توجه مرزوق بسؤال لأحد الخبراء في مجال العمل البرلماني وسأله اذا كان بامكان احد المجانين المهووسين بالحقد على فئة معينة في المجتمع ان يحصل على اصوات عقلاء ليمثلهم في الحياة العامة.
الخبير: هذا يعتمد على عوامل عديدة ومعقدة بالدرجة المعقدة نفسها لحال احد المهووسين بالحقد على فئة او طائفة معينة.
مرزوق: كيف، وضح؟
الخبير: كان بعض الاغنياء في المانيا بعد الحرب العالمية الأولى متورطا بسبب كساد تجارته فوجد احدهم ضالته في شاب اسمه ادولف هتلر، يكره اليهود ويحقد على الشيوعيين وكل الناس الذين لا يعتبرهم من الأمة الألمانية ذات الغالبية العظمى. فقرروا مساندته على رغم انه كان يقول إنه ينتمي لحركة اشتراكية وليس حركة تناسب افكار اولئك المتورطين بكساد تجاراتهم وصناعاتهم.
مرزوق: تقصد أن هتلر كان يمثل أناسا لا يشبهونه.
الخبير: هتلر كانت لديه «بحة» في صوته، وتلك «البحة» كان يطلقها بعبارات الكراهية لأية فئة يعتقد انها لا تنتمي للاكثرية الالمانية الصحيحة السائرة على النهج السليم، وكان يعتبر الاخرين تجزيئيين ولذلك آمن بوجوب تجزيئهم وحرقهم وطردهم من المانيا «العضمى».
مرزوق: ولكن ما هي فائدة الذين كسدت تجارتهم من ذلك؟
الخبير: بدأت بسبب هتلر تحرك مصانع الأسلحة ومصانع الانشاءات وغيرهما التي استفاد منها الذين وقفوا خلف هتلر ودعموه وشجعوه على حرق كل شخص لا يعتبره هتلر منتميا للأمة الألمانية العظيمة.
مرزوق: اذن هناك امكان أن يقوم مجنون مهووس بالحقد على فئة معينة بتمثيل غيره؟
الخبير: الحاقد لا يمثل غيره... ولكن غيره يستفيد من حقده.
مرزوق: ولكن هذا يعني ان الحاقد له سوق لان هناك من يستفيد من حقده على الآخرين.
الخبير: ولكنها تجارة بائدة، فكل ما ربحوه خسروه وخسروا أكثر منه، اما الذين كان يحقد عليهم هتلر فظلوا يعيشون رغما عن أنفه، بل انهم استطاعوا التخلص منه، وابتلينا نحن المسلمين ببعضهم.
مرزوق: كيف، وماذا تقصد؟
الخبير: اليهود الذين ظلمهم هتلر ذهب بعضهم إلى فلسطين وهم الآن يعملون ما كان يعمله هتلر بهم.
مرزوق: وهل تتوقع ان يموت مثل هذا الأمر في بلاد اخرى غير المانيا وفلسطين؟
الخبير: لا اعتقد ذلك، فالناس عقلاء ويؤمنون بمبادئ سامية على رغم وجود بعض الشواذ هنا وهناك ممن يعتقدون انهم يمثلون الأمة العظيمة، كما كان هتلر يعتقد انه كان يمثل الأمة الألمانية العظيمة... ولكن الانسانية تعلم ان حقد هتلر لم ينفع المانيا ولم ينفع هتلر نفسه الذي انتحر.
مرزوق: هل تتوقع انه اذا كان هناك مجنون مهووس بالحقد على فئة معينة ينتحر ايضا؟.
الخبير: هذا امر في غاية التعقيد ولا يعلمه إلا الله ولكن الذين حقدوا على نبي الله محمد (ص) قال لهم المسلمون ان يمدوا حبالا الى السماء ويشنقوا انفسهم إذا لم يعجبهم الرسول (ص)... وبعضهم انتهى أمره إلى المأساة لأن الحاقد يتعب قلبه بسرعة.
مرزوق: ماذا تقصد؟
الخبير: الذي يحب... قلبه مغمور بالسعادة، أما الحاقد فان قلبه يضيق من الأحماض التي تلف حوله، خصوصا مع استنشاق كميات هائلة، من الدخان وغير الدخان، وبالتالي يتحول إلى مسكين بحاجة للرأفة والرحمة
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 244 - الأربعاء 07 مايو 2003م الموافق 05 ربيع الاول 1424هـ