العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ

قاسم: الدين لا ينفصل عن السياسة وتعطيل المسجد مرفوض

أكد خطيب مسجد الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة أمس أن الدين لا ينفصل عن السياسة، رافضا الدعاوى التي تطالب بتعطيل ما أسماه بـ «دور المسجد»، مشيرا إلى أن تعطيله يعني تعطيل دور الدين ومعالجته لقضايا الانحراف الخلقي والسياسي والاجتماعي.

وقال قاسم: «في ذلك تعطيل دور المسجد من الإدلاء برأيه وإنكار على الله سبحانه في رسالاته التي جاءت لمعالجة كل الانحرافات، وأنت هنا لا تعترض على إمام مسجد، بل تعترض على الله الذي أرسل رسالة لمعالجة الانحرافات. وكم كررت الآيات القرآنية التقوى، وما تعنيه من خوف الله سبحانه، وقضية القصد والفعل والقول لتؤكد أن المشكلات التي تعاني منها البشرية لن تحل بلا خلق ولا ضمير وبلا خوف من الله تعالى مهما توافر للإنسان من علم، فالمشكلات السياسية لن تحل إلا بذلك، ولا فصل للدين عن السياسة».

وانطلق قاسم في خطبته بما عنونه «رسالات إلهية وأوضاع المجتمعات»، وأوضح أنه «لا ريب أن جاءت الرسالات السماوية لتربية الإنسان، فالدين لم يأتِ ليعالج جنبة من جنبات الحياة من دون جنبة، وإنما جاء ليرتفع بقضايا الحياة ويستقيم بها كاملة على الصراط، لكن لأن لونا خاصّا من الانحراف والزيف، قد يتركز في هذا المجتمع، ولونا آخر يكون هو الأبرز في مجتمع ثان، وقد جاءت رسالات متعددة مركزة على المساق الخاص بالمجتمعات التي يتفشى فيها بدرجة أكبر. وما انفصل الدين عن الدنيا في كل الرسالات».

وتابع «لنقف مع موضوعات عدد من الرسالات، أولا رسالة النبي موسى (ع)، والموضوع الخاص بهذه الرسالة هو مواجهة الاضطهاد السياسي والأمني الذي يمارسه الحكم الفرعوني ببني إسرائيل، وقد استحق هذا الانحراف الخطير عن العدل الإلهي والميل عن الحكم بالحق، وعن حاجات الحياة ومتطلباتها وأهدافها، ووظيفة الخلافة في الأرض، أن تكون مواجهته وتصحيحه خطّا عريضا جدّا في الرسالة الإلهية الموجهة إلى موسى (ع)».

وأضاف «هناك رسالة هود (ع)، والموضوع الخاص الذي تركز عليه رسالة هود (ع) هو الحضارة المادية والإنتاج العبثي الذي لا يستهدف مصلحة المجتمعات، وتواجه هذه الرسالة غطرسة القوة المادية والبطش الظالم. ورسالة صالح (ع)، والموضوع الخاص بهذه الرسالة هو مواجهة الانحرافات الخلقية، وإن حكومة المسرفين في البعد عن الله. ولدينا رسالة شعيب (ع)، والموضوع الخاص بهذه الرسالة هو مناهضة الظلم الاقتصادي واختلال العلاقات الاقتصادية وظلم المستضعفين والفساد المشتري الذي تشرف عليه طبقة متحكمة طاغية.

ورسالة لوط (ع) والموضوع الخاص بهذه الرسالة هو مواجهة التحلل الخلقي والشذوذ الجنسي الذي ينحرف عن خط الحياة، والانحراف عن نظام الله تعالى وإعمار الأرض بتزاوج الرجل والمرأة».

وقال: «يطالعنا هذا الاستعراض القرآني في موضوعاته إلى جانب التوحيد، على حال الاستضعاف والاستقصاء لبعض فئات المجتمع والخلل الاقتصادي الذي تقوم عليه طبقية اجتماعية وسياسية، وموضوع التسلط والظلم والبطش الحكومي في الأرض والإخلال بالعدل وكرامة الإنسان ويحرفها حياته عن الطريق الذي رسمه الله تعالى».

العدد 2241 - الجمعة 24 أكتوبر 2008م الموافق 23 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً