عراق ما بعد الحرب .لكنه لم يحدد هذا الدور.
عواصم - وكالات
بعد 23 سنة أمضاها في المنفى في إيران، يفترض أن يصل رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم صباح اليوم السبت إلى البصرة (جنوب العراق) التي ستقيم احتفالا بهذا «اليوم الكبير».
وأعلن مسئول رفيع المستوى في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق التي كانت كبرى حركات المعارضة الشيعية للنظام العراقي السابق، أن آية الله الحكيم «سيصل صباحا (السبت) وسيوجه كلمة إلى السكان».
وقد جاب ناشطون في هذه الحركة أمس الجمعة شوارع البصرة (550 كلم جنوب العراق) بالسيارات معلنين عبر مكبرات الصوت ان «آية الله محمد باقر الحكيم سيكون عند الساعة التاسعة صباحا في البصرة».
وكان من المقرر أصلا عودة رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق إلى البلاد في 28 ابريل/ نيسان. لكن مجيئه أرجئ من دون الإعلان عن أي سبب لذلك.
وأفادت شائعة في البصرة حينذاك أن العسكريين البريطانيين اعترضوا على مجيئه، فيما قالت مصادر عراقية إن هناك «اتفاقا» بين المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والجيش البريطاني.
وبعد البصرة، سيتوجه آية الله محمد باقر الحكيم إلى مدينة النجف الشيعية المقدسة، مسقط رأسه.
أما عبدالعزيز الحكيم، شقيق آية الله محمد باقر الحكيم والرجل الثاني في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فموجود في العراق منذ 16 ابريل/ نيسان ويمثل حركته في اجتماعات المعارضة السابقة في بغداد.
وعلى رغم معارضته احتلال القوات الأميركية والبريطانية العراق ومشاركتها في إعادة البناء السياسي في البلاد، يشارك المجلس في الاجتماعات التي تنظمها واشنطن.
وفي طهران، أكد رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الحكيم في خطابه الوداعي للشعب الإيراني استقلال وبسط العدالة وإعادة بناء العراق وإقامة علاقات جيدة مع الدول الجارة باعتبارها مطلبا ورغبة شعبية عراقية، معربا عن شكره للجمهورية الإيرانية على استضافتها المعارضين العراقيين على أراضيها.
على صعيد آخر أكد وزير المخابرات الإيراني علي يونسي أن إيران مصممة على توفير الأمن والاستقرار في العراق دون التدخل في شئونه الداخلية مشيرا إلى «ان إيران لم ترسل قوات لضرب المنافقين (مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني الموجودة في العراق على الحدود مع إيران) في الظروف الراهنة لاعتقاد إيران بأنه سيتم القضاء على هذه المجموعة ما دام الشعب العراقي قد انتصر» نافيا وجود أي قلق إيراني من تهديد امني من قبل هذه المنظمة باعتبار أن مصيرها ارتبط بمصير صدام، وان إيران لن تعطي ذريعة في هذا المجال لأحد . وعلى صعيد آخر أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في فروتسواف (بولندا) على ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة «دورا محوريا» في إعادة إعمار العراق، مشيرا إلى أن فرنسا ستشارك في المحادثات عن مشروع قرار في الأمم المتحدة «بذهنية منفتحة وبناءة».
وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس البولندي الكسندر كفاشنيفسكي والمستشار الألماني غيرهارد شرودر «لا أنوي إعلان موقف سابق لأوانه عن التفاصيل».
وأضاف «أؤكد في الوقت الحاضر استعداد فرنسا (...) لخوض هذه المحادثات بشأن مستقبل العراق بذهنية منفتحة وبناءة».
وقال إن «الهدف هو إعادة إعمار العراق اقتصاديا وسياسيا واستعادة سيادته التامة في اقرب وقت ممكن».
كما ذكر وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان بضرورة أن «تضطلع الأمم المتحدة بدور مركزي» في إعادة إعمار العراق في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لرفع مشروع قرار للأمم المتحدة لا يعطي هذه المنظمة سوى دور ثانوي. وقال دو فيلبان في بيان «بعد المرحلة الطارئة، فإن أولى أولوياتنا هي قيام نظام عراقي مستقر وديمقراطي ومعترف به على الصعيد الدولي. ان المشاركة القوية للمجتمع الدولي، والتي تأتي من خلال دور محوري للأمم المتحدة، لابد منها لضمان شرعيته».
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي من جهة أخرى أن إقامة السلام في العراق «تستدعي تعبئة الجميع» و«تتطلب وحدة المجتمع الدولي».
أما المستشار الألماني غيرهارد شرودر فأكد أن موقف بلاده المعارض للحرب ضد العراق سيظل ثابتا في أية نزاعات مستقبلية، موضحا أن ذكريات الهزيمة في الحربين العالميتين الأولى والثانية خلال القرن الماضي حولت معظم الألمان إلى دعاة سلام.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شرودر قوله خلال الاحتفال بالعيد المئة للغرفة التجارية الأميركية في برلين إن الرأي العام الالماني يجب أن يكون مقتنعا بأن اللجوء إلى القوة العسكرية يجب أن تكون الوسيلة الأخيرة التي لا مفر من استخدامها لحل النزاعات. كما اعتبر رئيس الوزراء البولندي السابق ومقرر الأمم المتحدة السابق ليوغوسلافيا السابقة تادوش مازوفسكي ان بولندا يجب أن تمثل مصالح أوروبا في واشنطن وان تحرص على ألا تكون «مجرد غطاء» في النزاع العراقي.
وفي مقابلة مع صحيفة «غازيتا ويبروسا» نشرت أمس طالب رئيس الوزراء السابق بحزم بتفويض من الأمم المتحدة لعمليات إرساء الاستقرار في العراق.
وتابع انه «في مواجهة أميركا، علينا أن نمثل مصالح أوروبا، قد يكون عبر اتصال أوثق مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير» محذرا بولندا من ان تستخدم مجرد «غطاء» لاسيما بالنسبة إلى واشنطن. وقد أعلنت رومانيا انها سترسل قوات للمشاركة في قوة لحفظ السلام في العراق وذلك في استجابة لمطلب تقدمت به واشنطن الشهر الماضي. وقال نائب وزير الدفاع الروماني جورج مايور في بيان «ستضم القوة العسكرية كتيبة وعناصر من الشرطة العسكرية والمهندسين العسكريين». وكانت رومانيا أرسلت في وقت سابق 278 فردا من القوات غير القتالية إلى الخليج. وتم نشر 60 جنديا من المدربين على الرد على هجمات كيماوية ونووية وبيولوجية في الكويت في أوائل ابريل/ نيسان الماضي. وقالت بلغاريا في وقت سابق هذا الأسبوع إنها تعتزم إرسال نحو 450 فردا للمشاركة في قوة حفظ السلام في العراق.
واشنطن - أ ش أ
أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمس انه لا يعلم على وجه التحديد الوقت الذي سيستغرقه بقاء القوات الأميركية في العراق.
وأشار رامسفيلد - خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع قائد القيادة المركزية الأميركية بمقر وزارة الدفاع الأميركية تومي فرانكس إلى أن بقاء القوات الأميركية في العراق سيتوقف على مدى الأمن والاستقرار الذي وصلت إليه البلاد وأن الولايات المتحدة يجب أن تتأكد من استقرار هاتين النقطتين قبيل مغادرتها للأراضي العراقية. ومن جانبه أوضح فرانكس أن القوات الأميركية مستعدة للبقاء في العراق طالما استدعت الأمور ذلك. وأكد كلاهما على نجاح الخطة العسكرية الأميركية لضرب العراق وأشار رامسفيلد إلى أن الخطة العسكرية جاءت خلافا لما توقعه العالم. كما امتدح فرانكس هذه الخطة واصفا إياها بالممتازة وأشار إلى أن الحرب على العراق لم تؤثر على البنية الأساسية العراقية ولم تؤد إلى وقوع كارثة إنسانية في البلاد أو فرار عدد كبير من اللاجئين
العدد 246 - الجمعة 09 مايو 2003م الموافق 07 ربيع الاول 1424هـ