العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ

الجودر: إياكم وثقافة الاصطفاف فأنتم في وطن ينعم بالأمن

الوسط - محرر الشئون المحلية 

24 أكتوبر 2008

ركز خطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة يوم أمس على إظهار صور التسامح واتساع الصدر وحب الخير ومسلك الرفق، مؤكدا على أن الأمة على أبواب فتنة عمياء تهدف إلى إشاعة ثقافة العنف والتخريب والتدمير بين شبابها وناشئتها، داعيا إلى فتح قنوات للحوار وإزالة الحواجز.

وقال الجودر «أمتكم اليوم على أبواب فتنة عمياء تهدف إلى إشاعة ثقافة العنف والتخريب والتدمير بين شبابها وناشئتها فهي في حاجة ماسة لإظهار صور التسامح واتساع الصدر وحب الخير ومسلك الرفق. ففي ضل التشويه المتعمد الذي تتعرض له أمتكم، بإلصاق التهم وقلب الحقائق وإطلاق الأكاذيب والإشاعات المغرضة، نجد أن آخر صرعات التشويهات هو الادعاء بأنها لا تراعي حقوق الإنسان، ولا توجد لديها حرية دينية لأتباع الأديان والمذاهب الأخرى!، وهذا أدعاء باطل تكذبه الحقائق والدلائل التي على أرض هذا الوطن والكثير من الدول الإسلامية والعربية».

وأضاف الجودر «في الوقت الذي نرى الدول الغربية وهي تضيق على الأقليات المسلمة، وتنال من عقائدهم وثوابتهم، ومنه إساءة الدنمارك لمشاعر المسلمين حينما نالت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما يحدث للمسلمين من اضطهاد في بعض الدول الغربية حين تم وضع قوانين خاصة للمهاجرين إليها حسب اللون والعرق والدين، في هذا الوقت بالذات نرى ما يتمتع به هذا الوطن - كنموذج للتسامح الديني- حيث كانت لنا بالأمس حتى الساعات المتأخرة من الليلة جولات ميدانية في هذا الوطن لنرى ذلك التسامح في المسجد والمأتم والكنيسة والمعبد في جوار بعضهم بعضا، بل وفي المجالس والمنتديات، هذا هو وطنكم المتميز بهذه التسامح الجميل.

التسامح الديني الذي نتحدث عنه يدعونا لفتح قنوات الحوار مع المختلفين، دينيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأن نبدأ بنقل صور التسامح من محيطنا المحلي إلى الفضاء الخارجي ليكون هذا الوطن أنموذجا عالميا في التسامح، وهذا الفعل ليس فيه غضاضة، فقد سبقكم إليه سلف الأمة، من الصحابة وآل بيت النبي الذين ساروا آلاف الأميال لينقلوا هذه الصورة، فهذا جعفر بن أبي طالب، وخليفة بن دحية الكلبي وغيرهم، فحاوروا عظيم الروم وكسرى فارس ونجاشي الحبشة والمقوقس عظيم القبط وغيرهم، لماذا قطعوا كل هذه المسافات؟، هل من أجل الارتهان للأجنبي؟، هل من أجل تشويه الحقائق؟، لا ولكن لينقلوا للعالم صور التسامح الديني في بلاد المسلمين».

كما أكد الجودر على أهمية فتح قنوات للحوار، قائلا «حاجتنا اليوم لفتح قنوات الحوار في أكثر من اتجاه، حوار بين الأديان، وحوار بين المذاهب، وحوار بين السياسيين، وحوار بين الاقتصاديين، وحوار بين أصحاب الفكر والرأي والقلم، وحوار بين الخطباء والدعاة، عليهم جميعا أن يتحاوروا فيما بينهم، وأن يزيلوا الحواجز الضبابية، والسواتر الوهمية، بل وفتح القنوات مع أطياف المجتمع المختلفة، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حينما حاور ذلك اليهودي الذي رهن درعه من أجل أن يشتري شعيرا لأهلة، وهذه الحادثة ترشدنا إلى أمرين، الأول إلى صورة التسامح الديني في المدينة الذي جمع المسلم والنصراني واليهودي والمشرك، والثاني أن التحاور من أجل المصالح المشتركة، مثل نبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار.

بالأمس كادت أن تقع فتنة في بلادكم ولولا فضل الله ثم القيادة الحكيمة وبعض المشايخ والدعاة الأفاضل لوقع ما لا يحمد عقباه، لذا فإننا نهيب بالمخلصين منكم بالسعي لإزالة أسباب ذلك الخلاف وآثاره، وأن يبدوا بإشاعة ثقافة الحوار والاحتكام إلى القانون، ووقف كل من يسعى لنشر سموم الخلاف والشقاق بينهم، ثم إياكم وإياكم وثقافة الاصطفاف والتحشيد فأنتم في وطن ينعم بالأمن والاستقرار ويحتكم إلى القوانين والأنظمة، لذا فإننا نتقدم بالشكر والتقدير للمشايخ الأفاضل الذين عملوا جاهدين لإطفاء نار الطائفية، جعله الله في ميزان حسناتهم».

واختتم الجودر خطبته محذرا، «فاتقوا الفتنة وأعلموا أن سبيل العيش بين الناس - باختلاف أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم وأعراقهم - هو التسامح والحوار والإحسان، فأحسنوا إلى بعضكم بعضا».

العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً