العدد 245 - الخميس 08 مايو 2003م الموافق 06 ربيع الاول 1424هـ

حركة إسلامية دولية من أجل حقوق الإنسان

الميزان comments [at] alwasatnews.com

ربما إن «الحركة الدولية من أجل عالم عادل» واختصار اسمها باللغة الانجليزية JUST هي اول حركة حقوق انسان دولية اسسها مسلمون انطلاقا من ماليزيا. فلقد تعودنا ان يؤسس ويدير المنظمات الحقوقية الدولية غير المسلمين للدفاع عن جميع الناس بغض النظر عن انتماءاتهم. لكن منظمة «جاست» اثبتت ان المسلمين بامكانهم ان يلعبوا دورا رياديا للدفاع عن حقوق الانسان في اي مكان في العالم.

رئيس المنظمة هو استاذ الدراسات الاسلامية والسياسية والناشط الحقوقي تشاندرا مظفر الذي تنشر «الوسط» (كما هو الحال في عدد اليوم) مقالاته بين فترة واخرى.

وعندما التقيته على وجبة عشاء في اواخر 2000 اثناء زيارته لندن كان يتحدث وهو مملوء بالافكار التنويرية والعملية متسائلا «كيف تمكن الغربيون من تحويل ثقافتهم المنغلقة الى ثقافة عالمية بينما حولنا نحن المسلمين ثقافتنا العالمية الى ثقافة منغلقة؟». بهذا التساؤل العميق تعرف سعة أفق المفكر الذي تتحدث اليه. وعلى رغم انه معوق، اذ يحتاج الى شخص آخر معه ليدفع الكرسي المتحرك، فإن نشاطه يفوق من لديه صحة متكاملة. فقد كان قد وصل لتوه من مؤتمر في جنوب افريقيا مشاركا غيره من الناشطين الحقوقيين للتداول في عدد من القضايا الانسانية. وقد كان استاذا في الجامعة الاسلامية الدولية إلا أنه خسر الكرسي بسبب تصديه للدفاع عن المعتقلين بتهم سياسية في ماليزيا، ومع ذلك لم يتوان ولم يتراجع في نشاطه.

منظمة «جاست» تحتوي على اسماء لمفكرين وناشطين دوليين، معظمهم من المسلمين، وهم من بلدان مختلفة اجتمعوا على اهداف المنظمة وهي تشبه اهداف المنظمات الحقوقية العالمية الاخرى مع فارق في امرين استمدا من القرآن الكريم.

الامر الاول هو الايمان بقدسية العائلة وارتباط هذه القدسية بوحدانية الله، وان اهتمام المنظمة ينطوى على احترام هذه الالتزامات التي تفتح الآفاق للانسان لخدمة اخيه الانسان. الامر الاخر هو الايمان بالعدل والاحسان وضرورة معالجة الشئون الدولية بما يساعد على نشر العدالة ونصرة المظلوم. اما باقي الأهداف فهي مماثلة لأهداف المنظمات الحقوقية الدولية الاخرى، فالمنظمة لا تدافع فقط عن المسلمين وعن المؤمنين وانما عن غير المسلمين وغير المؤمنين ايضا باعتبار ان احترام حقوقهم وانسانيتهم امران متلازمان في المفاهيم الاسلامية، فالامام علي (ع) يقول: «الناس صنفان أما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق».

النشاطات التي تقوم بها المنظمة متنوعة وتشمل نشر التعليقات والبيانات حول الأمور التي تدخل ضمن نطاق عملها، والدفاع عن عدد من القضايا الجوهرية والتعاون مع المنظمات الاخرى في المجالات المشتركة بالاضافة إلى إقامة ورش تدريبية وتثقيفية عن المفاهيم والاهداف التي تسعى إليها المنظمة.

ربما إن الجمعيات الحقوقية التي انشئت في البحرين والدول الخليجية بحاجة إلى ضيافة منظمة «جاست» على قوائمها للاستفادة من نشاطاتها وافكارها، خصوصا وان المنظمة لديها من الطروحات القوية والمنفتحة على العالم الاوسع وانها تنطلق من بلد مسلم. منصور الجمري

العدد 245 - الخميس 08 مايو 2003م الموافق 06 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً