العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ

النوري: تأصيل قيم الوحدة أولوية لإعلام عاشوراء

رأى الشيخ سعيد النوري أنه «من الضروري لإعلام عاشوراء أن يركز جهده لتأصيل الأهداف والقيم التوحيدية على المستوى المضمون الداخلي والخارجي للمجتمع التوحيدي, من دون التقوقع في أحدهما وتعطيل الآخر».

ووجد النوري في ورقته البحثية المقدمة في مؤتمر عاشوراء الثالث الذي يقيمه المجلس العلمائي أن «الثورة الحسينية تهدف لتأصيل المشروع التوحيدي النهضوي فكريا ومعنويا واجتماعيا, وكشْف الأبعاد والعناصر المكونة له»، محددا أنه «لولا الثورة الحسينية لكانت تشوهت بصورة نهائية معالم وعناصر المشروع التوحيدي النهضوي الذي دعا له كل الأنبياء والرسل الكرام (ع), وسعى القرآن الكريم لتأصيله بعناصره وأبعاده المختلفة».

وناقش النوري عنوان «المعالم الثقافية لإعلام عاشوراء»، معتبرا القيم والأهداف هي البعد الثابت والمرشد والموجه والمبادئ الواقعية في إعلام عاشوراء، بينما تمثل الآليات البعد النسبي والمتغير والوسائل والآليات التي تصاغ وفق مقتضيات الآليات.

وأشار النوري إلى أن البحث بشأن إعلام عاشوراء يحمل مستويين مختلفين، هما القيم والأهداف، والآليات والأدوات الإعلامية، مقسما آليات الإعلام والتبليغ العاشورائي إلى قسمين: الأول هو الممتد التاريخي لوصايا أهل البيت(ع) من قبيل الزيارة والشعر والمنبر، والثاني الآليات الجديدة التي تدخل ضمن الوصايا الإجمالية من مسرح وفضائيات ومواقع إلكترونية. ووجد النوري أن في البحرين الكثير مما يرتبط بالآليات، وذلك من خلال المآتم والمواكب الحسينية والتسجيلات والمسرح، مع ظهور المواقع والفضائيات بما تمثل من ظاهرة إعلامية مميزة ومؤثرة. واستعرض النوري رؤى مختلفة في دراسة قيم وأهداف إعلام عاشوراء،إذ بين أنه بالإمكان تصنيفها لعدة مواقف، منها الرؤية العاطفية والتربوية، إلى جانب الرؤية الاجتماعية والسياسية.

وعرّف الرؤية العاطفية بأنها الرؤية التي تنطلق من فكرة مفادها «أن الهدف المحوري لإعلام عاشوراء هو تعميق وتنمية الارتباط الولائي العاطفي بأهل البيت (ع). وهذا ما يلتزم به العلماء إجمالا، عندما يتم الاستناد فيها للنصوص الكثيرة الواردة عن أهل البيت (ع), والتي تؤكد بصورة خاصة على البعد العاطفي والروحي لإعلام عاشوراء.

ووجد أن الرؤية الاجتماعية والسياسية تنطلق من كون الثورة الحسينية ثورة إنسانية في المقام الأول, وتمثل ثورة المظلوم المستضعف على الظالم المستكبر. حتى قال بعض الباحثين, إنك إذا أردت أن تعرف هدف الثورة الحسينية ما عليك إلا أن تعيش إنسانيتك وتفترض نفسك في مثل الظروف التي عاشها وعاصرها الإمام الحسين (ع). وتستند هذه الرؤية إلى شعارات العزة والعدالة والحرية التي رفعها الإمام الحسين (ع) وحلل أن الإعلام وفق هذه الرؤية يتمحور حول قيم الإصلاح والنهضة والعدالة والعزة. وتوقف النوري لدى الرؤية التوحيدية الشاملة متحدّثا عن عناصر المشروع التوحيدي، منطلقا من التأمل المتأني في القرآن الكريم, يمكن الاستنتاج أن الأنبياء والرسل الكرام كانوا بصدد الدعوة لتأسيس مشروع توحيدي متكامل العناصر والأبعاد.

ولخّص عناصر المشروع التوحيدي المتكامل في القيم والأهداف التوحيدية، وهي القيادة الربانية التي استطاعت تحقيق التكامل الإنساني في بنائها الداخلي والخارجي, فوصلت لأسمى درجات الحكمة والتزكية داخليا. ولفت النوري إلى أن القرآن الكريم ركّز على مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما يستوعب بصورة متوازنة الصياغة الداخلية، بحكمة وتزكيه، إلى جانب الخارجية قسطا وعدلا.

إعلام عاشوراء... والرسالة الثقافية المعاصرة

وخلص النوري إلى أن إعلام عاشوراء يمثل صدى للثورة الحسينية العاشورائية, ولذلك فهو مناط به مسئولية التأصيل الثقافي والمعنوي والاجتماعي للمشروع التوحيدي, وتعبئة الأمة نحو تجسيد هذا المشروع واقعيا. مبينا أنه يمكن تحديد هذا الهدف الإجمال بتركيز الجهد لتأصيل الأهداف والقيم التوحيدية على المستويين الداخلي والخارجي.

وأكد أن من الأخطار الكبيرة التي تقع بسبب عوامل ذاتية وموضوعية ضاغطة, هو أن يتم تحجيم المشروع الإسلامي في البعد التربوي الداخلي والبعد الخارجي السياسي. وهي الأخطار نفسها التي تفجرت الثورة الحسينية بكل تضحياتها ودمائها لأجل مكافحتها في العصر الأموي.

المريخي: ندعوا لاستمرار مثل هذه المؤتمرات

أكد الشيخ راشد المريخي أن مؤتمر عاشوراء حظا برجالات وسادة علماء حضروا فيه، وهو لشيء مشرف يعمل فيه كثير من الناس.

وقال المريخي في تصريح خاصٍ لـ «الوسط»: «لأول مرة أحضر مثل هذه المؤتمرات، وهي إذ تركز على توضيح ثورة الإمام الحسين للذين لا يعرفون عنها، ويشككون فيها، ونظرتهم قاصرة في سيدنا الحسين».

ووصف المريخي مؤتمر عاشوراء أنه ثريٌ بالدين واستطاع أن يحتضن جمعا من الناس سنة وشيعة، عربا وغيرهم، وذلك يحسب له نجاحا.

وأكد المريخي أنه لو عرض عليه المشاركة في هذا المؤتمر لقبل ذلك بكل رحابة صدر، لافتا إلى أن الناس بحاجة إلى مثل هذه المؤتمرات التي تشجع على الأجواء الإيمانية والوحدة الإسلامية، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل استمرارها وبقائها.

العبيدان يدعوا لإبعاد الشعائر الحسينية عن السلبية

أكد عالم الدين السعودي الشيخ محمد العبيدان على إيجابية الشعائر الحسينية وابتعادها عن الخط السلبي، على ألا تكون هذه الممارسات سببا لهتك حرمة الإسلام، أو مذهب أهل البيت(ع)، أو تشويه الرؤية له، التي تكون ذات شكل لا ينسجم مع الأهداف الحقيقية له. مشيرا إلى أن ذلك ما يمكن ملاحظته في بعض الممارسات التي لا يوجد لها مثيل في أي لون من ألوان العبادات والسلوك الذي أقرّه الشارع المقدس في مقام التعبير عن الارتباط بالله تعالى.

وتناول العبيدان في ورقته إعلام عاشوراء في محورين هما الإعلام المضاد والإعلام الحسيني للثورة، متحدثا في ذلك عن أساليب إعلام الثورة في عهد الإمام الحسين والأئمة وطبقا للوسائل الحديثة.

وبيّن العبيدان أن تحريف الأحاديث الشريفة هو ما مارسه الأمويون، والأمة تعاني حتى الآن من التضليل والتشويه للحقيقة، وهو ما أدى إلى انحراف الأمة عن مسارها الطبيعي، مشيرا إلى أن ذلك أسهم في قصور الوعي وإطباق حالة من الجهل عليها.

وأضاف العبيدان إلى ذلك ترويج الشائعات، والتي استخدمت في أوقات مختلفة، فهم - الأمويون - أشاعوا في يوم صفين أن الإمام علي وقومه لا يصلون ولا يصومون، وهو ما حشّد الناس لقتالهم، موضحا أن تلك الشائعات لم تقف عند الإمام علي وإنما تواصلت على أبنائه وخصوصا الإمام الحسين.

وذكر أن الأمة ما زالت تعيش في الشائعات وترويجها، ويستفاد من كبار الرجال لنشر الدعايات والأوهام، ومحاولة تبرئة الظالمين وتطهيرهم من الإثم الذي ارتكبوه.

ورأى العبيدان في محور الإعلام الحسيني أن للأئمة «ع» دور في إبراز صورة النهضة الحسينية على حقيقتها وإعطائها السمة الواقعية التي هي عليها.

وعرض العبيدان الأساليب التي استخدمها الإمام الحسين قبل ثورتها وأثناءها، منها الخطب والكلمات التي ألقاها في المدينة ومكة وكربلاء، موضحا أنها تتولى الإشارة لكثير من الأمور التي تهم الأمة، فهو يوضح من خلالها الهدف والغاية التي خرج من أجلها، واعتبر العبيدان أن هذا النوع من الإعلام الصريح يعتبر من أفضل الأساليب الإعلامية الصريحة التي تكشف عن صدق القول وانطباقه على الفعل.

وتطرق العبيدان إلى الوسائل الإعلامية التي استخدمها أهل البيت(ع)، والتي يمكن الاعتماد عليها في الوقت الراهن لتعريف المجتمع العالمي بالحسين(ع) ونهضته الإنسانية.

وبشأن المضمون ومحتوى الشعائر فوجد العبيدان أن هنالك خطان إيجابي وسلبي، فالإيجابي هو الأهداف التي وضعت الشعائر الحسينية لها، وبمقدار ما تحققه هذه الشعائر من تلك الأهداف تصبح هذه الممارسات تعظيما لشعائر الله تعالى.

وشدد العبيدان على القائمين على المواكب العزائية والرواديد، أن يتجنبوا استعمال الآلات الموسيقية أثناء قيامهم بأداء العزاء الحسيني، بعيدا عن مشروعية ذلك من عدمها. مؤكدا أن ما ينبغي التركيز عليه أثناء القيام بأداء العزاء الحسيني هو المنهج والأسلوب المتبع أثناء ذلك فينبغي أن يجرد وبشكل صريح وواضح عن أي احتمال.

الفردان : الإعلام الصادق وجه آخر للنهضة الحسينية

اعتبر الشيخ شاكر الفردان أن الإعلام يمثل عنصرا مهما من عناصر التنشئة الاجتماعية، كما يعتبر أداة من أدوات تكوين الرأي العام والتأثير عليه، وذلك لأنه يسهم في تعميم المعرفة بكل أنماطها.

وأكد الفردان في ورقته أن الإعلام الحسيني لا ينفصل بوجهه عن النهضة نفسها، وعما قام به الإمام الحسين، لافتا أنه واجه الإعلام التضليلي، بإعلام الهداية الذي اعتمد على تقديم الحقيقة وإبرازها كما هي.

وأشار الفردان إلى أن الإعلام لم يعد موضوعيا في فكره ونطقه ولا صادقا في حديثه ولا حرا في حركته ولا نزيها في انتمائه، لأنه وبحسب الفردان لم يصنع الإنسان وإنما يمسخ الإنسان.

وبيّن الفرادن أن الإعلام يرتكز على ثلاث مرتكزات، هي تزوير الحقيقة ومسخها، وتلميع الأنظمة وتضخيم الشخصيات ومحاصرة الضمائر الحرة والعقول المبدعة، وإسقاط الشخوص بعملية الاغتيال الاجتماعي.

واستعرض الشيخ الفردان وسائل الإعلام الحسيني، مجيبا على التساؤل عن الأنماط التي يتمثل فيها بكونها الآن، سواءٌ أكان في الإعلام المقروء أوالمسموع أو المرئي، منوّها إلى أن هذه الأنماط تتجاذبها مسألتا التطوير والالتزام.

ورأى أن الاستعاضة عن المجالس والمواكب بالاستماع للخطيب من خلال القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية بحيث يستغني عن الحضور إلى المجالس، يتسبب في إفراغ مجالس العزاء، وانقطاع العلاقة بين الفرد وهذه المؤسسات، مؤكدا على عدم تنشئة أجيالنا على القطيعة مع هذه المجالس، إذ لابد من الإصرار على حضورها، وهذا لا يتنافى مع الرغبة في التطوير عبر تطوير الوسائل الحديثة وكيفية الخطاب، بحسب الفردان.

وقال الفردان: «إن العزاء (اللطم) وسيلة إعلامية جماهيرية يشارك فيها الجميع وتلغى فيها الخصوصيات، وتعتمد الشعارات القصيرة التي عمل في داخلها برقيات لمن يهتدي إليها، إضافة إلى أنها تغذي الوجدان».

وتابع: «نعم لابد أن تخضع للتهذيب حتى لا تتحول مسيرتنا العزائية إلى مسيرات سياسية أو إضراب عمالي أو غيرها، وذلك ما يفرغها من محتواها».

واختتم الفردان كلمته بذكر بعض خصائص التطوير التي نستطيع من خلالها ممارسة عملية التطوير بروح مطمئنة، وقدم ثابتة من دون أن تجمد النهضة أو تخدش ثوابتها بشيء، مؤكدا في ذلك على ثوابت النهضة التي هي بالتالي ثوابت الدين، إضافة إلى تطوير الخطيب من حيث الموضوعات والأولويات، وخصوصا خطاب القنوات والمواقع الإلكترونية، إذ يجب أن يكون شموليا حضاريا، يخاطب العقل ويستثير الوجدان.

وتقدم الفردان بتوصية مفادها أن هناك إمكانية للاستفادة من شهري محرم وصفر، من خلال المواءمة بين القديم والحديث، حتى لا يفتقد أي منهما خصوصيته ولا يفتقد قدرته على التأثير، مقترحا أن يكون النصف الأول من شهر محرم خاصا بالخطابة الحسينية، والنصف الآخر يمكن أن تنظم فيه البرامج المتعددة، مسابقات شعرية أو منتديات حوارية، والاستفادة من ذلك في طباعة كتاب سنوي يتضمن أفضل القصائد والمقالات والرسومات وما شابه.

العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً